الأحد 19 مايو 2024

«الإفتاء»: العنف لدى جماعة الإخوان الإرهابية استراتيجية متجذرة

أخبار12-8-2018 | 10:52

 أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن العنف لدى جماعة الإخوان الإرهابية لم يكن وليد اللحظة الراهنة بل يعتبر استراتيجية متجذرة وضعها مؤسس الجماعة حسن البنا في العديد من كتاباته ورسائله الموجهة إلى أنصاره ، وسار على نهجها من بعده قيادات ومنظرو الجماعة كافة وعلى رأسهم سيد قطب.


جاء ذلك في دراسة جديدة للمرصد حول جذور التطرف والعنف عند جماعة الإخوان الإرهابية؛ في إطار جهوده الرامية إلى "تفكيك وتشريح الفتاوى" التي تشرعن العنف عند الجماعات الإرهابية.


وكشفت الدراسة عن جذور التطرف والعنف في نصوص مؤسسي وقيادات الجماعة الإرهابية وواقع العنف عند الجماعة عبر التنظيمات السرية المسلحة والمعلنة.. مشيرة إلى أن حسن البنا مؤسس الجماعة الإرهابية سعى إلى شرعنة العنف من خلال إضفاء صبغة دينية عليه تحت دعاوى "الجهاد" لاستعادة الحكم الإسلامي واعتبر البنا العنف وسيلة لا غنى عنها في استعادة الحكم الإسلامي.


وتضمنت الدراسة النصوص التي أوضحت تَدرُّج البنا في تبني العنف حتى وصل إلى ضرورة محاربة الأنظمة القائمة والمجتمع، مبينة أن قيادات الجماعة الإرهابية سارت على منهجية البنا في إعلانهم العداء لمبادئ الديمقراطية ونظام الأحزاب وانتقاد الحريات العامة والدعوة إلى التطرف والعنف وقد بدا هذا واضحًا في كتابات سيد قطب وتبنيه مفاهيم (الحاكمية، وجاهلية المجتمع، وتكفير المجتمعات والأنظمة) ومن ثم تبني العنف لإقامة الخلافة الإسلامية وفقًا للجماعة، وهي نفس النصوص التي تُشرعن بها الجماعات الإرهابية المعاصرة أعمالَ العنف والقتل الوحشي ضد كافة فئات المجتمع.


كما رصدت تحول الجماعة فيما بعد سيد قطب إلى تبني منهاج جديد للعنف وتجذيره على المستوى النظري؛ حيث بدأت كتابات ونصوص قيادات التنظيم في مهاجمة قيم الديمقراطية والحداثة والحرية واتهامها بتخلف المجتمعات، ومن ثَم رأت ضرورة طرح الإسلام كبديل يقوم على مراحل متدرجة لاستعادة الحكم الإسلامي يعتمد على التغلغل واختراق المؤسسات والمجتمعات مع ضرورة التواصل والتنسيق مع الجماعات "الجهادية" الإرهابية وضرورة بناء قوة لحماية الجماعة وتأمين الوصول إلى الحكم.


وأكَّدت أن تطرف الجماعة وعنفها تعدى محاولات التبرير النظري إلى الواقع العملي بالعمل على بناء قوة ذاتية لحماية الجماعة وتحقيق أهدافها الخاصة بدءًا من تأسيس نظام الجوالة والكشافة وتأسيس النظام الخاص السري للجماعة الذي استخدم لتنفيذ العديد من أعمال العنف كذلك تم تأسيس تنظيمات مسلحة تابعة للجماعة في بعض الدول كما أعلنت حركة حسم في مصر ارتباطها بالجماعة.


ولفتت الدراسة إلى انضمام عناصر من الجماعة في صفوف تنظيم داعش الإرهابي..كاشفة أن التحولات الظاهرة المؤقتة التي شهدتها الجماعة بقبول بعض قيم الديمقراطية والحداثة مثل الانتخابات لم يكن من صميم فكر الجماعة، ولكنه نوع من المراوغة والخداع لتحقيق أهدافها وأطماعها الخاصة على حساب المصلحة العامة وهو ما يظهر بمحاولات استعراض القوة وفرض إرادة الجماعة على المجتمع المصري منذ العام 2011.