قال البريني العجيلي رئيس المجلس الأعلى للقبائل الليبية، إن قطر وتركيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا يقفون خلف مخطط تقسيم ليبيا ودعم المليشيات المسلحة، مشيرا إلى أن قطر كانت سببا أساسيا في تأجيج الصراع في الجنوب لأنه يحتوي على المعادن المختلفة والبترول بالإضافة إلى الذهب.

 

وأكد البريني أن مئات الآلاف من الليبيين يعانون وسيعانون من آلاف القنابل التي استخدمتها قوات الناتو والتي احتوت علي اليورانيوم المخصب، مشيرا إلى أنها بدأت تخرج نتائجها الكارثية بإصابة الليبيين بالأمراض الخطيرة المختلفة.

 

"الهلال اليوم" التقت العجيلي وكان لها معه الحوار التالي:

 

*كيف ترى أعادة تأجيج الوضع في مدينه سبها؟

قطر تقف وراء الاضطرابات التي تشهدها مدينة سبها، بالجنوب الليبي بهدف تأجيج الصراع بين القبائل الليبية، وما يحدث هو تنفيذ لمخطط خطير يراد من خلاله تقسيم البلاد، لكن ما يتم إغفاله هو وجود طرف ثالث وراعٍ حقيقي لما يحدث في الجنوب، وهو قطر التي تمثل رأس الفتنة في ليبيا، لا سيما في الجنوب الليبي.

 

فقطر لا تريد الاستقرار في الجنوب الليبي، فالمعارضتين السودانية والتشادية تحصلان على الدعم المالي والعسكري من قطر؛ لتأجيج الأوضاع في الجنوب والاستيلاء على خيراته.

 

 

*لماذا الجنوب الليبي خاصة؟

الجنوب الليبي مساحة جغرافية شاسعة وكثافة سكانية محدودة، وهو مستهدف من الداخل والخارج لما يحتويه من آبار نفط وكميات كبيرة من الذهب والمعادن والثروات، والتي تستهدف الآن من قبل الميليشيات القادمة من تشاد والنيجر والسودان، وأيضًا إسرائيل”.

 

 

*لماذا رفضت حضور اجتماع داكار؟

طالبت الأطراف المجتمعة في عاصمة السنغال "داكار" بإطلاق سراح جميع المعتقلين من سياسيين وعسكريين وعلى رأسهم سيف الإسلام نجل الزعيم الراحل معمر القذافي، بشكل عاجل وفوري أولا لتعجيل إجراء المصالحة الوطنية الشاملة والتي ستساعد ليبيا في الخروج من الوضع المأساوي الراهن إلى بر الأمان والاستقرار.

 

 

*كيف ترى الملتقي الوطني الليبية الذي عُقد على مدار 4 أشهر برعاية أممية؟

اللقاء المنعقدة برعاية أممية خطوة على الطريق خاصة أن الكثير من الليبيين لم يشاركوا أو همشوا خلال الممارسة السياسية في الفترة الماضية، كما أنها فكرة ذكية جدا من المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا للوصول إلى نقاط الخلاف الأساسية بين الليبيين وتقليصها وحلها على المستوى الشعبي.

 

كما أن هذه العمليًة التشاورية المُوسًعة من التطرق لأهم القضايا المِتعلًقة بأولويًات الحكم في ليبيا مستقبلا: الأمن والدًفاع وبناء المؤسسات وضمان حسن تسييرها بالإضافة إلى العمليّتين الانتخابيًة والدًستوريًة، لتحقيقه نتيجة إيجابية قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.

 

 

*هل الانتخابات القادمة ستحقق فرصة حقيقية لحل الأزمة الليبية؟

إذا نجحت الأمم المتحدة في إجراء انتخابات في ليبيا بجو ديمقراطي وأمني صحيح ومشاركة جميع المهجر والنازح والمقيم بالبلد سوف والسيطرة علي المليشيات سوف تقود الانتخابات ليبيا إلى بر الأمان.

 

أما إذا استمر تناحر المليشيات وصراعها على السلطة فسوف تستمر ليبيا في التدهور الاقتصادي والسياسي والصراع والحرب.

