حذرت منظمة الصحة العالمية من حدوث وفيات كبيرة في الدول التي تواجه موجات الحر الشديدة، وذلك في حال استمرت هذه الموجات من أسابيع إلى شهور.
وقالت المنظمة الدولية، في تقرير لها اليوم الخميس في جنيف، إن بعض السكان هم أكثر عرضة أو معرضون بشكل فسيولوجي إلى زيادة خطر الموت بسبب التعرض الزائد للحرارة وبخاصة المسنين والرضع والأطفال والنساء الحوامل.
وذكرت المنظمة أن تعرض السكان حول العالم للحرارة يزداد بسبب التغيرات المناخية، وأنه على الصعيد العالمي لوحظ أن درجات الحرارة الشديدة تتزايد في تواترها ومدتها وحجمها، لافتة إلى أنه ما بين عامي 2000 و2016 زاد عدد الأشخاص المعرضين لموجات الحرارة بنحو 125 مليونا، وأنه في عام 2015 وحده تعرض 175 مليون شخص إضافي لموجات الحرارة بالمقارنة مع متوسط السنوات السابقة.
وأضافت المنظمة أن عام 2003 شهد وفاة نحو 70 ألف شخص في أوروبا جراء موجات الحر الشديدة التي استمرت لتطول الشهور من يونيو إلى أغسطس، كما أنه في عام 2010 وقع نحو 56 ألف حالة وفاة إضافية خلال موجة حر لمدة 44 يوما في الاتحاد الروسي.
وأشارت المنظمة في تقريرها إلى أن التعرض للحرارة المفرطة له تأثيرات فسيولوجية واسعة النطاق على جميع البشر، مما يؤدي في أحيان كثيرة إلى الوفاة والعجز.
وفي الوقت الذي أكدت فيه المنظمة الدولية أنه يمكن التنبؤ بالآثار الصحية السلبية للحرارة والتي يمكن تجنبها إلى حد كبير من خلال إجراءات صحية عامة محددة، فقد ذكرت المنظمة أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية وتوالي شدة موجات الحر في القرن الحادي والعشرين نتيجة لتغير المناخ سوف تزداد.
وشددت المنظمة على أن الفترات الممتدة من درجات الحرارة المرتفعة ليل نهار ستؤدي إلى ما يسمى بالإجهاد الفسيولوجي التراكمي على جسم الإنسان، وبما يؤدي إلى تفاقم الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم، محذرة بوجه خاص مَن يعانون من أمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية والسكري وأمراض الكلى.
وقال تقرير منظمة الصحة إن الوعي بالمخاطر التي تشكلها موجات الحرارة والتعرض لفترات طويلة لزيادة درجات الحرارة لا تزال غير كافية، داعية المواطنين في الدول التي تواجه هذه الموجات الحارة إلى الإبقاء على مكان المعيشة في منازلهم باردا والتحقق من درجة حرارة الغرفة بين الساعة الثامنة والعاشرة صباحا، وكذلك في الواحدة ظهرا وفي الليل بعد العاشرة.
وذكرت المنظمة أنه ينبغي أن تبقى درجة حرارة الغرفة أقل من 32 مئوية خلال النهار وأقل من 24 مئوية خلال الليل، وشددت على أهمية ذلك بالنسبة للرضع أو الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على ستين عاما أو من لديهم حالات صحية مزمنة بوجه خاص.
وحثت منظمة الصحة العالمية على استخدام هواء الليل لتهدئة المنزل وفتح جميع النوافذ والستائر أثناء الليل وفي الصباح الباكر عندما تكون درجة الحرارة الخارجية أقل من درجة حرارة الغرفة، كما حثت على إغلاق الستائر والنوافذ خاصة بالأماكن التي تواجه الشمس نهارا، وإيقاف الإضاءة الصناعية والأجهزة الكهربائية قدر الإمكان بالإضافة إلى وضع مناشف مبللة لتهدئة هواء الغرفة وكذلك شرب السوائل وتجنب النشاط البدني المضني قدر الإمكان والحصول على حمامات باردة لترطيب الجسم وحثت الأشخاص على طلب الحصول على المساعدة إن شعروا بالدوار أو الضعف أو العطش الشديد والصداع، والانتقال إلى مكان بارد في أقرب وقت ممكن وقياس درجة حرارة الجسم.