الإثنين 20 مايو 2024

عن التعليم والمرأة والأم أهم مدارس صناعة الأجيال

22-3-2017 | 13:04

بقلم – د. محمد فتحى

من ٨ إلى ١٦ إلى ٢١ مارس هذا شهر تقديس قدس الأقداس: المرأة والأم، التى وضعها الخالق الحكيم فى بؤرة الحياة ونواتها، وجعلها أول وطن لكل إنسان، حيث ينفخ فيه جزء من روحه!! وهكذا رفع الحكم من قدر المرأة/ الأم لتجسد أسمى صور العطاء والرحمة والحب وكل القيم النبيلة، على مر العصور والأزمان.

وهذا يستلزم أن يمتد احتفاؤنا بأعيادها إلى ماهو أبعد من المجاملات التقليدية، والعمل على دعم وجودها بما يؤهلها لأداء دورها كأهم مدارس صناعة الأجيال.. الأمر الذى عبر عنه حافظ إبراهيم بحكمة متناهية فى بيتيه:

الأمّ مدرسةٌ إِذا أعددتها

أعددت شعبًا طيِّب الأعراقِ

الأمّ روضٌ إِن تعهّده الحيا

بِالرِى أورق أيّما إيراقِ

وهذه كلمات تحتاج، بالذات مع المكتشفات العلمية الحديثة، إلى قراءة واعية خاصة، تتجاوز ما عهدناه من ترديد ميكانيكى آلى لها.. قراءة تعى وعيا حقيقيا ما تشمله الأمومة من تأثيرات على الطفل فالجيل فالوطن، بدءًا من مرحلة كون الطفل جنينًا، بل ومن قبلها، مرورًا بدورها فى التنشئة والتربية، وتأثيرات حالتها النفسية على الطفل الطالع، ثم طبيعة العلاقة العاطفية بينها وبينه، إضافة إلى مدى ما تحوزه من ذكاء عاطفى وقدرة على قراءته واحتوائه وتنميته، وصولًا إلى حساسيتها وقدرتها على فهم الطالع الجديد وتجاوبها مع احتياجاته.. وما يفرضه كل ذلك من دور اجتماعى للأوطان- التى تسعى إلى مكان لائق فى المستقبل لا إلى الانقراض- بما فى ذلك من دور ملزم شامل واجب لتأهيلها وتعليمها و.... إن أبحاث ودراسات العلم الحديث يمكن أن تضىء وعينا ببعض جوانب هذه القضية الحيوية الأولى بالرعاية.

ورغم أن الأمر يبدأ بالطبع قبل ميلاد الطفل، بل يتجاوز ذلك إلى ما قبل الزواج، فالحالة الصحية والنفسية، بل والمستوى الثقافى للأم وأحولها عامة، التى تتشكل عبر مجمل حياتها، لها أثرها البالغ على نسلها وحرثها.. رغم ذلك دعونا نبدأ بالطفل فى رحم الأم، حيث يعدّ جزءًا لا يتجزأ منها، حيث نجد أن حالة الأم الجسدية، وما تتغذى به على كل المستويات الروحية والمادية يؤثر على الكيان الإنسانى الجديد، ذلك أن مشاعر الأم وحالتها النفسية تؤثر على الجنين، ومن هنا ظهرت علوم تتناول “برمجة” الجنين جسديًا وعقليًا ونفسيًا داخل رحم الأم.

فالدراسات تثبت أن تغذية الأم أثناء الحمل- كما غذاء الطفل خلال الشهور والسنوات الأولى من عمره- من العوامل الرئيسة فى تكوين الطالع الجديد، وأن لها تأثيرات بالغة على نمو الجنين، وعلى تكوين الطفل جسديًا وعقليًا ونفسيًا وسلوكيًا.. هذا كما بينت الدراسات المعنية أن مستوى التعليم والحالة الاجتماعية للأم لعبا دورًا مهمًا فى ذلك.

