السبت 22 يونيو 2024

توجيهات جديدة للسيسي للقضاء على فيروس سي.. وخبراء: الرئيس وضع الكل أمام مسئوليته.. والمسح الشامل سيبدأ في أكتوبر المقبل بالمحافظات الأعلى إصابة وسيشمل الأمراض المزمنة

تحقيقات25-7-2018 | 16:27

جمال عصمت: بدء الفحص الطبي لـ«فيروس سي» أكتوبر المقبل.. وسيشمل الأمراض المزمنة

عز العرب: الرئيس وضع الكل أمام مسئوليته للقضاء على فيروس سي

«أباظة»: المسح الشامل لفيروس سي يبدأ في المحافظات الأعلى إصابة

 

توجيهات أصدرها الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس بشأن القضاء على فيروس سي، وصفها أطباء ومتخصصون في مكافحة الفيروسات بأنها تضع الجميع أمام مسئوليته في إطار خطة قومية متميزة للمسح الشامل والعلاج خلال عامين بما يساعد في القضاء على المرض، موضحين أن الفحص الطبي سيبدأ في أكتوبر المقبل وفي المحافظات الأكثر إصابة وسيشمل الأمراض المزمنة أيضا.

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد وجه خلال اجتماعه أمس بالدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، والدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، بتوفير كل الإمكانات الضرورية للبرنامج القومي للقضاء على فيروس "سي"، مشددًا على أن هدف البرنامج هو القضاء على ذلك المرض في مصر.

ووجه السيسي بأن تشمل عملية المسح للكشف عن فيروس "سي" المواطنين في التجمعات السكانية ذات الكثافة العالية دراسة إجراء عمليات مسح دورى بالمدارس والجامعات بما يضمن متابعة حالة الطلاب والشباب بشكل منتظم.

وتعمل الدولة على تنفيذ خطة قومية للمسح والعلاج الشامل لفيروس c بإجمالي ٤٥ مليون مواطن مصري خلال عامين، وضعت لها تكلفة تقديرية بنحو 5.6 مليار جنيهات

 

البدء في أكتوبر

الدكتور جمال عصمت، عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، أكد أن الدولة مهتمة للغاية بخطة القضاء على فيروس سى للأشخاص المصابين فوق سن 18سنة، مشيرا إلى أن هناك ترجيحا بوجود نحو 5 مليون مصابا وما تم التعرف عليه  حاليا هو 2 مليون مصاب فقط.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الـ3 مليون مصاب الآخرين لم يتم اكتشافهم بعد من جهة الإدارة الطبية أو المريض نفسه وذلك لأن أعراض المرض لا تظهر مباشرة على المريض فور الإصابة بالفيروس، مضيفا أنه مع الوقت تسبب له مشاكل صحية وخيمة كتليف الكبد.

وأوضح عصمت أن المسح الطبي والتحاليل تمكن من اكتشاف المرضى منذ البداية مما يجعل العلاج أيسر، مضيفا أن المريض يمكن أن ينقل العدوى لأربعة أشخاص لذلك تكمن أهمية الكشف المبكر عن المرض حماية للمجتمع، وعلى هذا الأساس وضعت خطة القضاء على فيرس سى فى نهاية 2020.

وأشار إلى أن الفحص الطبي سيبدأ في أول أكتوبر المقبل من خلال وحدات الصحة الحكومية والإدارة الطبية في الجامعات والمصانع والمدارس، مضيفا أنه فى حالة وجود حالات مشتبه فيها سيتم تحويلها مباشرة إلى المستشفى المركزي لعمل التحليل التأكيدي وإذا ثبت المرض سوف يتم تحديد كيفية العلاج.

وقال عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية إن هناك نوعين من المرضى الأول يحتاج إلى متابعة دوريه شهرية وتعديل للعلاج فيتم تحويله إلي وحدات العلاج القومية التابعة لجنة مكافحة الفيروسات، والآخر يحتاج فقط إلى أخذ العلاج لمدة 3 شهور.

وأضاف أن الدواء متوافر ولا يوجد نقص به، وستقوم المستشفيات التابعة لوزارة الصحة والمستشفيات العسكرية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني التي تشارك في تشجيع المواطنين من أجل الخضوع للفحص من خلال تواجدهم في هذه الأماكن، موضحا أن الفحص لن يقتصر على فيروس سى فقط وإنما يشمل الكشف عن الأمراض المزمنة مثل السكر والضغط.

 

وضع الكل أمام مسئوليته

قال الدكتور محمد عز العرب مؤسس وحدة الأورام بالمعهد القومي للكبد، إن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن القضاء على فيروس سي وتوفير الإمكانات الضرورية تضع الكل أمام مسؤوليته لتنفيذ البرنامج القومي للقضاء على الفيروس وتنفيذ المسح الطبي الشامل لـ45 مليون مواطن خلال عامين.

وأوضح عز العرب، في تصريح أدلى به لـ"الهلال اليوم"، أن تنفيذ الخطة القومية للقضاء على فيروس سي 2020 تتطلب توافر الإمكانات وإجراء المسح الشامل خلال عامين والتعاون مع كبرى الشركات الدوائية، مضيفًا أن العام الماضي فقط أجرت مصر مسحا شاملا لنحو 5 ملايين مواطن والوصول لـ45 مليون شخص خلال عامين يتطلب مضاعفة الجهود وزيادة عدد المراكز والفرق الطبية.

