قالت الحاجة فوزية حامد النجار، المقيمة فى قرية محلة منوف، التابعة لمركز طنطا، إنها لم تصدق فوزها بلقب الأم المثالية بالغربية وإنها تعتبر نفسها لا تزال فى مرحلة العطاء و ستظل تعمل من أجل أبنائها حتى الساعة الأخيرة فى حياتها.
بوابة "الهلال اليوم" ذهبت لمقابلة الحاجة فوزية صاحبة الـ65 سنة عاما، فى قريتها التى تبعد عن مدينة طنطا 13 كيلو مترًا، وكان فى استقبالنا ابنها الأكبر فرج، الباحث بوزارة الزراعة.
وقال فرج الطيار، إنه كان يفكر منذ 5 سنوات فى إرسال بياناتها إلى مديرية الشئون الاجتماعية لكى يتم تكريمها، وكان أقصى أمانيه أن تكرمها إدارة التضامن فى مركز طنطا ومكتب القرية، لكن الله قدّر أن يمنحها جزاء تعبها لسنوات عمل وشقاء امتدت لأكثر من 45 عاما أو ما يزيد، وكيف كانت تشقى فى عملها من أجل تربية أبنائها.
أما الحاجة فوزية النجار، فقالت "حينما تزوجت بدأت حياتى فى مصر القديمة وحين ذهب زوجى إلى حرب عام 67، وتم أسره فى إسرائيل لمدة عام بدأت أفكر فى وسيلة أعيش بها، فاشترى لى والدى ماكينة خياطة وعملت عليها عمل بسيط حتى عاد زوجى من الأسر عام 68 وتم تعيينه فى أحد الوظائف ثم توفى فى عام 1972، وحينها قررت العودة مرة أخرى إلى قريتنا، وكان المنزل هو منزل زوجى وحماى وحماتى وبدأت أمارس مهنة الخياطة على الماكينة التى كان أبى اشتراها لى بمبلغ 20 جنيهًا، وكانت ماكينة يدوية وكانت الخياطة فى الريف ليست مربحة بالشكل الجيد، فكان الرجل أو المرأة لهم جلباب واحد أو اثنين فى العام على أقصى تقدير ولكنى استطعت التعايش أنا وأبنائى بما يرزقنا الله، بجانب 3 جنيهات هى معاش زوجى، وبعد عام من رحيل زوجى رحلت ابنتى وظل اثنين من أبنائى الأولاد.
وتضيف الحاجة فوزية، أن زوجها ترك لها نصف فدان أرض وكان الكثير من الناس يطالبوننى ببيعه حتى انفق على أبنائى ولكنى كنت أرفض، وفى عام 78 قررت أن اشترى ماكينة أحدث وكان ثمنها 100 جنيه، اضطررت لاقتراضهم من الجيران، والحقيقة أن تلك الماكينة ساعدتنى كثيرا حتى ذاعت شهرتى فى القرى المجاورة وكان مقابل ذلك هو العمل حتى آذان الفجر يوميا.
ومرت الأيام حتى وجدت نفسى تجاوزت الـ60 عامًا، وأنا اعمل وأبنائى ينهون حياتهم الدراسية ويتسلمون وظائفهم وكان تعبى الأكبر مع ابنى الأكبر، صادق الطيار، والذى كانت دراسته فى شبين فى مدارس النور والأمل، وكان على مرافقته يوميا فى رحلة الذهاب والعودة حتى تخرج وتسلم عمله فى الوحدة المحلية، ثم استطعت أن أزوجه وأزوج ابنه أيضا ثم زوجت ابنى الأصغر فرج، بعد أن أنهى دراسته فى كلية الزراعة وكان من المتفوقين، وهو باحث فى وزارة الزراعة وكان يعمل فى إحدى الشركات الخاصة، قبل أن يعود إلى العمل فى وزارة الزراعة.
الحاجة فوزية لها من الأحفاد، ستة أحفاد، بالإضافة إلى اثنين من أحفاد الأحفاد.
واختتمت الحاجة فوزية حديثها، قائلة، "إنها ستظل تفكر فى أبنائها حتى الساعة الأخيرة من حياتها".