وتؤكد الدراسات والأبحاث أن الحالة النفسية للأم الحامل تؤثر تأثيرًا مباشرًا على الجنين، فالضغوط والتوتر والقلق و... تؤدى إلى إفراز الأم هرمونات التوتر، وعلى رأسها الكورتيزول، الذى يصل إلى الجنين عبر المشيمة، مما يؤثر فى عملية تشكيل الدماغ، ويحدث تغييرات فى طريقة تكوينه، تجعل الطفل مُهيًا للتوتر والقلق ولعدد من المشاكل السلوكية والنفسية عندما يكبر.. حيث استطاعت دراسات عديدة تأكيد أن هذه التغيرات استمرت فى مرحلة الطفولة وحتى سن البلوغ.

كذلك تؤثر هرمونات التوتر على كميات الدم والأكسجين والغذاء، التى تصل الجنين، مما يؤدى إلى مضاعفات، قد تصل إلى التشوهات الخلقية أو الولادة المبكرة أو مشاكل النمو، وقد تستمر هذه التأثيرات مدى الحياة.

قصور فى الدماغ

وقد أكدت دراسة حديثة أجريت فى جامعة سنغافورة ونشرت فى مجلة الطب النفسى البيولوجى، وجود تغيرات واضحة عند الأطفال، الذين ولدوا من أمهات كن يعانين من الاكتئاب فى منطقة مهمة من الدماغ هى الجسم اللوزى Amygdala، مما يؤدى إلى تغيرات فى السلوك، كما أنها تؤدى إلى الأرق والتوتر و... .

وأثبتت الدراسات المدعّمة بأحدث تقنيات تصوير الدماغ أن حب الأم للطفل له تأثير على حجم جزء فى الدماغ يسمى الحصين أو قرن آمون Hippocampus، وهو مسؤول عن تكوين الذكريات الجديدة والتعلم والاستجابة للضغوط، وفى إحدى هذه الدراسات وجد أن حجم الحصين كان أكبر بقدر ملحوظ، فى الأطفال، الذين حظوا بقسط أوفر من الحب والحنان، مقارنة بغيرهم من الأطفال الأقل حظًا.

هذا كما ثبت علميا أن الجنين يبدأ الإدراك والتعلم وهو فى بطن أمه، وناهيك عن معرفة ما يحيطه وما يحيط بأمه من أصوات وروائح و...، فإنه يصاب- على سبيل المثال- بالذعر إذا استمعت الأم إلى موسيقى صاخبة أو... .

لماذا الحب مهم؟

وفى مرحلة ما بعد الولادة تقع على عاتق الأم أكبر المسؤوليات فى إشباع حاجات الوليد إلى الغذاء وتوفير الأمان له، إذ نجد الطفل منذ ولادته ملتصقا بها، تمنحه بحكم عاطفة الأمومة مشاعر الدفء والحنان و... .

وقد أكدت الدارسة سو جيرهارد فى كتابها “لماذا الحب مهم؟”، أنه عند دراسة الأطفال الرومانيين الأيتام، ممن عانوا الإهمال منذ الولادة.. حيث لم يكن هناك مجيب لصراخهم وبكائهم، وحرموا من أى فرصة فى تكوين علاقة وطيدة مع إنسان بالغ، وجد الباحثون أن هناك بقعة سوداء فى القشرة الأمامية للدماغ، المسؤولة عن إدارة المشاعر والإحساس بالجمال والسعادة.. وبذلك حالت تربيتهم الأولى بينهم وبين أن يصبحوا أناسًا طبيعيين مدى الحياة. وبينت الباحثة فى كتابها أن كل تجربة يمر بها الطفل لها تأثيراتها على تطور الدماغ وتكوين شخصية الطفل، فالإهمال والتوتر والمعاملة المتناقضة تؤدى كلها إلى تربية طفل متوتر غير مستقر وغير آمن وغير واثق بنفسه.