 

 

*وهل يمكن تحقيقها في الغرب الليبي؟

الانتخابات لن توفق في الغرب الليبي إلا بعد توفير بعض الأشياء الأساسية وهي إزاحة المليشيات من الساحة وإعادة القوات الأمنية إلى سابق عهدها وسيطرة الجيش على المنطقة، فبدون توفر الأمن والأمان لن تكون هناك انتخابات في ليبيا.

 

*كيف تقرأ تدخل الناتو في ليبيا عام 2011 وإسقاط نظام العقيد معمر القذافي؟

هي كارثة فبلادي ضحية الأمم المتحدة والناتو والنظام الدولي وخاصة فرنسا وايطاليا وعدد من الدول الغربية التي لها أهداف في ليبيا، مشيرا إلى أنها اعتمدت على الإخوان المسلمين والقاعدة وأنصارها لتدمير ليبيا، فمنذ 2011 دمرت أرضا وشعباً نتيجة التدخل العسكري غير مدروس في ليبيا.

 

كما أن مئات الآلاف من الليبيين يعانون وسيعانون من آلاف القنابل التي استخدمت في قوات الناتو اليورانيوم المخصب والذي سوف يصيب الليبيين والأجيال القادمة.

 

كما أن تلك الصواريخ التي ضربت المنطقة الجنوبية والوسطي باليورانيوم المخصب بدأت تخرج نتائجها الكارثية بإصابة الليبيين بالأمراض الخطيرة المختلفة.

 

 

*هل تعتقد أن التدخل العسكري في ليبيا كان صراعا إقليميا ودوليا للسيطرة فقط؟

بالفعل فلولا التدخل العسكري لحل الأزمة لاستمرت ليبيا باقتصادها القوي لكن بعض الدول الغريبة كانت تريد الصراع على النفط والغاز الليبي والثروات المختلفة.

 

 

*هل ذلك ما يحدث الآن من تصارع على الهلال النفطي؟

بالفعل فبريطانيا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة يتصارعون الآن علي من يحصل الأكثرية من النفط الليبي وخيرات البلاد، خاصة شركة توتال الفرنسية وإيني الإيطالية والبي بي البريطانية والشركات الأمريكية المختلفة.

 

 

*هل تعتقد أن الأمم المتحدة متواطئة مع الدول الكبرى في سيطرة الإرهاب على النفط الليبي؟

هي جزء أساسي خاصة أن تلك الدول هي من تسيطر علي قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وتريد استمرار الصراع أكثر، لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة.

 

 

*وماذا عن تعيين مسئولة أمريكية نائبة للمبعوث الخاص إلى ليبيا؟

أمريكا أرادت الدخول لضمان جزء من كعكتها في ليبيا الآن، بعدما غابت خلال الفترة الماضية ويمكن أن تحمل هدفا مع الاتحاد الأوربي لدخول البلاد من جديد في حال استمرار الوضع كما هو عليه.

 

 

*في تقديرك لماذا لا تتوحد المؤسسات العسكرية في الغرب والشرق الليبي؟

لن تتوحد المؤسسة العسكرية الغربية مع الشرق إلا بعد رضا تركيا وقطر وإيطاليا وفرنسا خاصة أنهم مستمرون في دعم المليشيات وتفتيت البلاد ومحاولة تقسيمها ودعم الجماعات الإسلامية الإرهابية بالسلاح.

 

 

*كيف تقيم سيطرة الجيش العربي الليبي على مدينة درنة وتطهيرها؟

سيطرة الجيش علي مدينة درنة شيء ممتاز لإعادة الأمن للمنطقة الشرقية وتطهيرها الكامل من الجماعات الإرهابية بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من القتال الحاد في المنطقة لتطهيرها من سيطرة تلك الجماعات التابعة لداعش والقاعدة والدول الغربية وقطر وتركيا.

 

 

*ما رأيك في المقاطعة العربية لقطر؟

نحن في ليبيا متأكدين أن قطر وتركيا هما طرفان أساسيان في تدمير ليبيا والآن يحصدان نتائج ذلك بالمكاسب، ولكن سوف تدور عليهما الدائرة ويذوقون ما عملوه في ليبيا من دمار بعودة الإرهاب إليهم وتدمير بلادهم.