مساء غد (الجمعة) سكان كوكب الأرض على موعد مع
خسوف كلي نادر للجرم الأقرب إلى الأرض (القمر) يستمر لمدة طويلة لن تتكرر لعقود مقبلة،
ويكتسب فيها القمر ذو اللون الفضي لونا دمويا، وستكون أكثر المناطق مشاهدة لهذه الظاهرة
الفلكية هي مصر ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والهند وأستراليا وشرق أوروبا، في حين
ستشهد بقية مناطق الكرة الأرضية الظاهرة ولكن بصورة أقل.
والسبب وراء هذا الخسوف الطويل هو مرور القمر
عبر مركز ظل الأرض، وسيكون بذلك على خط واحد خلف الكرة الأرضية والشمس، فيما يعزو العلماء
اصطباغ الجار الفضائي الأقرب إلى الأرض بلون دموي لتوسط الأرض بينه وبين الشمس، فيقع
عليه ظلها، مصطحبا معه الوهج الشمسي، وهو برتقالي مائل إلى الحمرة عادة، فيحمر أديمه
ويبدو لمن يعاينه غريبا وبلون يثير فضول وشهيه عشاق الفلك وهواته لمتابعته وتصويره.
وخسوف القمر يمكن أن يحدث ثلاث مرات فى العام،
وهو ظاهرة فلكية تحدث عندما يحجب ظل الأرض ضوء الشمس المنعكس من القمر في الأوضاع العادية،
وخسوف يوم غد من النوع الدموى، وهو أحد أربعة أنواع للخسوفات، الكلي ويحدث عندما يدخل
القمر كله منطقة ظل الأرض. وفي هذه الحالة ينخسف كامل قرص القمر، ويختفى تماما في أوقات
منتصف الليل.
وخسوف جزئي يحدث عندما يدخل جزء من القمر منطقة
ظل الأرض، وفي هذه الحالة ينخسف جزء من قرصه، ويبدو ظل الأرض واضحا على وجه القمر،
وخسوف شبة الظل وفيه يقع القمر فى منطقة شبه الظل فقط، ويصبح ضوئه باهتا من دون أن
ينخسف، ومنطقة شبه الظل هي المنطقة التي ينحجب فيها جزء من ضوء الشمس عن القمر أي أن
المراقب للشمس من على سطح القمر يراها منكسفة جزئيا ولا يصنف هذا النوع على أنه خسوف
فلكى.
ولكي يحدث الخسوف الكلي فلا بد أن يمر القمر
ضمن مراحله الخمس بالخسوفات السابقة، وفي بدايته فإن لون القمر يميل للحمرة بسبب الأشعة
الحمراء التي لا يمكن امتصاصها من أعلى الغلاف الجوي للأرض، وفى حالة الخسوف الدموى
فإنه بسبب اللون الأحمر القاني للقمر المخسوف كليا فإنه يطلق علية اسم "القمر
الدامي"، ومصطلح القمر الدامي ليس مصطلحا علميا ولكن استخدم بسبب اللون المحمر
للقمر الكامل المخسوف كليا، ويرجع ذلك إلى نفاذ طيف الشمس الأحمر (ذو طول موجة طويلة)
في جو الأرض وتشتت جزء الطيف الأزرق (ذو طول موجة قصيرة)، بالإضافة إلى عوامل التلوث
الجوي التي تؤثر على كمية الأشعة عندما يمر ضوء الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض.
وتنشأ "ظاهرة خسوف القمر"، في منتصف
الشهر الهجري، عندما تحجب الأرض ضوء الشمس أو جزءا منه عن القمر، ويمكن رؤية الخسوف
في المناطق التي يكون فيها القمر فوق الأفق، وتحدث تلك الظاهرة على خمس مراحل تبدأ
بخفوت بعض ضوء القمر دون أن يخسف (خسوف شبه الظل بالمصطلح الفلكي)، ثم يبدأ القمر بدخول
منطقة ظل الأرض الخسوف الجزئي. ومنطقة ظل الأرض هي المنطقة التي تنحجب فيها ضوء القمر
بسبب الأرض، ويخسف قرص القمر كاملا عند اكتمال دخوله إلى منطقة ظل الأرض، ثم يبدأ القمر
بالخروج من منطقة ظل الأرض فينتهي الخسوف الكلي.
عند بداية أو نهاية الشهر القمري فإن القمر يتوسط
بين الأرض والشمس، ولو كان القمر يدور في نفس مستوى دوران الأرض حول الشمس لحدث الخسوف
كل شهر، إلا إنه يمكن أن يحدث ثلاث مرات فى العام لأن مستوى دوران القمر حول الشمس
يميل بزاوية مقدارها خمس درجات تقريبا، فإن الخسوف لا يحدث إلا عندما تمر الشمس (بسبب
دوران الأرض حول الشمس) في نقطة التقاء المستويين أو ما تسميان بالعقدتين.
ويعانى سطح القمر عند الخسوف من تغير درجة حرارته
بنحو ٢٢٩ درجة مئوية، حيث إن درجة حرارة سطح القمر المضاء بالشمس تبلغ أكثر من 130
درجة مئوية، وفي الخسوف وعندما تعترض الأرض لأشعة الشمس الساقطة على القمر فتحجبها
تماما تنخفض درجة الحرارة على سطح القمر إلى ما دون -99 درجة تحت الصفر.