«الحلبي»: العلاقات المصرية الإيطالية متعددة ومستديمة.. وزيارة «ميلانيزي» تؤسس لتعاون جديد

اللاوندي: زيارة وزير الخارجية الإيطالي للقاهرة تهدف لتعميق التعاون الثنائي

«الزيات»: الأوضاع الليبية والعلاقات الثنائية محور مباحثات وزير الخارجية الإيطالي في القاهرة

 

أجمع خبراء على أهمية زيارة وزير الخارجية الإيطالي لمصر في ظل العلاقات بين البلدين المتعددة والتي تمتد لمجالات مختلفة، موضحين أن هذه الزيارة تحمل أهمية كبرى وتعكس العلاقات الإيجابية بين الدولتين، وأن قضايا الإرهاب والتعاون الثنائي والأوضاع في ليبيا ستكون على رأس الملفات المطروحة خلال مباحثاته في القاهرة مع الرئيس السيسي.

ومن المرتقب أن يلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي بوزير الخارجية الإيطالي إينزو موافيرو ميلانيزي، غدا الأحد، خلال زيارته للقاهرة، على مدار يومين، كما يعقد ميلانيزي مباحثات مع سامح شكري، وزير الخارجية، ويلتقي الإمام الأكبر شيخ الأزهر، فضيلة الدكتور أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، كما يتفقد المتحف المصري.

الأوضاع الليبية

الدكتور محمد مجاهد الزيات، الخبير الاستراتيجي وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، قال إن العلاقات المصرية الإيطالية شهدت تطورا إيجابيا على مدار السنوات السابقة، وزيارة وزير الخارجية الإيطالي للقاهرة تعكس التفاهمات بين البلدين وإزالة الحساسية بينهما بعد أزمة مقتل الطالب الإيطالي ريجيني قبل عامين.

وأضاف الزيات في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن التعاون المفتوح بين الأجهزة القضائية المصرية والإيطالية أزال الحساسية في العلاقات بين البلدين، مضيفا أن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الإيطالي تبحث أولا قضايا التعاون الثنائي بين القاهرة وروما في ظل التهديدات التركية لشركات الغاز وعمليات البحث والتنقيب في البحر المتوسط.

وأوضح أن تطورات الأوضاع في ليبيا والموقف منها وإمكانية إجراء انتخابات سياسية بها أيضا قضية لها محلها من النقاش خلال مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية الإيطالي، مؤكدا أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين متطورة وتنعكس على العلاقات السياسية وتأتي هذه الزيارة لدعم العلاقات المشتركة.

 

تعميق التعاون الثنائي

ومن جانبه، قال الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، إن زيارة وزير الخارجية الإيطالي موافيرو ميلانيزي إلى القاهرة غدا تحمل أهمية كبرى سيلتقي خلالها بالرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية المصري سامح شكري ويجريان مباحثات متعمقة بينهما خاصة بالتبادل التجاري والتعاون الاقتصادي وطرح جملة من الموضوعات المتعلقة بالموقف في اليمن وليبيا.

وأكد في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الهدف من تلك الزيارة هو تعميق العلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا وبحث القضايا الإقليمية، مضيفا أن إيطاليا مهتمة بالأوضاع في ليبيا وملف الإرهاب وستشهد المباحثات المرتقبة بين الجانبين هذه القضية وأوجه التعاون وما يمكن للدولتين أن يقدموه.

وأضاف اللاوندي أن أوضاع قيادات الإخوان الهاربين في الخارج مطروح للنقاش وخاصة أن إيطاليا كدولة أوروبية تعاني من الإرهاب، موضحا أن اللقاء ربما يشهد الاتفاق على وضع كود للتعامل مع القضايا والأشخاص الإرهابيين من أصل مصري وربما يكون بداية لتضييق من جانب إيطاليا وأوروبا على جماعات الإرهاب والإخوان المنتشرة في كثير من المدن الأوروبية.

 

علاقات متعددة ومستديمة

فيما قال اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن العلاقات المصرية الإيطالية مهمة وتبادل الزيارات على مستوى عالي هو أحد مؤشرات قوة العلاقات، مضيفا إن زيارة وزير الخارجية الإيطالي موافيرو ميلانيزي إلى القاهرة تؤكد العلاقات القديمة وتؤسس لتعاون جديد في مجالات متعددة.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن تعدد مجالات التعاون بين الدول مؤشر لقوة العلاقة وهو ما يتحقق في العلاقات بين البلدين التي تشمل تعاونا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وثقافيا، مضيفا إن أبرز الملفات المطروحة في المباحثات المرتقبة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية الإيطالي هو الأوضاع الإقليمية والتوتر الشديد في المنطقة.

وأضاف الحلبي أن الملف الأمني وتهديد الملاحة البحرية من قبل الجماعات الإرهابية وقضية الإرهاب على رأس الأولويات في المناقشات بين الجانبين، فضلا عن التعاون الاقتصادي خاصة في قطاع الطاقة والبترول وكذلك التعاون الثقافي والذي يتضح في زيارته المنتظرة للمتحف المصري الجديد ومتحف التحرير.

وشدد على أن هذه الزيارة متعددة المجالات تؤكد التعاون القديم وتؤسس لتعاون جديد، مضيفا أن البلدين نجحا في تجاوز أية محاولة لضرب العلاقات بينهما .

وأشار إلى أن إيطاليا دولة لها ثقل كبير في الاتحاد الأوروبي وبينها وبين مصر تعاون في مجالات متعددة، مضيفا أن التعاون الاقتصادي بينهما يشمل عمليات البحث والتنقيب عن الغاز والبترول فضلا عن تعاون عسكري وتدريبات مشتركة، وبينهما تعاون ثقافي وسياسي أيضا.

وأكد الحلبي أن إيطاليا تعتبر من أكثر الدول المهتمة بما يدور في الشرق الأوسط وداعمة لمصر بصورة كبيرة، مضيفا أنه كانت هناك محاولات لضرب العلاقات الإيطالية المصرية أبرزها قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني لكن الجهد المصري والتفهم الإيطالي تجاوزا هذا الموضوع وتدار القضية الآن في إطارها الصحيح عبر التحقيقات القضائية.