- حجز عربتن كاملتين لمحاسيب
رئيس الهيئة".. المقعد "الجوكر للحبايب.. و"مصاريف الصرافين" لزوم الغلاء
- المافيا تعشعش داخل الهيئة.. حجز الرقم القومي أكذوبة.. وماكينات الحجز الآلي "شوإعلامي"
رغم
تصريحات رئيس هيئة سكك حديد مصر المهندس أشرف رسلان، بالقضاء على مافيا تذاكر
العيد، وإحكام قبضته على رقبة السوق السوداء لخنقها، وحصر حجز التذاكر على محطتي؛
القاهرة والجيزة؛ على أن يكون الحجز بالرقم القومي؛ لمنع الاتجار بالتذاكر لصالح
المطحونين من أهالي الصعيد، إلا أن الرواية لها وجه آخر عبرت عنه لـ"الهلال
اليوم" الذين آلمهم وجع البعاد، بعد شهور طويلة تجرعوا فيها مرارات الحرمان
من دفء أسرهم وذويهم وأحبابهم؛ بحثًا عن لقمة العيش؛
فانتظروا العيد ليعودوا أدراجهم، لكن بأي حال عدت يا عيد.. هيهات أن يحققوا هذه
الأمنية، فـ"أن يرى المسافر حلمة ودنه ممكن أما أن يرى تذكرة قطار يقله إلى
أهله بطريقة كريمة؛ فهذا أمر بات مستحيلًا في ظل رئاسة رئيس الهيئة الجديد؛ حيث أكدت مصادر بالسكة الحديد أنه غير مؤهل لقيادة الهيئة، وفشل في اختبار تذاكر العيد؛ حيث انتعشت السوق السوداء أكثر من قبل.
معركة شبابيك التذاكر
"الهلال
اليوم" قررت خوض غمار معركة البحث عن تذاكر درجة ثانية مكيفة لقطارات الوجه
القبلي، وكانت المعركة حامية الوطيس؛ بدأت بالوقوف في الطوابير التي لا آخر لها
منذ التاسعة صباحًا مع بداية أيام الحجز؛ فوجدت الكثير من أهالي محافظات الصعيد،
وخاصة محافظات؛ أسوان، والأقصر، وقنا، وأسيوط، منتظرين منذ اليوم السابق
"بايتين" يسجلون الأسماء، وينظمون الطوابير الطويلة من دون جدوى؛ حماية
لحقوق "الممرمطين أمام شبابك التذاكر التي تضل طريقها إلى شباك الحجز، وتهرول
إلى طريق آخر؛ دروبه طويلة ووعرة لا يعرف شعابها البسطاء؛ وإنما يعرفها المحاسيب،
وأصحاب الحظوة، ودافعو الرشاوى، وراغبو الفساد، والمال الحرام.
هذا
ما أكده أحمد محمود "طالب" من أسوان قائلًا:"مرار طافح يا واد عمي،
أنا بايت من امبارح وبعد مرور ساعتين من بدء حجز التذاكر، بقى مفيش تذاكر، ومنعرفش
التذاكر بتروح فين".
طارق
فتحي "موظف" مقيم بالقاهرة، لكنه تعود وأسرته الصعيدية قضاء العيد في
قنا، مستنكرًا ما يحدث:" مفيش حل لمشكلة التذاكر الناس بتزيد، والهيئة محلك
سر من ساعة متعملت" ورئيس الهيئة نايم في العسل، وعن فوضى بيع التذاكر حمّل فتحي المسئولين عن الهيئة
المسئولية، موضحًا أن الفساد من داخل الهيئة أكثر من الخارج، متابعًا بنقف
بالساعات في الطوابير من قبلها بـ15 يومًا، وبنشوف بعنينا الناس بتدخل من الباب
لموظف الشباك، وتاخد اللي هي عاوزها وعلى ميجي علينا الدور تكون التذاكر خلصت، أو
فيه والموظفين بيقولنا مفيش، احنا بنقف من بره الشباك لا بنشوف ولا نعرف حاجة غير
مفيش، كل اللي يدخل على الشباك مفيش تذاكر من إنه لسه الحجز بادئ حاجة تجنن"
مركزنا
في الطابور متأخر جدًا يا جماعة مفيش حد يدلنا على طريق تاني، عم حسنين من سوهاج،
"عليك وعلى فنادق وسط البلد، بس هتدفع على التذكرة أم 67 (130) يعني حوالي (60)
جنيهًا".