والأم القادرة على إدارة ومعالجة عوامل التوتر بنجاح، التى تستطيع أن تهدئ من روع طفلها، وتتواصل معه بالعاطفة قبل العقل، وتشاركه الفرح والمرح والسرور وتسامح أخطاءه بسرعة وسهولة، تساعد على تكون جهاز الطفل العصبى بأسس سليمة قوية، تمكنه من التعامل بثقة مع الصراعات والتحديات المستقبلية، إضافة إلى طلوعه مرنًا مبدعًا متفائلًا مفعمًا بالأمل.

ومع نمو الطفل يقبل على تعرف العالم حوله، والسؤال لمعرفة ما يحيط به، ساعيا إلى التقاط كل ما لا يعلمه أو لا تطوله حواسه أو مداركه.. وتكون الأم حجر الزواية هنا بحكم علاقات التاريخ والجغرافيا.. ولأن علماء النفس يؤكدون أن هناك وقتا أمثل للتعلم والنمو، يكون على الأم إدراك الوقت المناسب، الذى يكون فيه طفلها فى حالة استجابة تامة، فالطفل يبدأ فى تعلم الكلام والإدراك لأن أمه تكلمه، ويتعلم التفكير لأن أمه تعطى له خيارات وبدائل وفرص تمكنه من التفكير فيها و... .

العلاقات العاطفية

وتعد علاقة الطفل بأمه أبعد العلاقات أثرًا فى تكوين شخصيته، فحياة الطفل التى تبدأ بعلاقات بيولوجية تربطه بأمه تقوم فى جوهرها على إشباع الحاجات العضوية كالطعام والنوم والدفء، سرعان ما تتطور إلى علاقات نفسية قوية، يحيطها التعلق والحب والحنان و... .

والعلاقة العاطفية، التى تنشأ بين الوليد والأم هى أول علاقة حميمة يخبرها، ولهذا فهى تضع الأسس التى تشكل جميع العلاقات اللاحقة فى حياته، بل وتحدد مدى احتمالية نجاح علاقاته المستقبلية، وقدرته على التحكم فى مشاعره وعواطفه.. ولأن عقل الوليد أشبه ما يكون بالأسفنجة، التى تمتص كل شيء من حولها، تصبح كل حركة من حركات الأم بمثابة رسالة ثاقبة.. تغييرات الوجه ولغة الجسد والكلمات و... كلها رسائل للوليد تساعد على تشكيل عقله وتكوين سلوكه.

ومجموع رسائل الأم إلى الوليد فالطفل يؤسس القاعدة، التى تنطلق منها رؤية الطفل لنفسه وثقته بها، إذ يرى نفسه من خلالها.. والنضوج العاطفى والنفسى للطفل هو ما سيوفر لليافع فرصة النمو والتطور السليم الصحيح فى كل مجالات الحياة، حيث تؤكد الدراسات أن الأطفال المستقرين عاطفيًا والناضجين اجتماعيًا يحققون، ابتداء، تفوقًا أكاديميًا على أقرانهم الأقل حظًا فى المناخ، الذى يعينهم على النضج، ومن ثم....

وقد تواترت الدراسات، التى تبحث فى تأثير علاقة الأم بالطفل خلال سنواته الأولى على بناء شخصيته وسلوكه وتطوير قدراته العقلية والنفسية.

ولعل أبرزها نظرية “التعلق والارتباط”، للطبيب النفس البريطانى جون بولبي، التى اكتسبت قوتها ومصداقيتها وإلحاحها من خلال الأبحاث العلمية العديدة واستخدام تقنيات تصوير الدماغ الحديثة، وهى تشرح كيف تؤثر علاقة الطفل بأبويه على نموه، وتصف طبيعة العلاقات طويلة المدى بين البشر، وترى أن الطفل بحاجة إلى تكوين علاقة مع واحد على الأقل من مُقدمى الرعاية، لكى يحصل على النمو العاطفى والاجتماعى بطريقة طبيعية.. ومن هنا فآثار علاقة الطفل بأمه تستمر مدى الحياة.

