رأت مجلة "ذي أتلانتك" الأمريكية، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خسر رهانه ضد الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب السورية، التي أصبحت "مقبرة " لأي أحلام بإقامة "دولة عثمانية " جديدة تمناها أردوغان.
وذكرت المجلة في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الثنين، أنه قبل اندلاع الحرب السورية عام 2011 أبشرت صداقة شخصية "ناشئة " بين أردوغان والأسد بعلاقات اقتصادية قريبة وحدود مفتوحة بين البلدين.
وأشارت المجلة إلى أن تلك كانت لتكون البداية فقط؛ حيث رأت تركيا في سوريا محطة إطلاق لخططها لتصبح القوة الاقتصادية "المهيمنة" في العالم العربي، وهي المنطقة التي تراجعت منها تركيا بشكل كبير بعد خسارتها للعديد من المناطق العربية بعيد انهيار الإمبراطورية العثمانية.
وأضافت أن الانتفاضة التي اندلعت في سوريا عام 2011، حسب المجلة، أجبرت تركيا على إعادة النظر في موقفها، حيث قام أردوغان بقطع علاقاته مع الأسد، وألقى بدعمه على المعارضة السورية "مراهنا " بأنها ستقلب نظام الحكم السوري.
وقادت هيمنة "حزب العدالة والتنمية " التركي الذي يترأسه أردوغان، بقاعدته من رواد المشروعات الصغيرة من المحافظين وأفكاره المُستلهمة من جماعة الإخوان "الإرهابية"، عقدا من النمو الاقتصادي السريع بداية من 2002، ما تجلى في انتشار الشركات التركية في ربوع المنطقة وكذلك الدعاية الإعلامية والسلع الاستهلاكية والتأشيرات السياحية المجانية- حسب المجلة.
وأشارت إلى أن احتجاجات الربيع العربي عام 2011، إلى جانب اندلاع الحرب السورية جاءت لتنهي كل ذلك، وفقا للمجلة.
ولفتت إلى أن ثورة 30 يونيو 2013 في مصر كانت بمثابة نقطة التحول بالنسبة لأردوغان، حيث أسقط حكم الإخوان، حلفاء تركيا، ومع سقوطهم تراجعت سمعة تركيا واستثماراتها وتبخرت كالدخان.
وقالت المجلة إنه في هذه الأثناء، وجدت تركيا نفسها بشكل تدريجي على غير وفاق مع الولايات المتحدة - أحد أقرب حلفائها الاستراتيجيين خلال عقود - وبلغ الخلاف بين البلدين ذروته بعد الخطاب "العدائي" من جانب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفرض عقوبات اقتصادية على تركيا لاعتقالها قسا أمريكيا.
ورأت المجلة أنه بعد مضي سبع سنوات من الحرب المُستعرة في سوريا، ومع نضال تركيا لحماية نفسها من الاضطرابات الإقليمية، يبدو رهان أردوغان على العالم العربي رهانا خاسرا بشكل متزايد، بل وأصبحت سوريا المضطربة "مقبرة " لأي أحلام عظمة "عثمانية " جديدة طالما راودت الرئيس التركي.
وأشارت إلى أن لا أحد يمكنه الجزم بكيفية اجتياز تركيا للعاصفة التي تحيط بها الآن، مضيفة أن (أنقرة ) قد تجد نفسها محظوظة إذا خرجت بمجرد ورطات من رهاناتها الخاسرة في سوريا والمنطقة ولم تجد نفسها منهارة ومحاطة بالأعداء.