أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي عن ترحيبه بتطور العلاقات الثنائية التاريخية بين مصر والصين وارتقائها إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية الشاملة"..مشيراً إلى التقدم الكبير الذي شهده التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين خاصة بعد التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة وكذا البرنامج التنفيذي لتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.
وأشاد السيسي ، خلال جلسة المباحثات التي عقدها مع نظيره الصينى شى جين بينغ اليوم بالعاصمة الصينية بكين ، بالمشاركة الصينية في دعم التنمية في مصر وخاصة في العديد من المشروعات التنموية الكبري الجارى تنفيذها.
وأكد أهمية العمل على دفع وتعزيز الاستثمارات الصينية المباشرة فى مصر وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين فضلاً عن التعاون فى العديد من المجالات الأخرى خاصة مشروعات توطين التكنولوجيا وتكنولوجيا الفضاء بما يسهم في الانتقال بالشراكة القائمة بينهما إلى مستوى جديد يحقق المزيد من المصالح المشتركة لكلا الجانبين.
ورحب السيسي بالمشاركة في قمة "منتدى التعاون الصين أفريقيا" .. مؤكداً ثقته في أنها ستسفر عن نتائج تخدم المصالح الأفريقية والصينية على ضوء اهتمام الجانبين باستغلال الفرص المتوفرة لديهما لتطوير علاقات التعاون المشتركة.
وأكد حرص مصر على مواصلة تعزيز وتفعيل آليات منتدى التعاون الصين أفريقيا خاصة خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي عام 2019، فى ظل ما هو متوفر من توافق فى الرؤي حول أولويات التنمية فى الدول الأفريقية والصين، فضلاً عن حرص مصر على تطوير التعاون الثلاثي في هذا الإطار.
وقال السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية : إن الرئيس السيسي أكد أيضاً دعم مصر لمبادرة الرئيس الصيني "الحزام والطريق" خاصة وأن مصر تعد شريكا حضاريا وتاريخيا للصين فى تلك المبادرة التى تمثل إعادة لإحياء طريق "الحرير"، كما أن المبادرة تتجاوز بعدها التجاري لتشكل عدداً أخر من المحاور الثقافية والحضارية التي تهدف إلى تحقيق الترابط بين الشعوب وهى الأهداف التى طالما أيدتها مصر وسعت إلى تعزيزها.
كما أكد الرئيس على أهمية الدور المصرى فى إطار المبادرة أخذاً في الاعتبار موقعها الجغرافي المتميز الذي يربط بين قارات أسيا وأوروبا وأفريقيا فضلاً عن تواجد قناة السويس بها والتي تعد مساراً تجارياً محورياً في تعزيز وتيسير حركة التجارة عالميا ، بما يتوافق مع مبادئ وأهداف مبادرة الحزام والطريق.
وأفاد السفير بسام راضي بأن الزعيمين عقدا جلسة مشاورات ثنائية أعقبها جلسة موسعة بحضور وفدى البلدين استهلها الرئيس الصيني بالترحيب بالسيد الرئيس .. معرباً عن سعادته للالتقاء بالرئيس السيسي مجدداً ومشيداً بتطور العلاقات الثنائية بين البلدين ووصولها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة .. ومؤكداً ثقته في مستقبل تلك الشراكة لما فيه صالح البلدين الصديقين وبما يعكس حضارة وعراقة تاريخيهما.
وأوضح الرئيس الصينى أن ما حققته مصر من إنجازات خاصة على صعيد الإصلاح الاقتصادي والاستقرار الأمني وتنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبري خلال فترة وجيزة أدى إلى تشجيع كبرى الشركات الصينية للعمل في مصر والمساهمة فى تنفيذ تلك المشروعات..مؤكداً فى هذا الإطار دعم الحكومة الصينية لمصر على مختلف الأصعدة خاصة فى المجال الاقتصادى والتجاري.
وأشار إلى أهمية العمل على زيادة التبادل التجاري بين البلدين ، خاصة وأن مصر تعد أحدى ضيوف الشرف فى مؤتمر شنغهاى للاستيراد المقرر عقده فى نوفمبر المقبل، وهو ما يعد فرصة طيبة للترويج للمنتجات المصرية وسد العجز فى الميزان التجارى بين البلدين.
وأكد الرئيس الصيني أن مستوى التنسيق الجاري على المستوى السياسي بين البلدين فيما يخص عددا من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك يعكس حرصهما على تعميق وتعزيز العلاقات الاستراتيجية بينهما..مرحبا بمشاركة الرئيس في قمة "منتدى التعاون الصين أفريقيا"، ومشيراً إلى ما تمثله مصر باعتبارها أحد أهم الدول الأفريقية فضلاً عن توليها رئاسة الاتحاد الأفريقى خلال عام 2019 وهو ما يدفع بأهمية استمرار التنسيق والتشاور عالى المستوي القائم بين البلدين للعمل على تطوير العلاقات مع القارة الأفريقية والتي تحظى باهتمام بالغ من جانب الصين خاصة مع إطلاق الصين لمبادرة "الحزام والطريق" لتعزيز التعاون والتكامل بين آسيا وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وتعزيز الربط بين تلك الدول لدفع التبادل التجاري بينها.
وقال السفير بسام راضي: إن المباحثات تطرقت كذلك إلى عدد من الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث أعرب الرئيس الصينى عن دعم بلاده للجهود المصرية في إطار مكافحة الإرهاب واقتلاع التطرف من منطقة الشرق الأوسط كما توافقت وجهات النظر بين البلدين إزاء أهمية العمل على التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط واتفقا على استمرار التشاور التنسيق بينهما في الأُطر والمحافل الدولية.
وعقب انتهاء المباحثات .. شهد الرئيسان التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين حكومتى البلدين للتعاون فى المجال الاقتصادي.
وكان الرئيس السيسي قد وصل إلى العاصمة الصينية اليوم حيث استقبله الرئيس الصيني بمقر قاعة الشعب الكبرى، وأقيمت له مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.