الأحد 16 يونيو 2024

«شوقي» يناقش مسيرة مصر من أجل تحقق التحول في مجال التعليم

أخبار31-7-2018 | 11:35

عقد الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني اجتماعًا وزاريًا رفيع المستوى لمناقشة مسيرة مصر من أجل تحقق التحول في مجال التعليم، ضمن فعاليات القمة الوزارية الرسمية للابتكار التكنولوجي في مجال التعليم والشمول الرقمي " قمة الابتكار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2018"، والمنعقدة لأول مرة في مصر خلال الفترة من 29 إلى 31 يوليو، بالشراكة بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي.


استعرض شوقي خلال الاجتماع الخطة الرئيسية لتطوير التعليم المصري ضمن خطة بناء الإنسان المصرى، حيث أكد أن هذه القمة تأتي بالتزامن مع حدث هام وهو انعقاد مؤتمر الشباب والذي تناول التعليم والصحة وإعادة بناء الإنسان المصري، وإطلاق المشروع القومي لتطوير نظام التعليم المصري الجديد، مؤكدًا على دعم القيادة السياسية لهذا المشروع.

وأشار شوقى إلى أن الإصلاح الذي نقوم به يرتكز على محورين: الأول يتم تنفيذه فى مرحلة التعليم الأساسى حيث يتم إحداث تغيير جذري مثل ما حدث فى الدول التي تقدمت فى مجال التعليم كسنغافورة واليابان وفنلندا، بوضع نظام تعليمي جديد تمامًا، حيث إنه لم يعد مجديًا إصلاح النموذج القديم، والذى يقدم مهارات لم تعد تصلح لهذا العصر.

 

وفي نفس السياق، أوضح شوقى أنه تم الانتهاء من إطار جديد تمامًا للمناهج مبنى على فلسفة جديدة ومختلفة، لافتًا إلى أن هذا النظام الجديد سيبدأ تطبيقه بعد أربعة أسابيع من الآن فى الصفين الأول والثانى رياض أطفال والصف الأول الابتدائى، لافتًا إلى أننا نسابق الزمن في إعداد المناهج وتدريب المعلمين ونظام التقييم، مضيفًا أن المحور الأخر الذي تعمل عليه الوزارة يتعلق بموضوع القمة المنعقدة الآن، وهو التكامل بين التكنولوجيا والتعليم، ويتم تطبيقه على طلاب الصف الأول الثانوي، ويهدف إلى تطوير النظام الحالى، قائلًا: إن نظام امتحان الثانوية العامة الحالى أفسد النظام التعليمي في مصر، لأنه يهدف فقط إلى تحصيل الدرجات، وليس الفهم والتعلم، كما أنه يعتمد على أسئلة ذات إجابة نموذجية يقوم الطالب بحفظها، وعبر السنوات دمرت هذه العملية الإبداع، والقدرة على التفكير النقدي، وحل المشكلات، ومهارات الاتصال، لذلك قررنا تغيير نظام تقييم هذه المرحلة، وهو المشروع الثاني الذي نعمل عليه الآن، بتغيير طبيعة الأسئلة من أسئلة تقيس الحفظ إلى أخرى تقيس الفهم، واقترحنا أيضًا أن تكون الامتحانات (open book) للتأكد من فهم الطالب للمادة التى يدرسها، وهذا يعد تغييرًا ثقافيًا لطلاب هذه المرحلة وأولياء أمورهم، ومن أجل ذلك تم إنشاء مكتبة رقمية هائلة، وهى بنك المعرفة المصري والذي يضم المحتوى المعرفي لأكبر دور النشر في العالم؛ حيث يضم دوريات علمية في كافة مجالات المعرفة، كتب ومجلات إلكترونية، ومناهج دراسية للتعليم الأساسي والجامعي، وقواعد بيانات، ومحركات بحث، ومكتبات رقمية للفيديو والصور وكذلك برامج للحاسبات فى مجالات الرياضيات وغيرها، مؤكدًا أن المحتوى متاح لكل مواطن مصري مجانًا.

 

كما أشار شوقي إلى أنه تم ضخ محتوى علمي هام للتعليم الأساسي على بنك المعرفة من (ديسكفري) وذلك باللغة العربية، كما تم شراء المنهج الأمريكي في العلوم والرياضيات من الصف الأول الابتدائى وحتى الثالث الإعدادي باللغة العربية، بالإضافة إلى الحصول على أفلام علمية شيقة من (يوريكا)، كما قامت (بريتانيكا) بتأليف دروس للصفوف الأولى، وأعدت (ولفران) تطبيقات تفاعلية فى الرياضيات من الصف الأول الإعدادى وحتى الثالث الثانوي، وبذلك يكون لدينا سلة من موضوعات ومواد التعلم الرقمية وكلها متوفرة على بنك المعرفة.

 

ولفت شوقى إلى أن المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي والذي يتم تدريب كوادره على إعداد أسئلة رقمية فى كل المواد تقيس الفهم، وهي أسئلة متنوعة وليست فقط اختيار من متعدد أو نمط واحد من الأسئلة، ويتم تأمين هذه الأسئلة على الحوسبة السحابية، حيث يتم إجراء امتحانات المرحلة الثانوية على مستوى المدرسة لا على المستوى القومى، وتقوم كل مدرسة بوضع جدول الامتحانات الخاص بها فى المواد المختلفة، ويتم إرسال الأسئلة من الحوسبة السحابية للمدرسة ومنها إلى الطالب ثم للحوسبة السحابية مرة أخرى بعد إجابة الطالب عليها، وذلك بدون أى تدخل بشرى، وتتم عملية التصحيح بشفافية وبدون معرفة المصححين لهوية الطالب، ولكى تتم الامتحانات بهذه الآلية، تم توفير (750) ألف تابلت يتم توزيعها على طلاب ومعلمى الصف الأول الثانوي، وكذا إدارة المدرسة، وستختلف الأسئلة من مدرسة لأخرى حيث يتم اختيارها بشكل عشوائى من بنوك الأسئلة الرقمية، ويتم منح الدرجات (أون لاين) مما يسهم فى حل العديد من مشكلات النظام الحالي.

 

كما تناول شوقى في عرض منظومة التعليم المصري الموقف الحالي من كثافة طلابية، وبنية تحتية، وأحوال المعلمين، ومشكلات مثل مشكلة الجهاز الإدارى، ثم تطرق إلى نظام التعليم الجديد والخطوات الرئيسية لتطوير التعليم المصرى، والتى تتضمن إتاحة محتوى رقمى لكل السنوات الدراسية، وكتب خارجية مجانية، بالإضافة إلى تطوير المناهج، وتقليل الكثافة، وكذا إكساب الطلاب مهارات جديدة، وبناء الشخصية والهوية والانتماء، واتباع أفضل طرق التدريس، والتأكيد على مهارات التعلم.

 

وفي ختام الاجتماع، أكد الحضور أن ما يتم الآن يعد خطوة سيكون لها أثر كبير فى أروقة التعليم المصرى، وهى خطوة جريئة ومؤشر إنطلاقة وإضافة، آملين انتقالها إلى باقى الدول العربية والإفريقية، ومشيرين إلى أهمية مشاركة هذه الرؤى، والتواصل، والعمل المشترك بين الدولة الأم مصر مع الدول العربية والإفريقية؛ لتكون هناك آفاق مشتركة في مجال التربية والتعليم.