دعا الدكتور محمد علي عز العرب، مؤسس وحدة الأورام بالمعهد القومى للكبد، الدولة إلى دراسة إنشاء كيان مؤسسي لمجابهة السرطان في مصر يضم كافة الجهات ذات العلاقة بتلك الآفة التي تهدد حياة الآلاف سنويًا، وذلك بالتزامن مع بداية شهر سبتمبر المخصص للتوعية ضد السرطان .

وأكد عز العرب أن المرض يعد من أكبر التحديات الصحية والاقتصادية حاليا ومستقبلا، خاصة وأن نسبة الوفيات بين المصابين بالمرض مرتفعة، بخلاف تكلفة العلاج كبيرة، وللأسف أكثر من 95 % منه علاج "تلطيفي" يستنزف المليارات سنويا من موازنة الصحة في مصر، بجانب المعاناة الرهيبة للمريض وأهله وتعطل الإنتاج منهم مما ينعكس سلبا على المستوى الاقتصادى والاجتماعى

مضيفًا أن العديد من العوامل البيئية الحاضنة لحدوث مختلف أنواع السرطان للأسف منتشرة في مصر منها استخدام الهرمونات بصورة عشوائية والعادات السيئة لإعداد وتداول الأطعمة مثل استخدام الأكياس البلاستيك في حمل الأطعمة الساخنة، والايديتا لسرعة طهي الفول المدمس، وانتشار التلوث وأبخرة عوادم السيارات والمصانع، وصرف المصانع في الترع وما قد تحتويه من مواد مشعة ومعادن ثقيلة مثل الكادميوم والنيكل، وانتشار التدخين ومبتكرات الإدمان والسمنة المفرطة والاستخدتم العشوائي للأدوية، وعدم وجود آليات لاكتشاف الملوثات البيئية وهى جميعها أمور تحتاج إلى مواجهة حقيقية.

مشيرًا إلى أن معدلات الإصابة بالسرطان ارتفعت عدة أضعاف خلال الثلاثين سنة الماضية في مصر ومتوقع زيادتها حوالي 3 أضعاف أخري حتي عام 2050 وذلك حسب آخر دراسة إحصائية من المعهد القومي للأورام والتي نشرت آخر عام 2014 وتعتبر الدراسة الوحيدة الممثلة سكانيا ومكانيا لكل محافظات مصر.

حيث توقعت الدراسة زيادة معدل الحدوث السنوي من 115 ألف حالة عام 2013 إلي 331 ألف حالة عام 2050 أي بزيادة متوقعة 3 أضعاف خلال تلك الفترة، علما بأن هذه الدراسة بنيت عن إحصاء من مختلف مراكز الأورام في مصر، كما أظهرت هذه الدراسة زيادة كبيرة في معدل الإصابة بمختلف أنواع السرطان(خاصة سرطان الكبد والذي مثل حوالي 24% من إجمالي حالات السرطان في مصر وبمعدل حدوث 27.5 لكل 100 ألف من عدد السكان وكانت في أوائل الثمانينات لاتتعدي 2.7 لكل 100 ألف من عدد السكان بما يمثل زيادة أكثر من 10 أضعاف خلال ثلاثين سنة وأصبحنا للأسف الشديد من الدول عالية الإصابة بسرطان الكبد بعد أن كنا من الدول منخفضة الإصابة به منذ حوالي15 سنة

وتمنى عز العرب أن يتم إنشاء هذا الكيان المؤسسي لمجابهة السرطان في مصر، على أن يضم كل الجهات ذات العلاقة من وزارات " الصحة والبيئة والزراعة والصناعة والحكم المحلي والتربية والتعليم والتعليم العالي وغيرها، للتخلص العاجل من مسببات السرطان في مصر و تغليظ العقوبات لتكون رادعة للمخالفين، مع التوعية المجتمعية للمسببات وكيفية الوقاية منها.