وكذلك نظرية “حساسية الأم” وقدرتها على متابعة الطفل متابعة دائمة، وملاحظة حركاته وتغيراته وفهم تلميحاته، وترجمة حركاته وإشاراته بدقة، والاستجابة لها بطريقة ملائمة، والتواصل معه على نحو يفهمه، بحيث يغدو التفاعل تفاعلًا إيجابيًا متبادلًا.

وتؤكد هذه الدراسات أن علاقة الطفل بالأم فى السنوات الأولى تشكل طبيعة العلاقات العاطفية المستقبلية للطفل طوال حياته، سواء كانت إيجابية أو سلبية، لأنها تهدم أو تبنى قدرته على التركيز، وتؤثر على مدى وعيه وإدراكه لمشاعره وأحاسيسه، ومشاعر وأحاسيس غيره، وقدرته على التعامل مع الصعاب والمحن والشدائد، وسرعة وقوفه بعد التعثر، واحترامه وحبه لذاته، وتوقعاته من نفسه ومن الآخرين، وقدرته على جذبهم إليه وبناء صداقات متزنة وعلاقات صحيحة سليمة معهم.

وأثبتت الدراسات أن الأم التى تحظى بقسط معقول من الذكاء العاطفى، والقدرة على قراءة طفلها، والاستجابة له على نحو يخلق فيه الإحساس بالأمان والثقة، تزرع فى الطفل الإحساس بالتعاطف مع الغير، مما يجعله قادرًا فى المستقبل على العطاء و....

وقد وجد أنه كلما ازدادت حساسية الأم وقدرتها على فهم طفلها وتجاوبها مع احتياجاته، ارتفعت نسبة الإنجاز الدراسى والأكاديمى عند الطفل، ممثلة فى درجات أعلى فى اللغة والرياضيات، بل وساعد ذلك على تطور قدرته فى القراءة الرمزية والقدرات العقلية والفكرية بشكل عام، ناهيك عن التحكم فى العواطف والمشاعر.

مصادر الإرهاب

وتؤكد الدراسات الأهمية البالغة لأسلوب ومهارات تواصل الأم مع طفلها، فالأم القادرة على الاستماع للطفل حتى وإن كان الموضوع غير شيق فيما يخصها.. والقادرة عند وقوع الطفل فى مأزق ألا تبادره باللوم، وإنما تتعاطف معه وتركز معه فى إيجاد حل ناجع، تعلّمه بذلك كيف يتعامل مستقبلا مع التحديات لإيجاد حلول عملية، بدلا من إضاعة الوقت والجهد فى اللوم والمعاناة، وفيما لا يفيد.

وتبين الدراسات استمرار الآثار الصحية والنفسية لعلاقة الطفل بأسرته إلى مرحلة متأخرة من العمر.

فعندما تكون الأم ضحية عنف أسري، يصاب الطفل بالحزن والارتباك والتشوش والحيرة والخوف على الأم وعلى نفسه، ناهيك عن الإحباط وتأنيب الضمير والانعزالية وتبخيس الذات والغضب، مما يشوه صورة العالم فى عينيه، ويدفعه إلى تكوين نظرة سلبية لنفسه وللعالم من حوله، قد تنتهى بتبرير العنف واحتقار المرأة، ومحاكاة السلوكيات العدوانية المرضية ضد الآخرين.

