الإثنين 17 يونيو 2024

رشاد عبده: الصناعة الوطنية نالت نصيب الأسد بعد ثورة 23 يوليو

أخبار23-7-2018 | 13:55

قال الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، إن البعد الاقتصادي من الأبعاد المهمة التي ركزت عليها ثورة 23 يوليو 1952 وخاصة الصناعة التي كان لها نصيب الأسد في هذا الشأن وشهدت خطوات مهمة لإحياء الصناعة الوطنية، مضيفا أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أنشأ ألف مصنع لكافة الصناعات الخفيفة والثقيلة والمتوسطة.

 

وأكد في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن كل الصناعات الثقيلة الموجودة اليوم تأسست في عهد عبد الناصر كالحديد والصلب والألومنيوم وكانت نواة للصناعات المتطورة فيما بعد، مضيفا أنه في ذلك الوقت لم يكن ينشئ مصنعا إنما مؤسسة متكاملة فأنشأ مجمع كيما لاستغلال الكهرباء المهدرة من خزان أسوان وخدم أهل الصعيد.

 

وأوضح عبده أنه لم ينشئ المصنع فقط إنما مساكن للعمال ومستشفى ومدارس وقصر ثقافة كمدينة متكاملة بها كل الخدمات، والأمر نفسه طبق في العديد من الشركات كالدلتا للأسمدة وكفر الدوار، مضيفا أن هذه الصناعات حققت نهضة حقيقية في الصناعة الوطنية فكان مصنع المحلة الكبرى المكان الذي يرتدي منه كل فئات الشعب المصري كل أنواع الملابس وبعدما حقق فائضا اتجه للتصدير وتوفير عملة صعبة للتسليح.

 

وأضاف أن الزراعة كانت جزءا مهما من هذه الخطوات فكانت قوانين الإصلاح الزراعي والقضاء على الإقطاع وتحديد الملكية خطوة مهمة في هذا الوقت، موضحا أنه مع مرور الزمن تفتتت الأراضي نتيجة الزيادة السكانية وغاب التخطيط الاستراتيجي بسبب صغر المساحة المملوكة لقراريط ما جعل كل فرد يزرع حسب هواه ويبحث عن المكسب الأعلى.

 

وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أن الإدارة المنضبطة وحصول العمال على حقوقهم جعلهم يدافعون عن هذه المصانع، مضيفا أن المصانع الحربية كانت تنتج لصالح المصريين في خدمة المواطن والتنمية، مضيفا أن عبد الناصر أنشأ المراجل البخارية التي هي نواة لتكنولوجيا جديدة لتوليد طاقة نووية سلمية.

 

وألمح إلى أن عبد الناصر وضع سياسة الإحلال محل الواردات نتيجة زيادة الواردات المصرية من الأجهزة الكهربائية مما وفر لمصر عملة أجنبية وبعدها بدأ الإنتاج من أجل للتصدير فأنتج وصدر ووفر عمل أجنبية، مضيفا أن الاستعانة بالخبراء والرؤية الاقتصادية حققت نقلة اقتصادية ومع الانفتاح على دول كالهند ويوغسلافيا وتشكيل تكتل عدم الانحياز تفتحت منافذ جديدة للتصدير.

 

وأكد أن التجربة الاقتصادية لثورة 23 يوليو هي تجربة ثرية وتستحق الدراسة كما حدث خلال فترة الستينيات باستعانة سنغافورة وكوريا الجنوبية بهذه التجربة ودراستها والاستفادة منها.