وأضاف مؤسس وحدة الأورام بالمعهد القومي للكبد أن إمكانات علاج فيروس سي متوفرة وهناك نحو 70 مركزا علاجيا تابعة للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، مضيفا أن المسح الطبي يشمل إجراء تحاليل أولية ومن يثبت حمله الأجسام المضادة يتم عمل تحليل تأكيد PCR لمعرفة درجة إصابته وتحويله للعلاج إما على نفقة الدولة وإما عبر التأمين الصحي.

وأكد عز العرب أن وضع استراتيجية بالموعد وخطط العمل وأماكن التنفيذ ومراقبة تطبيقها وتقييم ما تحقق يؤدي إلى نجاح الخطة القومية للقضاء على فيروس سي، مضيفا أن الدولة بصدد تنفيذ مشروعات كبرى للنهوض بالصحة كتطوير 47 مستشفى نموذجي في كل المحافظات والقضاء على قوائم الانتظار وبدء تطبيق التأمين الصحي الشامل في بورسعيد.

وأشار أستاذ أمراض الكبد إلى أن النجاح في الوصول إلى نسبة إصابة بواقع أقل من 1% من عدد السكان تعني القضاء على فيروس سي علميا، مضيفا أن المسح الطبي هو الجانب العلاجي في الخطة والمهم أيضا التركيز على الجوانب الوقائية وتطوير مكافحة العدوى، لضمان عدم دخول مصابين جدد، لأن المريض الواحد ينقل الفيروس من 4 إلى 5 أشخاص.

وقال عز العرب إن الجهود الوقائية مهمة لأنه سنويا يدخل 2.4 شخص من كل ألف شخص لمرضى فيروس سي وهذا رقم كبير، مضيفا أنه يجب القضاء على العدوى ومكافحة الإدمان وعادات الوشم وتبادل الأدوات الشخصية وتطبيق استراتيجيات فاعلة للتخلص الآمن من النفايات وتعميم الكواشف الطبية في كل المراكز الطبية التي تكشف على كل الفيروسات في الدم بدقة عالية.

 

المحافظات الأعلى إصابة

فيما قال الدكتور عبد الحميد أباظة، أستاذ أمراض الكبد ومساعد وزير الصحة سابقا، إن الدولة تعمل منذ أكثر من عام على مواجهة فيروس سي عبر مسح طبي بالقوافل والعيادات المتنقلة، مضيفا أن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن القضاء على فيروس سي وسعت رقعت المسح بعدما كان محدودا في قرى وأماكن معينة لتشمل 45 مليون مواطن أي نصف عدد المصريين.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن فيروس سي مرض صامت ليس له أعراض و70% يتم اكتشافها بالصدفة وبالتالي فالمسح الشامل وتوسيع رقعة الفحص خطوة مميزة وخاصة أن مصر بدأت بالفعل في هذا المشروع بدعم من الرئيس وصندوق تحيا مصر مما ساعد على حل مشاكل كثيرة وعالج عدد كبير من المصابين وانتهى علاجهم.

وأضاف أباظة أن المسح الشامل يشمل إجراء تحليل سريع يحدد حمل الشخص للأجسام المضادة ومن تأتي نتيجته إيجابية يجري تحليل آخر وهو PCR وبعدها هناك احتمالين إما أن يكون حامل للفيروس وليس مصابا فلا يتلقى علاج إنما ينفذ تعليمات وقائية وسلوكيات للحماية ويجري متابعة دورة كل سنة أما الاحتمال الثاني هو الإصابة بالفعل بنسبة ما ويتلقى العلاج.

وأكد أن خطة المسح الطبي لـ45 مليون مواطن ستبدأ في الأماكن ذات التجمعات الكبيرة والأكثر انتشارا للمرض حسب قاعدة البيانات التي كان قد أعدها معهد الكبد كالفيوم وكفر الشيخ ومحافظات الصعيد وستكون المحافظات الحدودية في آخر المحافظات لانخفاض نسب الإصابة بها.

وأشار أستاذ الكبد إلى أن المسح الطبي سيحقق أمرين أولهما تشخيص الحالات والعلاج المناسب للمصابين والثاني وضع قاعدة بيانات وتحديد نسبة قومية للإصابة بفيروس سي لأنها لم تحدث منذ عام 2010 وكانت بنسبة 11%، مضيفا أن هذا المشروع القومي متميز وخلال سنتين ستنجح مصر في الوصول للمعدلات العالمية المقبولة للإصابة.

وأكد أن القضاء الكامل على الفيروس يمكن أن يأخذ عامين إضافيين بعدها وذلك عن طريق الأدوية الجديدة بالإضافة إلى جهد أكبر في الطب الوقائي بتنشيط مكافحة العدوى والسيطرة عليها، لتجنب زيادة أعداد المصابين بشكل يوازي جهود العلاج، للسيطرة على الوضع تمام في غضون سنتين أو ثلاثة على أقضى تقدير.

    الاكثر قراءة