الثلاثاء 14 مايو 2024

توصيف وتوصيات يوم مجيد

6-7-2018 | 14:34

كان يوما مشهودا ليس في تاريخ مصر فحسب بل في مسار البشرية كلها حين لبى المصريون نداء قائد الجيش المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي آنذاك حين دعا المصريين إلى إظهار إرادتهم من جديد للمجتمع الدولي والتأكيد على أن قرارهم  بيدهم.

كان يوم الرابع والعشرين من يوليو يوما فارقا  وإعلانا واضحا من مؤسسية راسخة في مؤسسة عسكرية هي للشرف عنوان وللكرامة   محلا وتجلت هذه المؤسسية في كلمات محددة واضحة الدلالة لا تقبل تأويلا كانت سهما نافذا في قلب كل من أراد أن يوصم الجيش بخديعة أو انتقاص من مروءة كما حمل رسائل مهمة ما أحوجنا اليوم لإعادة قراءتها وكان أهمهما حين أعلن الفريق أول عبد الفتاح السيسي وبكل وضوح أن ما جرى في 3 يوليو من ذات الشهر لم يقم على خداع أو مكيدة بل قدم الجيش 3 تصورات للرئيس المعزول ينبه فيها إلى خطورة المساس بمفهوم الدولة والوطن وأنه لابد أن يكون قائد مصر رئيسا لكل المصريين وأن ما عدا ذلك لعب بالنار وإضرار بالأمن القومي.

ولأن السيسي كان مدركا أنه يتعامل مع فئة ألفت الكذب وتتنفسه كالهواء كان الشيخ "الحويني" شاهدا على نصيحة مخلصة قدمها الرئيس السيسي آنذاك لتلك التيارات التي تسمي نفسها بـ"الدينية" بضرورة ألا تقدم مرشحا للرئاسة نظرا لمحدودية كوادرها بما تقتضيه مهام هذا المنصب وأعاد ذكر السيسي ذلك الكلام على العلن تأكيدا لإخلاص الجيش تجاه من منحه الشعب ثقته في ذلك الوقت تبين أنه لم يكن جديرا بها واتساقا مع مهامه وظيفته التي نصبته حارسا أمينا على الأمن القومي المصري وأيضا لدرء موجة من الكذب سيطلقها أنصار الرئيس المعزول تجاه ما جرى.

كان السيسي يسبق الجميع قارئا للمشهد مدركا طبيعة عدو سبر الجيش أغوار مكره وخداعه طول سنين طويلة لكن غرور تلك الفئة وغطرستها القائمة على دعم أجندات خارجية ظنوا عبثا أنها ستكون يوما أقوى من إرادة المصريين.

وكان الدرس الأكبر في ذلك اليوم حين نبه الرئيس لخطورة وخطر داهمين يتهددان مصر من جراء فريقين سيتحركان تحت أحد وهمين تيار سيظن أن ما جرى هو تحرك ضد الدين والمتدينين ويتار آخر سيحمل السلاح ضد المصريين ظانا نفسه يجاهد في سبيل الله.

لقد كرر الرئيس السيسي مرارا وتكرارا أن الجيش مؤسسة شريف مخلصة أمينة قدمت النصح وقدمت المبادرة تلو الأخرى ومنها تلك التي أحبطتها الجماعة الإرهابية بعد أن قبلها مندوبهم في الرئاسة لعقد لقاء للقوى السياسية للخروج بحل للأزمة إلا أن النوايا الخبيثة قد اختارت الأزمة سبيلا لهدم الدولة فأحبط الله كيدهم.

وبصوت واثق عال لا يتردد التفت الرئيس السيسي لطلاب الكلية الحربية آنذاك مخاطبا كل أفراد الجيش بأن يرفعوا رؤوسهم عاليا فجيش مصر مؤسس على تقوى الله لا يعرف خديعة أو مكرا .

ولإيمانه بالمؤسسية التي أرادت الجماعة الإرهابية هدمها لصالح أجندة ومصالح ضيقة طالب قائد الجيش المصريين بتفويض الجيش والشرطة لردع أي محاولة لاستخدام العنف أو الإرهاب لتجاوز إرادة المصريين في الثلاثين من يونيو ولم يفكر المصريين في ندائه بل لبى النداء ما يزيد على أربعين مليون مصري قدموا أكبر تفويض في التاريخ لتأكيد إرادتهم وليسمع العالم ويرى أن المصريين ماضون في طريقهم متمسكون بإرادتهم في اصطفاف وطني بديع أصاب أعداءنا بالسكتة السياسية.

وأخيرا فإن أبرز رسائل ذلك اليوم الخالد من تاريخ مصر والتي لم يدركها أتباع وأنصار الجماعة الإرهابية وهي أننا نفتقر إلى ثقافة الاختلاف وما الذي يجب أن نفعله إذا اختلفنا وهي دعوة كريمة من قائد قوي منتصر محفوف بإرادة شعبية جارفة مفادها أن أفيقوا يا دعاة العنف أفيقوا يا تجار الدين أفيقوا يا كل عابث بمقدرات هذا الشعب فإن الساعة لا تعود إلى الوراء لكن كانت إرادة الله غالبة باستئصال تلك الجماعة ووئدها فأصموا آذانهم وأنساهم الله أنفسهم فسقطوا وإلى الأبد.

تحية إلى هذا الشعب العظيم في ذكرى يوم خالد من أيامه المجيدة يوم أن ردد الشعب والجيش في صوت مزلزل لتحيا مصر وليسقط أعداؤها.

    Dr.Radwa
    Egypt Air