قال وكيل وزارة الدفاع الأمريكية السابق دوف زخيم، إن دور موسكو أضحى أكثر أهمية من دور الولايات المتحدة في تفادي وقوع حرب بين إسرائيل وسوريا.
واعتبر المسؤول السابق في البنتاجون -في تحليل نشرته مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية- أن إسقاط إسرائيل مقاتلة سورية خلال الأسبوع الحالي للمرة الأولى منذ عام 2014، لا يعني بالضرورة أن البلدين على مشارف الدخول في حرب، نظرا لأن إسرائيل لديها ما يكفي من الصراع في قطاع غزة، أما الرئيس السوري بشار الأسد من جانبه فلم ينته بعد من المسلحين الذين يحاربهم منذ سبع سنوات.
وأشار زخيم إلى أن الطائرة السورية -التي أسقطتها إسرائيل، وهي من طراز سوخوي سو 22 أو سو 24، حسب ما أفاد به الجيش الإسرائيلي- لا يمكن مقارنتها بنظام الدفاع الجوي الإسرائيلي (مقلاع داوود) الذي استخدمته في مهمة قتالية للمرة الأولى، مما يعني أن إسرائيل ربما كانت ترسل بذلك رسالة إلى الأسد بأن عليه العودة إلى اتفاقية فض الاشتباك في الجولان لعام 1974 التي أبرمت بعد مفاوضات قادها هنري كسينجر وزير الخارجية آنذاك، بين إسرائيل وسوريا، ولم ينتهكها الرئيس السابق حافظ الأسد أو نجله بشار على مر السنوات، حيث بقيت منطقة الحدود هادئة.
ولفت وكيل وزارة الدفاع الأمريكية السابق إلى أن إسرائيل أقل قلقا بشأن الأسد مقارنة بإيران، ووجهت نظرها صوب موسكو من أجل إخراج القوات التابعة لإيران من سوريا، كما تنسق في الوقت نفسه عملياتها مع روسيا، إذ تحققت من أن الطائرة التي اخترقت مجالها ليست طائرة روسية قبل أن تطلق النيران عليها وتسقطها.
وتابع زخيم بأن الولايات المتحدة لا ظهور لها في جهود إسرائيل لدفع الإيرانيين إلى خارج سوريا، وتعترف تل أبيب -الآن- مثلها مثل باقي المنطقة بأن موسكو -على الأقل في الوقت الراهن- هي المحكم الوسيط في الشرق الأوسط، ولكن على الجانب الآخر يؤكد استخدام إسرائيل لنظام (مقلاع داوود) أهمية العلاقة المستمرة مع الولايات المتحدة، فالنظام الصاروخي تم إنشاؤه بتمويل أمريكي ولم يكن ليقام سوى بدعمها.
واختتم الكاتب تحليله قائلا: إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة تظل مصدر الأسلحة الرئيسي لإسرائيل وممولها العسكري؛ فإنها لم تعد قادرة على إعادة إحياء نفوذها إلى الدرجة التي مكنت كيسنجر من التفاوض على اتفاقية بشأن الحدود تدوم لأعوام.