تقرير: أمانى عبد الحميد
برقصات للفنون الشعبية والمزمار البلدى تتصدرها ألوان التنورة المبهجة وبأزياء تمثل أقاليم مصر بطولها بدأت مدينة طيبة الأثرية عامها الاحتفالى الجديد, الأقصر عاصمة مصر الفرعونية، رقصت طربا وفرحا بعدما تسلمت شعلة الثقافة العربية, كرنفالات وحشود تسير وسط شوارع المدينة القديمة من ساحة أبى الحجاج حتى ميدان أرمنت والاقصر, مهرجانات, عروض فنية مسرحية وغنائية, ملتقيات ومؤتمرات, وأكثر من ١٠٠ حدث ثقافى خلال عام ٢٠١٧, تسلمت الشعلة، التى ظلت قرابة العام بمدينة صفاقس التونسية، وستحملها لتقدمها العام المقبل إلى مدينة البصرة العراقية, وما بين المدينتين ستكون وزارة الثقافة المصرية موضع الاختبار, هل ستنجح الوزارة المصرية فى إضفاء الصبغة الثقافية العربية على العاصمة الفرعونية بعدما كانت القاهرة أول وآخر المدن المصرية، التى احتلت تلك المكانة الرفيعة منذ تأسيس فاعلية مدينة الثقافة العربية عام ١٩٩٦.
«الأقصر عاصمة مصر القديمة»، هكذا وصفها حلمى النمنم، وزير الثقافة، لدى استلامه شعلة انطلاق مراسم احتفالية عاصمة الثقافة العربية, وإيمانا بأنها عاصمة تحوى تراثا عربيا كان لابد من الإصرار على أن ترشح مصر لتلك المدينة الجنوبية لتؤكد أنها تحوى بين جنباتها مظاهر الثقافة العربية الحديثة, حيث ردد «النمنم» قائلا: «لا مفاضلة ولا تنازع بين تاريخنا القديم وثقافتنا العربية..»، مصر عبارة عن طبقات تاريخية تلو الأخرى تتكامل داخل كل المصريين والأهم أنها ثقافات محبة للحياة وصانعة لكل ما هو عظيم فى العلم والضمير الإنسانى على حد تعبيره, وإن كان يرى أن الثقافة العربية هى ثقافة العقل والاستنارة, لذا فإن الهدف من احتفاليات عاصمة الثقافة العربية هى قهر ثقافات الموت ومقاومة الاستبداد خلال مرحلة الثورات العربية, بعد غياب ٢١ عاما حملت مدينة مصرية بعد القاهرة شعلة عاصمة الثقافة العربية, وعلى أرض الأجداد «طيبة» احتفلت فرق الفنون الشعبية وقطاعات وزارة الثقافة، أمام معابد المدينة الأثرية لتعلن وزارة الثقافة عن بدء عام الأقصر للثقافة العربية, العام الذى ينتهى فى مارس ٢٠١٨ سيشمل على فعاليات ثقافية متنوعة أغلبها كانت تحتضنها مدينة القاهرة, لكن مع الاحتفالية العربية قررت وزارة الثقافة نقل جميع أنشطتها الفنية والثقافية إلى الأقصر لملء برنامجها المقرر إقامته طوال العام, حيث تشارك قطاعات الوزارة بأنشطتها وفعالياتها، التى كانت تقيمها داخل القاهرة من خلال أنشطة قصور الثقافة وقطاع الإنتاج الثقافى وصندوق التنمية الثقافية والمجلس الأعلى للثقافة بنقل كل أنشطتهم إلى الأقصر مثل الدورة الجديدة من مهرجان «سماع» الدولى للإنشاد الدينى والموسيقى الروحية, عروض فرقة المولوية المصرية, عروض بيت العود, ملتقى الخط العربي, الدورة الخامسة عشرة من مهرجان المسرح العربي, وغيرها من الفعاليات، التى كانت تمثل عصب الحياة الثقافية فى القاهرة.
حيث قررت الوزارة إقامة حفلات فنية خلال شهر مارس داخل ساحة معبد الكرنك تقوم بإحيائها فرق ومطربو الموسيقى العربية بدار الأوبرا بمشاركة عدد من نجوم الطرب مثل الفنان مدحت صالح, محمد الحلو, بالإضافة إلى معارض للحرف التراثية ومجموعة من العروض الفلكلورية والفنون الشعبية بالشوارع والساحات المفتوحة بين أهإلى المدينة إلى جانب استمرار فعاليات الدورة السادسة لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية.