بؤس صانعة الأجيال

إن العلم والدراسات والأبحاث تثبت بما لا يقبل الشك أن الأم هى أهم مدرسة فى صناعة الأجيال، ولكن الأم قبل أن تكون أمًا وتتحمّل عبء صناعة جيل، تكون طفلة ثم فتاة ثم امرأة، فهل نعاملها فى هذه الأطوار بما يليق بها كصانعة جيل؟ وبما يهيئها لحمل هذه الأمانة العظيمة؟

إن المرأة فى المجتمعات المتخلفة تعانى من وضعية متناقضة، تطرقت لها الدراسات الاجتماعية.. فناهيك عما تعانيه فى عقل المتخلفين الباطن- إن لم يكن فى عقلهم الواعى أيضًا- من “تدنيس” يتمثل فى المرأة العورة والمرأة الناقصة والمرأة الضعف والمرأة العيب والمرأة القاصر و.... ناهيك عن ذلك وبسببه أيضا تغدو الجانب الأضعف الأكثر تعرضًا للقهر، إذ تعانى أنواعًا مختلفة من الاستلاب المقنن، تارة باسم الدين- والدين بريء منه بالطبع- وتارة باسم العرف والعادات والتقاليد، فتهضم حتى حقوق ضمنها لها الشارع..

ويقوم الرجل المقهور اجتماعيًا بإسقاط العيب والضعف والعار الخاص به على المرأة، ويستخدمها كوسيلة للتعويض عن المهانة التى يلقاها، أو للتعويض عن قصوره الكامن اللاواعي، وفى الحالتين تفرض على المرأة أوضاع قهرية، تقضى على كثير من إمكاناتها البدنية والذهنية والثقافية والنفسية والعاطفية والمادية، بما يكرس القصور، كما يكرس صفات الأنوثة “المدنسة”، لنبدو وكأننا ندور فى حلقة جهنمية مفرغة.

أى صانعة للأجيال يمكن أن ينتجها هذا البؤس المفرط؟ وهل يمكن أن تتحول المرأة بين يوم وليلة لتصبح هى نفسها الأم، التى تغدق عليها صفات التقديس وليس آخرها “إن الجنة تحت أقدام الأمهات”.. هل سيرى طفل اليوم (رجل وامرأة الغد) من هذه الأم إلا ما أسقطه المجتمع عليها؟ هل تستطيع المرأة/ الأم البائسة المهمشة المنكسرة المهزومة أن تخرج للوطن جيلًا بصفات غير التى ألبسها المجتمع إياها؟

إن دعم المرأة (والرجل معها) بما فى ذلك بالتعليم، الذى يؤهلهما- إلى جوار نيل الحقوق والعزة- لرعاية الأجيال الطالعة بما تستحق، وبما يتطلبه عصرنا/ عصر المعرفة على نحو لم يحدث من قبل، إن هذا الدعم واجب اجتماعى من الدرجة الأولى لابد من توفيره وإتاحته على نحو شامل وإلزامي، فبدون ذلك لن يكون هناك جيل قريب يعيد لنا كأمة مكانتها ودورها وعزتها وكرامتها.

وقد فطن حافظ إبراهيم للأمر فقال فى أبيات نفس قصيدته السابقة:

لَيسَت نِساؤُكُمُ حُلىً وَجَواهِرًا

خَوفَ الضَياعِ تُصانُ فى الأَحقاقِ

لَيسَت نِساؤُكُمُ أَثاثًا يُقتَنى

فى الدورِ بَينَ مَخادِعٍ وَطِباقِ

تَتَشَكَّلُ الأَزمانُ فى أَدوارِها

دُوَلًا وَهُنَّ عَلى الجُمودِ بَواقي

والواقع ليس هن وحدهن فالصحيح أن نقول:

تَتَشَكَّلُ الأَزمانُ فى أَدوارِها

دُوَلًا وَنحن جميعا عَلى الجُمودِ بَواقي

ولولا الملامة لاستبدلت الجمود بلفظ أكثر تعبيرا وقبحا. فلا فصال فيما يخص بناء الأجيال والأوطان.. وأى مجتمع هذا الذى لا يسعى إلى ضمان فرص التعليم والترقى على نطاق شامل وإلزامى لمن سيبنونه ويرفعونه على عقولهم قبل اكتافهم..