بقلم – أ.د أحمد كريمة
٣) الإصلاح بين الخلق
الإصلاح مأخوذ من الصلح: وهو عقد يرفع النزاع، وجميع أنواعه حسنة، لأن فيه - كما قرر أئمة العلم - إطفاء الثائرة بين الناس ورفع المنازعات الموبقات عنهم، والإصلاح بين الناس إصلاح ذات البين بإزالة أسباب الهجر والخصام، أو بالتراضى حسب حقوق محددة والتزامات معينة، أو بالعفو والتسامح، ويأتى الإصلاح للشخص ذاته بإصلاح نفسه بالتآلف بين الناس.
، قال الله - سبحانه وتعالى-: «لا خير فى كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس” وقال: “فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم”، وقال: “إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم»، وقال سيدنا محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى قال: صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هى الحالقة»، وقال «إن الدين بدأ غريبًا، ويرجع غريبًا، فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس»، وقد فقه الأخيار منزلة وقيمة الإصلاح بين الناس وعلى رأسهم إمام الأبرار - صلى الله عليه وسلم - فقد كان يخرج للإصلاح بين الخلائق بنفسه، ويحض على الإصلاح فى وقائع كثيرة، وآثر الإصلاح بمعاهدات ومعاقدات مثل «صلح الحديبية» وبهديه القويم اقتدى به الأخيار كسيدنا الإمام الحسن بن على - رضى الله عنهما - لما تنازل لمعاوية - رضى الله عنه - وتحقق فيه: أن “ابنى سيد سيصلح الله به بين طائفتين من المسلمين”، والإصلاح من أعلى الواجبات لتقوم حياة الناس وبه تحل المودة محل القطيعة، والمحبة محل الكراهية، وكفاه منزلة والحض النبوى المحمدى والبشارة بفضله «اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم، فإن الله - تعالى - يصلح بين المسلمين»، وحذر وأنذر من تضييع الإصلاح والاستهانة به والإعراض عنه فقد قال - صلى الله عليه وسلم – “يغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا إلا رجلًا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: انظروا هذين حتى يصطلحا «ثلاثا».
وهو حق على كل إنسان - حسب ما وسعه- “كل سلامى (عضو) من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس يصلح بين الناس صدقة»، فاللهم قيض فينا ومنا من يصلح فيما بيننا لما فيه رضاك آمين.
المرجع: نضرة النعيم - بتصرف