ماكينة الحجز الإليكتروني.. "فشنك"
ماكينة
الحجز الإليكتروني تقف وحيدة في وسط صالة الدخول، نتساءل لماذا تقف هذه الماكينة
من دون عملاء، هرعت "الهلال اليوم" نحوها لتجرب عملية الحجز عبر بطاقة
الائتمان؛ فهي طريقة سهلة، وترحم من عذاب الطوابير، لتصدم بأنها لـ"الشو
الإعلامي" فقط؛ فهي خارج نطاق الخدمة، ولا أحد يعلم عنها شيئًا؛ سواء من
العملاء، أو من موظفين الحجز.
أكذوبة الرقم القومي
أحد
العاملين بالسكة الحديد أكد أنه "الرقم القومي" ليست وسيلة ناجعة لإحكام
الرقابة على التذاكر، لافتًا إلى لا يتم التزام معظم الصرافين بالرقم القومي،
قائلًا:" مفيش مشكلة في الرقم القومي، عادي مش كل التذاكر بتحجز بالرقم
القومي".
"م.
ع" صراف تذاكر، رفض نشر اسمه " مرتباتنا في حدود 4آلاف جنيه مبيكفوش
حاجة في الغلاء دا، شوف اللحمة بكام،
والسمك بكام، ومصاريف المدارس خيالية، والحياة عاملة الزاي، عشان كده كل صراف بيجي
الشغل لازم يطلع عل الأقل مصاريفه الشخصية مش أكتر".
حيتان الهيئة
مصدر
مطلع في سكك حديد مصر، يكشف لـ"الهلال اليوم" حكاية مافيا التذاكر التي
تبدأ بالكبار في الهيئة، وحتى الصرافين، والعاملين بالهيئة؛ موضحًا أن محاسيب رئيس
الهيئة، من الممكن أن يسيطروا على "عربتين" كاملتين، يأخذ مكتب رئيس
الهيئة بيانهما، ويتم تنفيذه في الوقت المناسب، ولا يعرف أحد عنهما شيئًا.
مضيفًا
أن كل صراف بالهيئة، له عملائه الذين يدفعون له في من 10 إلى 20 جنيهات في
التذكرة، ويأخذون هم من 30 إلى 60 جنيهًا في
التذكرة.
متابعًا
أن هناك مافيا تستولي على عدد كبير من التذاكر عن طريق "رشاوى"
الصرافين، مشددًا أن ذلك يتم بعلم كل من في المكتب، بما في ذلك ناظر المكتب، ويتم
تقسيم هذه المبالغ على بعض؛ حيث يعلم رئيس مكتب الحجز، عدد التذاكر لدى كل صراف،
وهو الذي يفتح له الحجز؛ مؤكدًا أن الصراف لا يستطيع التصرف بمفرده، وبدون موافقة
بقية زملائه، ورئيسه في المكتب.
وكشف
المصدر لـ"الهلال اليوم" أن المقعد (45) في عربات الدرجة الأولى، لا يتم
حجزه مطلقًا، ويظل فارغًا للمحاسيب، والمعارف؛ موضحًا أن عربات الدرجة الأولى
نوعان؛ بعضها 44 مقعدًا، والبعض الآخر 45 مقعدًا، والعمل يتم خلال "سيستم
واحد" وهو الـ 44 مقعدًا؛ وبالتالي لا يتم حجز المقعد 45 مطلقًا؛ حيث إنه
خارج "سيستم" الحجز بالأساس.
ولفت
المصدر، إلى أن تذاكر القطارات الإضافية التي تعرف "تذاكر العلاوة"
غالبية المواطنين لا يعرفون عنها شيئًا، ويتم حجزها في نفس اليوم، وتباع بأسعار
إضافية من قبل الهيئة، وليس بالأسعار العادية، وتذهب غالبيتها للمعارف، والمحاسيب.
وأشار
المصدر إلى أن هناك عدد من الصرافين يقومون بحجز التذاكر لحسابهم الخاص، وتسديد
ثمنها؛ كأنه حجز بطريقة عادية، ثم يقومون ببيعها لعملائهم، بأسعار طائلة تدخل
جيوبهم، وتحرم المحتاجين من المسافرين؛ ما يدفعهم إلى السخط على الهيئة؛ لعدم
إحساسهم بأي تغيير، في ظل تغول الفساد واستشرائه السرطاني؛ لدرجة أن يمنع
المواطنين من الحصول على تذكرة سفر بطريقة آدمية.