السبت 8 يونيو 2024

7 اتفاقيات كبرى مع الصين باستثمارات 18 مليار دولار.. وخبراء: بالغة الأهمية وستعمل على زيادة الاستثمارات والتعاون بين الدولتين.. والشراكة من أجل التنمية سمة أساسية للعلاقات الثنائية

تحقيقات3-9-2018 | 16:18

خبير اقتصادي: مصر نقطة ارتكاز للاستثمار في أفريقيا.. والاتفاقيات الثنائية بالغة الأهمية

برلماني: الاتفاقيات المصرية الصينية ستعمل على زيادة الاستثمارات والتعاون بين الدولتين

العرابي: الشراكة من أجل التنمية سمة أساسية للعلاقات المصرية الصينية

 

حزمة من الاتفاقيات الاقتصادية والعقود التي نتجت عنها زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي السادسة للصين،إلى جانب مشاركته في منتدى الصين أفريقيا الذي بدأت فعالياته اليوم، قيمها خبراء اقتصاد وبرلمانيون ببالغة الأهمية التي ستعمل على زيادة الاستثمارات والتعاون بين البلدين باعتبار أن الشراكة من أجل التنمية سمة أساسية للعلاقات المصرية الصينية.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الصيني شي جين بينج قد شهدا التوقيع على عدد من الاتفاقيات للتعاون الاقتصادى والفني، شملت عقدا لتنفيذ مشروع القطار الكهربائى فنياً ومالياً للربط بين العاصمة الإدارية ومدينة العاشر من رمضان، واتفاقية منحة لتنفيذ عدد من المشروعات من بينها القمر الصناعي المصري، بالإضافة إلى اتفاقية إطارية لدعم المشروعات التنموية فى مصر خاصة في مشروعات قناة السويس.

ووقع الرئيس أمس الأحد 7 اتفاقيات مع الشركات الصينية بقيمة استثمارية تبلغ نحو 18.3 مليار دولار، في مجالات مختلفة، حيث تشمل العقود إنشاء مشروع محطة الضخ والتخزين بجبل عتاقة، ومشروع إنشاء محطة توليد الكهرباء بالحمراوين، ومنطقة مجموعة شاوندونج روى لصناعة المنسوجات، ومشروع تاى شان للألواح الجبسية، ومشروع شيامن يان جيانج لتصنيع المواد الجديدة، بالإضافة إلى إنشاء معمل تكرير ومجمع البتروكيماويات بمحور قناة السويس، فضلا عن إنشاء المرحلة (2) للأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية.

 

الشراكة من أجل التنمية

السفير محمد العرابي، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب ووزير الخارجية الأسبق، قال إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الحالية للصين تحمل شقين أولهما هو التعاون الثنائي المصري الصيني والذي اتضح خلال اليومين الماضيين في مباحثات الرئيس ونظيره الصيني شي جين بينج والاتفاقيات التي وقعها الجانبان.

وأوضح العرابي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الشراكة من أجل التنمية هي السمة الأساسية للعلاقات المصرية الصينية والتي شهدت طفرة كبيرة خلال السنوات الأربع الماضية، مضيفا أن الشق الثاني من زيارة الرئيس للصين هو المشاركة في منتدى الصين أفريقيا وهو لقاء بالغ الأهمية للصين وللدول الأفريقية أجمعها.

وأكد أن الصين لها طموحات كثيرة في التعامل مع القارة السمراء وتستهدف إقامة مشاريع تنموية عبر اتفاقيات ومشروعات مشتركة مع الدول الأفريقية وهذه ستعزز مكانتها في القارة، مضيفا أن الصين تنظر لمصر على أنها أحد ركائز الاستقرار في المنطقة وبوابتها لأفريقيا.

وأشار إلى أن الزيارة الحالية السادسة للرئيس منذ عام 2014 وسيتبعها تعزيز للتعاون والعلاقات بين القاهرة وبكين، مضيفا أن مؤشر العلاقات الثنائية بين الدولتين سيأخذ منحنيا تصاعديا خلال الفترة القادمة بشكل أكبر من السابق بعد الاتفاقيات الثنائية والتعاون في مجالات مختلفة اقتصادية وتنموية.