وفى شهر إبريل تحتفل الأقصر بعيد الربيع بحفلة يحييها الفنان هانى شاكر, والفنانة ريهام عبد الحكيم, مع نقل الدورة الجديدة من مهرجان الطبول والفنون التراثية إلى هناك, علاوة على إقامة ندوات عن تاريخ مدينة الأقصر, وإقامة معرض تشكيلي وآخر وثائقيا عن الواقع الثقافى تنظمة الهيئة العامة لقصور الثقافة, إلى جانب عروض مسرحية للأطفال داخل قصرى ثقافة «الأقصر» «بهاء طاهر», وبيت ثقافة «الطارف», كما تقدم مهرجان لفنون التحطيب وحفل بيت العود العربي, كما يحتفى المجلس الأعلى للثقافة بعقد أمسيات شهرية بعنوان رواد العواصم بشخصيات ثقافية بارزة من مختلف العواصم العربية.
ثم يأتى شهر مايو بانعقاد ليالى مهرجان المسرح العربى ودورته الـ١٥ التى تحمل عنوان «الهوية العربية.. إبداع بلا قيود» بعروض مسرحية منها عرض «خريف» الفائز بجائزة الشيخ سلطان بين القاسمى، بالإضافة إلى عقد ندوات مسرحية لكبار المسرحيين العرب ضمن محور للنقاش حول التأثيرات المتبادلة بين الثقافتين العربية والإفريقية, علاوة على إقامة مهرجان الألعاب الشعبية بمشاركة الباحثين من أطلس الفلكلور.
وفى شهر يونيه يحل شهر رمضان فتقدم الوزارة حفل لفرقة المولوية بقيادة المنشد عامر التونى وابتهالات وتواشيح دينية للشيخ محمود التهامى, علاوة على عروض لفرقة رضا والفرقة القومية للفنون الشعبية وفرق الموسيقى الموسيقى الشعبية, وورش للفنون التراثية..
أما شهر يوليو فيتم إقامة أسبوع للأفلام التسجيلية حول مدينة القدس علاوة على عروض فرقتى سوهاج والأقصر للفنون الشعبية, أما خلال شهر أغسطس تستضيف أعمال ملتقى الخط العربى وعدد من العروض الفنية لفرقة الأقصر للآلات الشعبية وفرقة قنا للإنشاد الديني, وخلال شهر سبتمبر تستمر حفلات الموسيقى العربية وعدد من التجارب الشابة الفنية, والأهم تستضيف فعاليات مهرجان سماع للإنشاد الدينى والموسيقى الروحية وعروض لفرق قصور الثقافة الفنية, أما شهر أكتوبر فالاحتفال بفعاليات الدورة الـ٢١ من المهرجان القومى للسينما المصرية, والملتقى السادس للمأثورات الشعبية والمؤتمر الدولى للتراث الثقافى, علاوة الاحتفال بمرور ٢٠٠ عام على اكتشاف مقبرة الملك سيتى الأول..
وخلال شهر نوفمبر تحتفل الأقصر بعيدها القومى، الذى يتواكب مع مرور ٩٥ عاما على اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون و١١٣ عام على اكتشاف مقبرة الملكة نفرتارى, علاوة على عروض التنورة التراثية, فى حين تشهد خلال شهر ديسمبر الدورة الجديدة من ملتقى الأقصر الدولى للتصوير بمشاركة فنانين من مختلف الدول العربية, مع الاحتفال بمرور ٤٢ عاما على افتتاح متحف الأقصر, ومع بدايات العام الجديد ٢٠١٨ وخلال شهرى يناير وفبراير ستتضمن الاحتفالات كل أنواع الفنون أما فى شهر مارس ستقوم مدينة الأقصر أخيرا بمراسم تسليم الشعلة إلى مدينة البصرة بالعراق..
المعروف أن مبادرة عاصمة الثقافة العربية جاءت لتكون على غرار عاصمة الثقافة الأوربية، حيث قرر مؤتمر وزراء الثقافة العربية فى اجتماعهم المنعقد فى الشارقة بدولة الإمارات خلال شهر نوفمبر عام ١٩٨٨, وتم إقرار مشروع العقد العربى للتنمية الثقافية الذى تبنته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وبالفعل أقر المؤتمر الفكرة، وقام بدعمها أمام منظمة اليونسكو, بدأت التجربة فى التنفيذ فى عام ١٩٩٦ باختيار القاهرة عاصمة للثقافة العربية تلتها تونس ومن بعدها توالت العواصم الثقافية العربية لتصل فى العام المقبل إلى البصرة ثم بورتسودان بالسودان, مدينة بيت لحم فى عام ٢٠٢٠, والمفترض أن تقوم كل عاصمة ثقافية عربية بتنظيم أنشطة وفعاليات تهدف إلى النهوض بالعمل العربى الثقافى المشترك مثل إقامة الورش الفنية والأسابيع الثقافية والعروض السينمائية والمسرحية وغيرها من الفنون.