اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الثلاثاء، المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة.
وأفادت مصادر مقدسية، بأن 80 مستوطنا بينهم 23 طالبًا يهوديًا اقتحموا المسجد الأقصى، ونظموا جولات استفزازية في باحاته بحراسة أمنية مشددة، وسط تلقيهم شروحات عن "الهيكل" المزعوم.
وأغلقت شرطة الاحتلال باب المغاربة الساعة الحادية عشرة صباحًا، عقب انتهاء فترة الاقتحامات الصباحية للمسجد الأقصى من قبل المتطرفين اليهود.
وواصلت شرطة الاحتلال التضييق على دخول المصلين للأقصى، واحتجزت هوياتهم الشخصية عند الأبواب، كما منعت أحد كبار السن من الدخول إلى المسجد لأداء صلاة الفجر.
وتوافد عشرات المصلين من أهل القدس والداخل الفلسطيني المحتل منذ الصباح إلى المسجد الأقصى، وتوزعوا على حلقات العلم وقراءة القرآن الكريم، وتصدوا بهتافات التكبير لاقتحامات المستوطنين واستفزازاتهم المتواصلة.
يأتي ذلك في الوقت الذي يمثل فيه حارسا المسجد الأقصى المبارك أحمد الدميري وغازي عسيلة اليوم الثلاثاء للتحقيق بمركز شرطة "القشلة" في باب الخليل بالبلدة القديمة في القدس المحتلة.
وأفاد مسئول العلاقات العامة والإعلام بدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس فراس الدبس بأن قوات الاحتلال استدعت يوم أمس الحارسين الدميري وعسيلة للتحقيق معهما اليوم، بحجة اعتراضهما على ضرب واعتقال سيدة فلسطينية من منطقة باب الرحمة داخل المسجد الأقصى.
وتواصل سلطات الاحتلال إجراءاتها ضد حراس الأقصى وموظفي الأوقاف عبر ملاحقتهم واعتقالهم والتحقيق معهم، وكذلك إبعادهم عن الأقصى.
كما وأبعدت محكمة الاحتلال غرب القدس، الشاب مالك جودت أبو سنينة (21 عاما) عن المسجد الأقصى لمدة 40 يوما.
وأفادت والدة مالك أن ما تسمى "محكمة الصلح" قضت بمنعه من الحديث مع أصحابه لمدة شهر وإبعاده عن المسجد الأقصى مدة 40 يوما ودفع كفالة مالية قيمتها ألف شيكل (الدولار 6ر3 شيكل).
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت مالك من منزله في حي رأس العامود بسلوان في التاسع من الشهر الجاري، وعقدت له جلسة في اليوم الثاني ومددت توقيفه لليوم الإثنين.
وتعرض الشاب مالك أبو سنينة لعدة اعتقالات والضرب على أيدي قوات الاحتلال.
ويقبع شقيقه أنس في سجون الاحتلال منذ نحو 3 سنوات، ويقضي حكما بالسجن لمدة 5 سنوات.
من جهة أخرى، صادقت ما تسمى "لجنة التخطيط والبناء" التابعة للاحتلال في القدس المحتلة، على خطة لبناء كليات عسكرية على أراض فلسطينية واقعة في قرية "عين كارم" جنوب غرب المدينة.
وقالت ما تسمى هيئة البث "الإسرائيلية"، إن اللجنة وافقت على المخطط رغم معارضة شديدة من قبل الكنيسة الفرنسيسكانية ورعاياها، بسبب مخاوف من احتمال تسبّب البناء بجفاف المياه في نبع "عين مريم"؛ وهو موقع مقدس بالنسبة للمسيحيين.
و"عين كارم" من أهم وأكبر قرى القدس المحتلة وتقع على الطريق الواصل بينها وبين يافا، وهجر الاحتلال سكانها الأصليين أثناء النكبة، وحولها إلى مستوطنة تحمل نفس الاسم.
ويواصل الاحتلال استهدافه للمواقع الدينية؛ الإسلامية منها والمسيحية منذ احتلاله للأراضي الفلسطينية، من خلال انتهاكات عدة، تتمثل أبرزها بمصادرة حق حرية العبادة، وإغلاق الأماكن الدينية وحرمان مرتاديها من الوصول إليها، فضلا عن منح غطاء أمني لاعتداءات المستوطنين عليها.