قال الدكتور خالد أبو الليل، أستاذ الأدب الشعبي المساعد بجامعة القاهرة، إن المصريين يحتفون بتراثهم الثقافي ويتمسكون به، اعتقادًا منهم أن هذا التراث هو الخيط الذي يربطهم بهويتهم الثقافية، وأن عوامل الزمن والمتغيرات الاجتماعية والتكنولوجية وإن تركت بعض الأثر، فإنها لم تتمكن من القضاء عليها تماما. فلا يزال المصريون يمارسون العادات والتقاليد نفسها المرتبطة بالأعياد الدينية والاجتماعية. فالأولياء والقديسون يحظون بالمكانة الاجتماعية والدينية نفسها في نفوس المصريين، حيث الوفاء بالنذور التي تعهدوا بها، وزيارة الأضرحة، واللجوء إلى هذه الأماكن للشكوى من غدر الزمان، وطلب العون لما يمرون به من مشاكل صحية أو معضلات اجتماعية، مثل العقم أو العنوسة أو المرض.
وتابع لـ"الهلال اليوم "، عن أبرز العادات والتقاليد التي مازال يتمسك بها المصريون، ويمارسونها حتى اليوم، قائلا كما نرى بعض المصريين يرددون جملة "دستور يا أسيادنا" عند الحديث عن الجن والعفاريت؛ ولا يزال "يوم عاشوراء" بمثابة احتفالية دينية مهمة عند المصريين المسلمين، سواء من حيث الصيام أو الاحتفال أو تناول أطعمة معينة. وقد ارتبط شهر رمضان بعدد من العادات والتقاليد الاجتماعية، منها: مدفع الإفطار ومدفع الإمساك، وكذلك استطلاع هلال رمضان في جو احتفائي، هذا إلى جانب ارتباط المسحراتي بهذا الشهر الكريم. أيضا ارتبط رمضان ببعض الحلويات، وكذا ارتبط عيد الفطر بشراء الملابس الجديدة. وفي عيد شم النسيم يقوم المصريون بالخروج إلى المتنزهات، ويذهبون إلى القرى، ويتناولون فيها أطعمتهم التقليدية التي ارتبطت بهذه المناسبة، مثل الفسيخ والرنجة والبصل والبيض الملون.
وأوضح أنه رغم أن ال D. J. قد سيطر على الأجواء الشعبية، فإننا لا نزال نسمع الأغاني الشعبية، مثل أغاني كتب الكتاب والخطوبة والدخلة، هذا إلى جانب الاستماع إلى المواويل والمدائح النبوية. كما لا يزال المصريون يستخدمون الحناء لتخضيب الأيدي في مناسبات الزواج، وكذلك لا يزال المصريون يمارسون الرقص الشعبي في هذه المناسبات. وأشار إلى أن الأمر لا يختلف كثيرًا مع عادات الموت وطقوسه.
واختتم قائلا: صحيح أن ثمة تغيرات أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي في البنية السلوكية والأخلاقية لدى بعض الفئات العمرية، ولكن هذا لم يترك الأثر الكبير على المجتمع المصري، خاصة على الأجيال العمرية الأكبر سنا.