قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحارب في معركة "خاسرة" ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأشارت الصحيفة –في تقرير بثته على موقعها الالكتروني اليوم الإثنين- إلى تدني قيمة الليرة التركية يوم الجمعة الماضي حتى وصلت لأكبر انخفاض لها في يوم واحد منذ ما يقرب من عقدين، حيث انخفضت لأكثر من 14% مقابل الدولار.. ولم يتمكن وزير المالية - وصهر الرئيس التركي- من تجنب الانزلاق وقام بإلقاء خطاب فشل في تعزيز الثقة لدى الأتراك في عملتهم المحلية.
وقالت الصحيفة: "إن أردوغان فضل المضي قدما في طريقته المعتادة وقام بإلقاء اللوم على الولايات المتحدة، وقال يا للعار، تفضلون قسا على شريك استراتيجي لكم في الناتو". والقس المذكور هو أندرو برونسون، وهو رجل دين أمريكي كان محتجزا لدى السلطات التركية منذ عام 2016 بسبب اتهامه بالتجسس وجرائم أخرى، وهي اتهامات يرفضها هو وممثلو الولايات المتحدة حتى فشلت جميع محاولات الإفراج عنه.
وأشارت الصحيفة إلى أن أنقرة كانت تأمل في مبادلة برونسون مع هاكان أتيلا، وهو مصرفي أدين في الولايات المتحدة لدوره في مخطط لتفادي العقوبات الأمريكية على النفط الإيراني. غير أن إدارة ترامب استاءت من استخدام تركيا برونسون "رهينة سياسية" فيما انتهت جلسة رفيعة المستوى عقدت في واشنطن الأسبوع الماضي مع وفد تركي زائر بشكل مفاجئ بعد أن طالب الأمريكيون بإطلاق سراح القس فورا.
وردا على ذلك، تابعت الصحيفة:"أن ترامب أعلن زيادة الرسوم الجمركية المفروضة على الألومونيوم والصلب التركي، مما أدى إلى انخفاض قيمة الليرة إلى مستوى تاريخي.. ورغم أن المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها تركيا حاليا هي من صنع يديها، ولكن قرار زيادة رسوم التعريفات الجمركية جعلت الأمور تزداد سوءا".
وفي المقابل، استمر أردوغان في تهديد الولايات المتحدة وحذرها بأن بلاده ستبدأ في "البحث عن أصدقاء وحلفاء جدد" إن لم تغير واشنطن من نهجها، وبالفعل، اتجهت أنقرة لتعزيز العلاقات مع روسيا وإصلاح الأمور مع حكومات أوروبا الغربية الرئيسية، ونظرا لاعتبار أنقرة مستوردا مهما للنفط الإيراني، فإن ذلك قد يؤدي إلى تقويض الجهود الأمريكية لعزل طهران.
ومضت "واشنطن بوست" تقول: "إن هذا الموقف لأردوغان سيكسبه أعداء كثر في واشنطن؛ حيث يعتبر بالفعل شخصية لا تحظى بشعبية كبيرة هناك حيث أقر الكونجرس الأمريكي مؤخرا تشريعا يشترط بيع مقاتلات اف-35 إلى تركيا مقابل إطلاق سراح برونسون فورا فضلا عن استياء المحللين داخل أوساط السياسة الخارجية الأمريكية من توسع سلطات أردوغان، حتى أن ترامب نفسه أظهر، على عكس أسلافه من الرؤساء، استعدادا لا نهاية له لمضايقة الحلفاء السابقين كلما اختلف معهم في وجهات النظر".