الأحد 19 مايو 2024

في مئوية فوزي.. رسالته الأخيرة إلى الرئيس عبد الناصر وجمهوره ( 3 ـ 3 )

1-9-2018 | 17:29

في حلقتين سابقتين قدمنا تفاصيل تسجيل نادر سجله محمد فوزي للإذاعة روى فيه كل شيء عن مرضه ورحلته العلاجية، ونستكمل في الحلقة الأخيرة باقي التسجيل الذي يحمل مفاجآت لمحبي فوزي.

 

فوزي يزور فريد الأطرش
عند وجود فوزي بالمستشفى في لندن علم بأن فريد الأطرش جاء إليها بعد أن داهمه المرض الشديد، واتصل فريد تليفونياً بفوزي الذي بادر على الفور بزيارة فريد، فجلس معه مدة طويلة وحرص فوزي على تسجيل اللقاء حتى قال أخيه في التسجيل إنهم بمستشفى تورونتون وأن فريد تكلم كثيراً اليوم وأن الطبيب جيبسون ح يتخانق معانا، فبادره فوزي ضاحكاً: يعني الجملة دي معناها لازم نقوم بقى ؟ وطلب فوزي من زوجته كريمة أن تأتي بالتسجيل الصوتي الذي سجل فريد فيه كلمة بصوته، وأكد فريد سعادته بزيارة فوزي له وتمنى له الشفاء أيضاً، وفي التسجيل أشادت كريمة زوجة فوزي بشهامته لإصراره على زيارة فريد مصطحباً إياها رغم مرضه الشديد واختتمت كلمتها بالتمنيات بالشفاء للإثنين.


محرم وشريفة يزوران فوزي
بعد أن حكي فوزي تفاصيل زيارته لفريد وأسمع جماهير الإذاعة تسجيل زيارته له، علم بوفود محرم فؤاد وشريفة فاضل لزيارته، ولم تكن زيارة محرم في تلك الليلة هي الأولى ولكن شريفة كانت تزوره لأول مرة منذ عودته إلى مصر وأخبرته أنها كانت تحزن عند دخولها العمارة وهي ترى شقته بدون أضواء والآن قد ازدادت أضواء العمارة والقاهرة كلها بوجوده، ورحب بهما فوزي وسأل محرم عن زوجته وأخبره محرم أنها تهديه السلام وداعبه محرم قائلاً: فكرتني بلندن لما زرناك أنا وزوجتي هناك، فبادره فوزي: طبعاً فاكر وبعدين عزمتكم على فول مدمس، وضحك محرم وقال: صحيح كان نفسنا فيه .. وأعرب محرم عن ضيقه بسبب هزال جسم فوزي الذي أنه سيبدأ الإهتمام بصحته فالتغذية هي علاجه، وأكد فوزي أن مصر أجمل بلد في العالم وذكر الحضور بأنه غنى لمصر أغنية "يا أم البلاد".


أم كلثوم في الغربة
عن تطور الأغنية والنشاط الفني في مصر، وهل كان يتابعه فوزي في رحلته العلاجية، فقد أكد فوزي في حديثه أنه كان يتابع كل شيء أولاً بأول وخصوصاً أعمال أم كلثوم، فهي في صفة ملكة الطرب عن العرب وعند الجاليات العربية في الخراج، وقد كانت تأتيه شرائط أو اسطوانات حفلاتها في اليوم الثاني من إقامتها أو إذاعتها، فتدخل محرم بالحديث أنه يتذكر أنه سمع أغنية بعيد عنك في أسطوانة مع فوزي في لندن لأول مرة بعد حفلها في مصر، وعن باقي أعمال مطربين فقد تابع فوزي بعضها في الإذاعة وقرأ نقداً وأخباراً عن بعضها الآخر في الصحف، وأبلغه محرم بأن هناك أغنية جديدة لحليم وهي "على حسب وداد"، وتدخل فوزي مضيفاً بأن هذا هو الإتجاه الجديد لحليم فهو يستمد من التراث أغنيات قديمة ويقوم بغنائها بأسلوب حديث، وتساءل كيف غناها فقامت شريفة فاضل بغنائها وقال فوزي طيب كانوا جابوا كلمات جديدة وقالوها على اللحن ده، وقام بغناء اللحن الأصلي أمامهم.


شريفة تطلب تلحين "الحنة"
في غمرة الحديث عن كيفية تطوير التراث الغنائي والإلتزام بالنغمة الأصلية للعمل وإعادة طرحه بخلفية جديدة دون التعديل فيه وهذا ما أصر عليه فوزي أبدى المؤلف صلاح أبو سالم رأيه وقد كان مرافقاً لمحرم وشريفة في الزيارة، وانتهزت شريفة فاضل وجوده وطلبت من فوزي أن يلحن لها أغنية جديدة كتبها لها أبو سالم وأخبرت فوزي أنها من الفلكلور، وأكد لها فوزي أنه يعرف كلماتها الأصلية واللحن الأصلي وأكد أنه سيلحنها على الموتيفة الأصلية لها ولن يبتعد عن النغمة الأصلية، وقال محرم إنه أيضاً ينتظر أن يضع له فوزي خطاً لحنياً جديداً يسير عليه كي يجدد في مشواره الفني، وأكد له فوزي أن صوته جميل وسيبحث له عن شيء جديد يكون لوناً جديداً على أغانيه، كما أكد أن هناك ألحانا وأعمالا جديدة يسعى فوزي للقيام بها قريباً.

وفي ختام الحلقة طلب الجميع أن يسمع أغنية "ليا عشم وياك يا جميل" لمحمد فوزي، وقد هم المذيع بأن يختتم اللقاء وتكون الأغنية هي التتر الأخير للحلقة ، لكن فوزي بادره مسرعاً : استنى .. استنى هنا ما ينفعش .. أنا عايز أشكر وأشكر وأشكر السيد الرئيس جمال عبد الناصر تاني والمسئولين والسيد الدكتور حاتم والسيد زكريا محيي الدين والسيد شعرواي والجمهور العربي في كل مكان على الرسائل والشعور والحب الصادق اللي أشعروني به والسلام عليكم ورحمة الله.

كانت تلك الكلمات هي آخر ما قاله محمد فوزي أمام الميكروفون .. الميكروفون الذي نقل للعالم أجمع روائع أغاني محمد فوزي العاطفية والدينية والوطنية، ولم يمنحه الله عمراً أطول كي يفي بوعده ويتحف العالم العربي بأعمال جديدة ورحل فوزي بعد شهر وعدة أيام بعد أن ساءت حالته الصحية، رحل وترك رصيداً فنياً مميزاً لم يسبقه أحد إليه وكانت أعماله لوناً طربياً مختلفاً أبهر بها محبيه في كل العالم، ويعد أول من قاد قوافل جلب التبرعات والمساهمات لمصر عند قيام ثورة يوليو وبدءً من عام 1953 ومنها قطار الرحمة ولن ينسى التاريخ له مساهمته في أسبوع التسليح وزيارته للرئيس جمال عبد الناصر كي يقدم له مساهمة من ماله هو والسيدة بهيجة حافظ وحسين صدقي وأيضاً أسبوع المستشفيات الذي كان يطوف فيه مع فنانة أخرى لعيادة المرضى وإدخال السعادة في قلوبهم بما يصطحبه معه من ورود وهدايا.  

    الاكثر قراءة