السبت 23 نوفمبر 2024

«زوجة الساحر» فى روايات الهلال

  • 20-3-2017 | 20:18

طباعة

صدرت رواية «زوجة الساحر» تأليف الكاتب الأيرلندى برايان مور، فى سلسلة روايات الهلال الشهرية، الذى سجل فى هذا العمل الكبير استعدادات الإمبراطور نابليون الثالث عام 1856 لاستكمال غزو الجزائر، وإحكام السيطرة على منطقة القبائل فى العام التالى.
ويستعين الإمبراطور بأشهر ساحر آنذاك، ويرسله فى بعثة «ناعمة» إلى الجزائر، وهو يدرك أنه مجند فى جيش الإمبراطور، وتتلخص مهمته فى إلهاء الشعب، وزعزعة ثقته بقادته الذين لهم كرامات، ويعلنون الجهاد لتحرير بلادهم من الفرنسيين، حيث يمتلك الساحر ألاعيب ومهارات أكثر تفوقا، ويستطيع بها أن يشغل الناس، إلى أن يتمكن للإمبراطور من إعداد جيش يفتح له بوابة على إفريقيا.
فى الرواية التى ترجمها المترجم المصرى هشام ممدوح طه، يجرى السرد على لسان «إيميلين» زوجة الساحر وهى تتمتع بروح عذبة، وشعور إنسانى بمحبة الناس عموما، ولا تفترض الشر فى أى أحد، وتفاجأ بعنصرية القادة استحلالهم للبشر واتخاذهم عبيدا، كما كان زوجها أيضا قبل الرحلة إلى الجزائر وخلال إقامته فيها يعتبر العرب، الجزائريين تحديدا،«متوحشين»، ولا يرى لهم حرمة، ويؤمن بأن مهمته إنقاذ لبلده، فتندهش زوجته الساذجة التى لا تزال سليمة الفطرة، وتتساءل: «بلدنا؟ وماذا عن هذا البلد؟».
ترصد الزوجة التى لم تفقد آدميتها أبدا كيف استطاع الاستعمار الفرنسى خلال ربع قرن من تحويل المساجد إلى كنائس ومسارح. وتشعر بحب عميق للجزائريين وعلى رأسهم السيد «بوعزيز» وابنته، وتنفر من بنى وطنها وتراهم شياطين. ومن أجواء الرواية:
«المرابط هو الذى يستطيع إعلان الجهاد، أو الحرب المقدسة ضدنا. فى الوقت الحالى، يا صاحب الجلالة: الجزائر عن بكرة أبيها يسيطر عليها شخص يدعى بوعزيز، هو مرابط ذو كاريزما، ظهر فى الجنوب ويقال إنه يمتلك قدرات تعجيزية. وبسبب سلطانه، إذا ما أعلن حربا مقدسة، سيعتقد العرب أن الرب يقف إلى جانبهم، وإذا ما قاتلوا سيهزموننا. كان اقتراحي، الذى يوافقنى فيه الحاكم العام راندون، إذا ما استطعنا جعل مسيو لامبير يذهب إلى الجزائر، وننظم له عدة عروض أمام مشاهدين من السكان الأصليين، قد نقنعهم بأن الإسلام لا ينفرد بامتلاك قدرات تعجيزية. بمعنى أخر، سنقدم لهم مرابطا آخر أعظم من بوعزيز ونقنعهم بأن الرب ليس إلى جانبهم إنما إلى جانبنا نحن».
برايان مور (1925 ـ 1999) الذى خدم فى الجزائر فى الحرب العالمية الثانية، له أكثر من 20 رواية، وتحول بعضها إلى أفلام سينمائية منها «الروب الأسود» (1991) و«التقرير» (2003)، وقد قال عنه الروائى البريطانى جراهام جرين: «إنه كاتبه المفضل من بين الأحياء». وكثيرا ما كانت تشغل برايان مور الأفكار التى تمس قضايا الإيمان والكهنوت والالتزام الدينى وناقشها فى كثير من رواياته. وكانت «زوجة الساحر» المنشورة عام 1997 آخر رواياته.
وترجم هشام ممدوح طه الذى ولد عام 1965 كتبا منها «الحرب النفسية ضد دول المواجهة فى منطقة الجنوب الإفريقى»، و«إمبراطورية الثروة.. التاريخ الملحمى للقوة الاقتصادية الأمريكية»، وروايات منها «كوكب القردة» لبيير بول فى سلسلة «روايات الهلال».

 

    الاكثر قراءة