 

زيادة الاستثمارات والتعاون

وقال حسن السيد، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، إن مصر والصين تجمعهما علاقات وطيدة تؤكدها الزيارات المتبادلة بين رئيسي الدولتين، مضيفا أن الصين لها استثمارات كبرى في مصر بمحور قناة السويس والمنطقة الإدارية والأبراج في العاصمة الإدارية الجديدة وكذلك تنفيذ القطار المكهرب الرابط بين العاصمة الإدارية والعاشر من رمضان.

وأوضح "السيد" في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الاتفاقيات التي وقعت بين الجانبين خلال الزيارة الحالية للرئيس عبد الفتاح السيسي ستعمل على زيادة الاستثمارات والتعاون بين الدولتين خلال الفترة القادمة، مؤكدا أن مشاركة الرئيس اليوم في منتدى التعاون الصين أفريقيا إلى جانب ما شهدته الزيارة على مدار اليومين الماضيين هامة على الجانبين السياسي والاقتصادي.

وأكد أن حجم التبادل التجاري بين مصر والصين يبلغ نحو 10 مليار دولار وأغلبها واردات من الصين وينتظر أن يتم زيادة نسبة الصادرات المصرية للصين سواء من المحاصيل الزراعية أو المواد الخام المصنعة لخلق قيمة مضافة، مضيفا أن حجم السياحة الصينية الوافدة إلى مصر تبلغ 300 ألف سائح سنويا تقريبا وينتظر زيادة هذا العدد.

وأشار إلى أن فتح آفاق جديدة للتعاون بين مصر والصين من شأنه خلق فرص عمل وتقليل البطالة وإضافة موارد جديدة للدولة، موضحا أن الصين تأتي في الترتيب الرابع لحجم استثمارات الدول في مصر.

 

مصر نقطة ارتكاز

فيما قال الدكتور مختار الشريف، الخبير الاقتصادي، إن منتدى التعاون الصيني الأفريقي يؤكد أهمية الدول الأفريقية الحالية والمستقبلية بالنسبة للصين وحرصها على إقامة علاقات جيدة مع دول القارة من خلال اتفاقيات وتسهيلات في المنح والقروض، مضيفا أن مصر بحكم مكانتها وموقعها هي نقطة ارتكاز للعبور إلى القارة.

وأوضح الشريف، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مصر تربطها مع الدول الأفريقية اتفاقيات عديدة تحتوي امتيازات وتسهيلات اقتصادية فضلا عن موقعها الاستراتيجي الذي يجعل أي مستثمر أو عابر إلى القارة يمر عبرها إما عن طريق قناة السويس أو شمال غرب خليج السويس، مؤكدا أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في المنتدى اليوم ستعمل على تقوية العلاقات والتعاون الاقتصادي.

وأكد أن الاتفاقيات التي وقعتها مصر خلال اليومين الماضيين مع الجانب الصيني والتي تقدر بنحو 18.3 مليار دولار تحمل أهمية كبرى لأنها تشمل مجالات متعددة كالبتروكيماويات والطاقة الكهربية وتوليدها من مصادر نظيفة كالفحم في مشروع محطة الحمراوين، إلى جانب مجال التكنولوجيا.

وأشار إلى أن القمر الصناعي المصري الذي ستنفذه الصين سيحقق مزايا عديدة في مجال الاستشعار عن بعد لتحديد أماكن الثروات المعدنية والبترولية وتوفير معلومات عن أرضنا وثرواتنا خاصة في مناطق البحر الأحمر وخليج السويس، مؤكدا أن الرئيس السيسي يحرص في زياراته الخارجية لكل الدول على جذب الاستثمار المباشر.

وأضاف الخبير الاقتصادي أن الرئيس الصيني شي جين بينج خلال كلمته في المنتدى اليوم أعلن مضاعفة المبالغ المالية المخصصة للقارة إلى 60 مليار دولار إلى جانب المنح العاجلة والقروض بدون فوائد مما يؤكد اهتمام الصين بأفريقيا، مضيفا أن موقع مصر الاستراتيجي يجعلها مركزا في طريق الحرير الذي طرحته الصين وتسعى لتنفيذه.