قد يبدو ذلك مثيرًا للدهشة والعجب، لكنه حقيقة علمية مؤكدة، أن «المرأة المدمنة» تلد طفلاً «مدمنًا» عاش في بطنها طوال شهور الحمل، متأثرًا بكل ما وصل إليها من مخدرات أو مكيفات، وهننا تكمن الخطورة.

 إذا كيف يمكن الحكم علي طفل رضيع خلال سنوات الطفولة الأولي، بأن يعيش حياتة الحاضرة والمستقبلية ؟.. إن الأمر في حاجة إلي تدخل وإلي حماية ووعي، وعلي الطريق نفسه، هناك أدوية مختلفة الأغراض تؤثر علي الجنين أيضا بدرجة أو بأخري.

من جانبه، قال الدكتورعزالدين الدنشاري، أستاذ الأدوية والسموم، إن تعاطي بعض المخدرات، وتدخين السجائر أو الشيشة، أثناء شهور الحمل يؤدي إلي حدوث إصابات للأم الحامل، قد يترتب عليها الإجهاد أو ولادة أطفال متوفيين، أو إصابة المواليد بأمراض قد تهدد حياتهم في سن الطفولة أو الشباب.

وأضاف «من الممارسات التي تشكل خطرًا علي صحة الأطفال الرضع، تعاطي الأم الخمر، أو المخدرات، أو التدخين أثناء الرضاعة، حيث تنتقل المواد الضارة من دم الأم التي تتعاطي، أو تدخن إلي غددها الثديية ومن ثم إلي جسم الطفل الرضيع، فتسبب له إصابات مرضية قد تصل إلي حد الخطر علي حياتة».

وأشار إلي أنه عام 1973 أجريت في جامعة واشنطن بأمريكا دراسة علي المواليد لأمهات مدمنات للخمور تعاطينها خلال شهور الحمل، حيث دلت النتائج علي إصابة المواليد بتشوهات في العين والأذن والقلب والجهاز العصبي المركزي، بالإضافة إلي تأخر النمو وصغر محيط الرأس، والتخلف العقلي، وأطلق علي هذه الإصابات  « متلازمة التسمم الكحولي للجنين».

 

ودلت نتائج الدراسات علي ارتفاع نسبة الوفيات في الأجنة قبل الولادة، وارتفاع نسبة وفيات المواليد في الشهر الأول بعد الولادة، وزيادة في نسبة المواليد المصابين بالأمراض.

أعراض التسمم الكحولي للجنين وتشمل:

العين:

تشمل إصابات انسدال الجفن الأعلي وتكوين ثنايا جلدية غير طبيعية فيه، وصغر حجم العينين، وقصر النظر والحول، وتغير غير طبيعي في وضع العينين بالنسبة للأنف.

الفم والأنف والأذن:

تظهر تشوهات الشفة الأرنبية، وانشقاق سقف الفم، وصغر حجم الأسنان وسوء تكوينها، وتغيرات في الشكل الطبيعي للأذن والأنف.

القلب والأوعية الدموية:

قد تحدث تشوهات في القلب والأوعية الدموية الكبيرة، وقد يصاب الطفل بلغط القل وخصوصا في مرحلة الطفولة المبكرة.

كلية الطفل:

قد تكون كلية الطفل غير طبيعية حيث تتميز بصغر حجمها وعدم ثباتها في مكانها الطبيعي، وقد يؤدي هذا إلي اختزان الماء بالجسم.

الجلد:

تظهر أورام حميدة في الأوعية الدموية لجلد الطفل عند الولادة، كما ينمو شعر الجلد بغزارة غير طبيعية، في مرحلة الطفولة المبكرة.

العظم:

تشمل إصابات العظم، صعوبة حركة مفاصل الأصابع والكوع، بالأضافة إلي حدوث تشوهات في العمود الفقري ، أما إصابات العضلات فتشمل ظهور فتق في بعض الأماكن مثل الحجاب الحاجز والسرة.

المخ والأعصاب:

يسبب الكحول إضطرابات في وظائف المخ والأعصاب، ينجم عنها التخلف العقلي وإصابات في الجهاز العصبي المركزي، وصعوبة إكتساب العلم والمعرفة ونشاط حركي زائد.

ويسبب الكحول عرقلة نمو الجنين، مما يؤدي إلي إنخفاض وزن المولد وصغر حجم الرأس، وبطء نمو الطفل، كما تظهر علي المولود أعراض الانقطاع المميزة لإدمان الخمور.