نحتفل في 21 فبراير من كل عام، باليوم العالمي للغة الأم، وهو مناسبة للتأكيد على أهمية اللغة الأم في الحفاظ على الهوية الثقافية والتراث اللغوي لكل مجتمع، وفي عصرنا الحالي، الذي يشهد انتشارًا للتعليم الأجنبي وهيمنة التكنولوجيا الرقمية، يواجه الآباء تحديات كبيرة في تعليم أطفالهم لغتهم الأم، ولذلك نستعرض في السطور التالية أهم النصائح للتأكيد على اللغة الأم لدى صغارنا.
ومن جهتها، أكدت الدكتورة رانيا كمال مدرب معتمد وأخصائية تخاطب وصحة نفسية وتعديل سلوك، وأخصائي شامل إرشاد أسري، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن الاحتفال باليوم العالمي للغة الأم بدأ لأول مرة في عام 2000، وذلك بناءً على مبادرة من بنغلاديش، واللغة هي مجموعة من الرموز والايماءات تترجم الي العقل البشري، لتصنف طبع وثقافة كل دولة على حدى، واللغة العربية هي اللغة الأولى والأم للمجتمع العربي الشرقي، واللغة الأم ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي وعاء للثقافة والتاريخ والقيم، والأساس الذي يبني عليه الطفل هويته وانتماءه لمجتمعه، وعندما يتعلم الصغير لغته الأصلية، فإنه يكتسب القدرة على فهم تراثه الثقافي والتعبير عن نفسه بطريقة أصيلة.
وأضافت أخصائية تعديل السلوك، أنه في ظل التعليم الأجنبي والتكنولوجيا الرقمية، تواجه العديد من الأمهات صعوبة في الحفاظ على اللغة الأم لدى اطفالها، فالمدارس الدولية تركز على اللغات الأجنبية، مما يجعل الطلاب يميلون إلى استخدامها في حياتهم اليومية، بالإضافة إلى ذلك، فإن التكنولوجيا الرقمية تقدم محتوى متنوعًا باللغات المختلفة والبعيدة عن التراث الأصلي للغة، مما يزيد من تعرض الأبناء لها ومحو هويتهم وثقافتهم المجتمعية، ولذلك على الوالدين اتباع بعض الخطوات التي تهتم وتؤكد على أهمية تعليم لغة الأم لدى الأطفال، والتي منها ما يلي:
- التحدث باللغة الأم في المنزل، حيث يجب على الآباء التحدث مع أطفالهم باللغة الأم وهي "العربية" في جميع الأوقات، حتى في المواقف اليومية البسيطة.
- يجب قراءة الكتب والقصص باللغة العربية، وتشجيعهم على قراءة الكتب بأنفسهم.
- مشاهدة الأفلام والبرامج التلفزيونية باللغة الأم، حيث يمكن للأطفال تعلم اللغة العربية، من خلال مشاهدة الأفلام والبرامج التلفزيونية التي تعرض باللغة الأم.
- الاستماع إلى الموسيقى والأغاني باللغة الأم، حيث يمكن للأطفال تعلم اللغة الأم من خلال الاستماع إلى الموسيقى والأغاني التي تعرض باللغة الأم.
-تشجيع الأطفال على التحدث باللغة الأم في الأماكن العامة، مثل المتاجر والحدائق.
- من الأفضل تسجيل الأطفال في دورات لتعليم اللغة الأم، حيث يمكن لهم الاستفادة من الدورات التي تعلم اللغة العربية بقواعدها وبلاغتها، والتي تقدمها بعض المراكز الثقافية والمدارس.
-يعد النطق الصحيح للغة الأم أمرًا ضروريًا، فهو يساعد على فهم اللغة والتعبير عنها بوضوح، ولذلك يجب على الآباء الاهتمام بتعليم أطفالهم النطق الصحيح للحروف والكلمات والهجاء، ويمكنهم الاستعانة بالموارد التعليمية المتوفرة لتعليم النطق الصحيح.