الإثنين 24 يونيو 2024

اعتقال سائق تاكسي بتركيا بتهمة التحريض على انهيار الليرة

18-8-2018 | 17:43

أثار اعتقال السلطات التركية لسائق تاكسي كردي تركي يحمل الجنسية الألمانية السخرية والاستهجان في الوقت نفسه، حيث تمّ اتّهامه بالتحريض على انهيار الليرة، بالإضافة إلى التهمة الدائمة التي يتمّ إلصاقها بأي كردي في تركيا حين لا يكون تابعاً للسلطة التركية، وهي الاتّهام بالإرهاب ودعم ومساندة حزب العمال الكردستاني الذي تصفه أنقرة بـ"الإرهاب".

وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تعليقات ساخرة تتناول اتّهام سائق تاكسي بالتحريض على انهيار الليرة، منها ما أشار إلى أنّ الليرة التركية بلغت من الضعف مستوى مريعاً بحيث أنّ بمقدور سائق تاكسي بسيط أن ينال منها ويتسبّب في انخفاض قيمتها. 

وأشار بعض المعلّقين الساخرين إلى أنّ موجة السخرية التي أثارها الرئيس التركي أردوغان في خطابه الجمعة الماضي عن الحرب الاقتصادية التي تشنّها الولايات المتّحدة على بلاده لم تكد تهدأ، ولاسيّما قوله: "إن كان لديهم الدولار فإنّ لدينا ربّنا"، وعن "مقاطعة الآيفون" الذي يستعمله هو نفسه، حتّى بادرت السلطات إلى الإغراق في الاستخفاف بعقول مواطنيها، والتغاضي عن الأسباب الحقيقيّة لتدهور عملتهم، واختلاق ذرائع واهية مثيرة للاستغراب. 

وكانت دعوة الرئيس أردوغان لتحويل العملة الأميركية الدولار إلى الليرة قد قوبلت بنوع من البرود والسخرية كذلك، وكانت الطريقة الشعبوية في المساندة من قبل أتباعه في تركيا، أو بعض أتباعه من جماعة الإخوان المسلمين في قطر مدعاة للتندّر، حيث حاول بعضهم تصوير مقاطع فيديو يظهر فيها مساندته لليرة، سواء بتحويل كمية من النقود إلى الليرة أو حرق بعض الدولارات بطريقة سوقيّة.  

لفت مراقبون للشأن التركي إلى أنّ التعاطي الشعبوي من قبل الرئيس أردوغان وحكومته مع المستجدّات الأخيرة شكّل خيبة كبيرة للأسواق وساهم في تبديد ثقة المستثمرين أكثر فأكثر، وبخاصّة بعد تشبّثه بآرائه الشعبوية في الاقتصاد، تلك التي تتعارض مع النظريات العلمية الاقتصادية، وسعيه إلى ابتداع نظام اقتصادي عالمي جديد يتوافق مع مزاجه ويلبّي رغباته.