تشهد العلاقات المصرية - الأوزبكية دفعة قوية بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الثلاثاء للعاصمة الأوزبكية طشقند في أول زيارة لرئيس مصري منذ زيارة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى أوزبكستان في الخمسينيات من القرن الماضي .
وذكر تقرير وزعته سفارة أوزبكستان بالقاهرة اليوم أن هذه الزيارة تأتي بعد زيارتين للرئيس الأسبق إسلام كريموف في ديسمبر عام 1992 وفي أبريل عام 2007 وتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات، منها اتفاقية تأسيس العلاقات والتعاون بين مصر وأوزبكستان واتفاقية التعاون الاقتصادي والعلمي والفني واتفاقية النقل الجوي واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات وغيرها.
وأضاف إن المباحثات بين الرئيس الأسبق حسني مبارك ونظيره الأوزبكي إسلام كريموف تناولت علاقات التعاون بين البلدين في جميع المجالات وسبل تطويرها، فضلا عن مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أكد الطرفان على دعمهما للجهود الرامية إلى تجنب صدام الحضارات والثقافات، وأعربا عن أهمية الاحترام المتبادل للأديان والخصوصيات الثقافية لكافة الأطراف، كما أبدى الطرفان استعدادهما للتعاون الوثيق فى إطار منظمتى الأمم المتحدة والتعاون الإسلامى لتنسيق الجهود والمواقف.
وأفاد بأنه تم تشكيل اللجنة الأوزبكية - المصرية المشتركة برئاسة وزيري الاقتصاد في كلا البلدين التي عقدت أول دورة لها في طشقند في يونيو عام 1996 وتم تنظيم معرض للمنتجات المصرية بطشقند شاركت فيه 62 شركة مصرية، مشيرا إلى عقد الدورة السادسة للجنة المشتركة في 4 و5 مايو عام 2009 بالقاهرة والتي شهدت التوقيع على مذكرات للتفاهم بشأن التعاون في مجالات الثقافة والصحة والصيدلة والاتصالات والدراسات الزراعية وخاصة في مجال اكتشاف أنواع جديدة من القطن.
وأوضح التقرير أن الصندوق المصري للتعاون مع دول الكومنولث التابع لوزارة الخارجية المصرية وفر منحا تدريبية متخصصة لأوزبكستان في مجالات نقل الخبرة والتدريب في المراكز والمعاهد العلمية المصرية وشملت أكاديمية الشرطة والمعهد المصرفي ومعهد الدراسات الدبلوماسية والجهاز المركزي للتنظيم والإدارة ومركز المعلومات واتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء المصري والهيئة العامة للتنشيط السياحي والمعهد القومي للنقل والمركز الدولي للزراعة ومعهد الدراسات الإستراتيجية واتحاد الإذاعة والتلفزيون والمركز الدولي للتدريب والاستشارات وهيئة كهرباء مصر ومعهد التبّين للدراسات المعدنية.
وأضاف التقرير إن أوزبكستان دعمت دائما المرشحين المصريين لشغل بعض المناصب الدولية، ومنها ترشيح مصر لشغل منصب رئيس الاتحاد البرلماني الدولي ولعضوية المحكمة الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب في يوغسلافيا السابقة ولعضوية المجلس التنفيذي لليونسكو ولعضوية لجنة الطفل التابعة للأمم المتحدة، وترشيح مصر لعضوية المجلس التنفيذي الاستشاري لاتحاد البريد العالمي وترشيحها لعضوية مجلس إدارة الاتحاد الدولي للاتصالات وترشيحها أيضا لعضوية لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة وعضوية مصر غير الدائمة في مجلس الأمن لهيئة الأمم المتحدة.
وعن الثقافة، أشار التقرير إلى مشاركة مصر بشكل دائم في مهرجان "أنغام الشرق" الدولي للموسيقى الشرقية الذي يقام كل عامين بمدينة سمرقند، مضيفا إنه تم إعادة تأسيس جمعية الصداقة المصرية – الأوزبكية برئاسة الدكتور مجدي زعبل في عام 2014 وتشكيل جمعية مماثلة في مدينة الإسكندرية .
وأفاد بأن العلاقات بين مصر وأوزبكستان لها جذور تاريخية عميقة حيث كان طريق الحرير العظيم يعبر المدن القديمة والمشهورة في أوزبكستان مثل بخارى وسمرقند وفرغانة وطشقند وخيوه ويربط أقصى الشرق بالغرب والبحر المتوسط..مؤكدا أن هذا الطريق كان شريانا رئيسيا ليس فقط لتطوير التجارة بين القارات والمناطق المختلفة بل لتبادل الثقافات والأفكار والفنون والحرف الشعبية وتداخل العادات والتقاليد أيضا.
كما ساهم انتشار الدين الإسلامي الحنيف والثقافة الإسلامية في تعزيز العلاقات بين البُلدان حيث سافر إلى مصر من أوزبكستان التي كانت مشهورة آنذاك باسم منطقة ماوراء النهر، عدد كبير من سكانها من بينهم أحمد بن طولون وابنه خمارويه وحفيدته قطر الندى من مدينة بخارى ومحمد بن طغج الإخشيد المؤسس الأول للدولة الإخشيدية في مصر وكافور وغيرهم من ممثلي الدولة الإخشيدية والسلطان المملوكي سيف الدين قطز والسلطان أيبيك والأمير أوزبك اليوسفي من منطقة ماوراء النهر.