دبلوماسي سابق: العلاقات المصرية الإماراتية متميزة.. وزيارة «بن زايد» لبحث القضايا الإقليمية

«بيومي»: لقاء الرئيس وولي عهد أبو ظبي يبحث الاستثمارات المشتركة والعلاقات الثنائية

خبير سياسي يوضح أهمية زيارة ولي عهد أبو ظبي للقاهرة

 

أكد دبلوماسيون وخبراء بالشأن العربي أن زيارة ولي عهد أبو ظبي للقاهرة اليوم تأتي في إطار العلاقات المتميزة بين مصر والإمارات والتي تعود إلى عقود سابقة والتي تشهد تعاونا على كافة الأصعدة، موضحين أن هناك جملة من القضايا مطروحة على مائدة الرئيس عبد الفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد منها القضايا العربية وتعميق التعاون الثنائي ولاسيما الاستثمارات المشتركة.

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد استقبل، اليوم الثلاثاء، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، حيث تتناول المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلاً عن آخر المستجدات المتعلقة بعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

 

علاقات متميزة

السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن العلاقات المصرية الإماراتية متميزة، ومن الطبيعي أن تستقبل مصر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، مضيفا أن هذه الزيارة تستهدف تبادل وجهات النظر والتنسيق في المواقف بين البلدين تجاه جملة من القضايا الإقليمية فضلا عن العلاقات الثنائية.

وأكد هريدي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي سيتطرق إلى تطورات الأوضاع في اليمن والحرب على الإرهاب وكذلك الوضع في ليبيا وتقديم المساعدة لتنفيذ الخطة الأممية للتسوية السياسية هناك وتمكين الجيش الليبي في الحرب على الإرهاب وكذلك القضية الفلسطينية وتنسيق المواقف المصرية الإماراتية تجاه ما يطرح بشأنها.

وأوضح أن الأوضاع في سوريا محل نقاش أيضا في ضوء نجاح الجيش العربي السوري من تحقيق انتصارات واحدة تلو الأخرى فضلا عن تطورات الموقف بشأن مقاطعة الرباعي العربي لقطر، مؤكدا أن العلاقات الثنائية بين البلدين على رأس الملفات وخاصة الاستثمارات الإماراتية في مصر.

 

الاستثمارات المشتركة والعلاقات الثنائية

وقال السفير جمال بيومي، رئيس اتحاد المستثمرين العرب، إن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يأتي في إطار العلاقات المتميزة بين البلدين عبر عقود طويلة، مضيفا أن الإمارات من أكبر المستثمرين في مصر، فضلا عن وجود جالية مصرية ضخمة في الإمارات وتعتبر من أكبر جاليات المصريين بالخارج.

وأوضح بيومي في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مصر تمتلك مركزا تجاريا في الإمارات بين دبي والشارقة وهو الوحيد في هذه المنطقة ويضيف عمقا للعلاقات بين الدولتين، مضيفا أن الزيارة الحالية لولي عهد أبو ظبي تبحث العلاقات الثنائية والاستثمارات المشتركة بين البلدين وتشجيع وزيادة الاستثمارات الإماراتية في مصر.

وأكد أن هناك العديد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين منها التهديدات لحركة الملاحة في باب المندب والبحر الأحمر والنقاش والتنسيق بشأنها وخاصة أن الإمارات لها دورا رئيسيا في محاربة الحوثيين باليمن، فضلا عن الأوضاع في سوريا وليبيا والاستثمارات في السودان التي تشجعها مصر.

وأضاف بيومي أن قضية الإرهاب والتنسيق بين البلدين بخصوص دحر الإرهاب في المنطقة أيضا قضية مطروحة خلال مباحثات السيسي ومحمد بن زايد آل نهيان.

دلالات الزيارة

ومن جانبه، قال الدكتور محمد صادق إسماعيل، رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن زيارة ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للقاهرة لها أكثر من دلالة فهي تعتبر الزيارة التاسعة له خلال فترة حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، مضيفا أن العلاقات المصرية الإماراتية نموذج يحتذى به في العلاقات العربية العربية.

وأوضح إسماعيل، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الزيارة على المستوى السياسي مهمة لتبادل وجهات النظر بين الجانبين في القضايا العربية وخاصة أن هناك تطابق في وجهات نظرهما بضرورة الحل السياسي للأزمة السورية والليبية واليمنية، فضلا عن مناقشة الحفاظ على الأمن القومي العربي والتهديد الإيراني لأمن الخليج العربي.

وأشار إلى أن اللقاء يتطرق إلى العلاقات الثنائية بين مصر والإمارات سواء سياسيا أو اقتصاديا حيث أن معدلات التبادل التجاري قوية للغاية بينهما وفي تزايد مستمر، وكذلك على المستوى الثقافي جاليات مصرية في الإمارات وطلاب إماراتيين يدرسون في مصر، مؤكدا أن الفترة القادمة متوقع أن تشهد مزيد من التصاعد في قوة هذه العلاقات.

وأكد إسماعيل، أن العلاقات بين مصر والإمارات منذ إعلان تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971 وهي علاقات متميزة على كافة الأصعدة فضلا عن التطابق في وجهات النظر بين البلدين والشيخ زايد آل نهيان كان له مقولة هامة بأن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي وكان له دور هام في حرب 6 أكتوبر عام 1973.

وأضاف أن الانفتاح صاحبه انتقال العمالة المصرية إلى دول الخليج ومنها الإمارات والتي كانت من أول الدول التي رحبت بالمصريين وساهموا أيضا في بناء الدولة الإماراتية.