تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، حيث قام بجولة لتفقد عدد من المشروعات التنموية بهضبة الجلالة، وافتتح مشروعات محاور النيل والطرق والكبارى، واستقبل قائد القيادة المركزية الأمريكية، وترأس الاجتماع الثالث للمجلس القومي للمدفوعات، وعقد اجتماعات لمتابعة إطلاق المشروع القومي للتأمين الصحي الشامل، وتطورات مشروعات المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بالقيام بجولة لتفقد عدد من المشروعات التنموية بمنطقة هضبة الجلالة، واستمع إلى شرح تفصيلي للموقف التنفيذي للمشروع التنموي المتكامل.
وقام الرئيس السيسي بالمرور على محطة تحلية المياه العملاقة بالجلالة بطاقة ١٥٠ ألف متر مكعب/يوم، والتحرك فوق الكوبري العلوي وزيارة منطقة الألعاب المائية (الأكوا بارك) ومارينا الجلالة، واختتم الرئيس الزيارة بتفقد مقر الجامعة تحت الانشاء ومصانع الفوسفات والرخام.
وخلال الجولة،التقى الرئيس السيسي بعدد من المهندسين والمقاولين العاملين بالشركات الوطنية المنفذة للمشروع بالتعاون مع القوات المسلحة، حيث أشاد بالجهود المبذولة لإنجاز المشروع وفقاً للمعايير الدولية، والالتزام بالجدول الزمني المحدد لذلك بالنظر الي انعكاساته الايجابية على حركة الاستثمار والسياحة والصناعة، فضلا عما يحققه من الاستفادة من البيئة النقية ودرجة الحرارة المعتدلة أعلى هضبة الجلالة وتدشين مشروعات سياحية وعلاجية تساهم في تحقيق التنمية الشاملة لهذه المنطقة.
وتقوم بتنفيذ المشروع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتعاون مع اكثر من ١٠٠ شركة مصرية وطنية وأكثر من ١٠ مكاتب استشارية هندسية تحت اشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
ويعد منتجع الجلالة السياحي بمثابة نقلة نوعية في مستوى الخدمات السياحية في مصر من حيث تكامل كافة العناصر السياحية من فنادق وفيلات وشاليهات وملاهي مائية وأنشطة ترفيهية وتجارية.
واستقبل الرئيس السيسي الفريق أول جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية، بحضور الفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وأكد الرئيس خلال اللقاء أهمية العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين مصر والولايات المتحدة، ولاسيما فيما يتعلق بالتعاون العسكري القائم بين البلدين، ورحب في هذا الإطار باِنطلاق فعاليات التدريب المشترك "النجم الساطع 2018" والذي يُقام خلال الفترة من 8 إلى 20 سبتمبر الحالي، وكذا ما شهدته الأيام الماضية من تنفيذ تدريبات مشتركة بين الجانبين لتبادل الخبرات في مجال مكافحة الإرهاب.
وفي هذا السياق، استعرض الرئيس التطورات الجارية لجهود مكافحة الإرهاب على كافة المحاور والاتجاهات الاستراتيجية.
وتناول اللقاء سُبل الارتقاء بالتعاون العسكري بين مصر والولايات المتحدة، بالإضافة للتطرق إلى آخر التطورات والمستجدات على الصعيد الإقليمي، في ضوء الأزمات القائمة في عدد من دول المنطقة.
وترأس الرئيس السيسي الاجتماع الثالث للمجلس القومي للمدفوعات، حيث عرض طارق عامر محافظ البنك المركزي الموقف التنفيذي للقرارات والتكليفات الصادرة عن المجلس، وجرى مناقشة الإطار العام للتحول إلي مجتمع أقل اعتمادا علي أوراق النقد، وعرض الموقف التنفيذي لإنشاء المنظومة الوطنية لبطاقات الدفع، حيث أوضح محافظ البنك المركزي الإجراءات التي تم اتخاذها لإنشاء تلك المنظومة والخطوات الجاري تنفيذها في هذا الشأن، وأنه قد تم مراعاة في تصميم البطاقة أن تكون متعددة التطبيقات لإمكانية استخدامها في صرف الدعم النقدي والعيني مستقبلا.
كما قدم محافظ البنك المركزي للرئيس أول بطاقة تصدر عن المنظومة الوطنية لبطاقات الدفع باسمه، موضحا أن المنظومة ستبدأ في العمل بنهاية العام الحالي.
وعرض محافظ البنك المركزي كذلك مشروع قانون تطوير المعاملات المالية غير النقدية، والهدف من إعداد مشروع القانون وخطوات إعداده، وعرض أيضا أهم مستجدات خدمات الدفع باستخدام الهاتف المحمول، مؤكدا اهتمام البنك المركزي بتأهيل كوادر متخصصة في مجال الأمن السيبراني للخدمات المصرفية.
وقدم وزيرا المالية والتخطيط خلال الاجتماع عرضا توضيحيا حول الموقف التنفيذي لأهم القرارات والتكليفات الخاصة بلجنة التحول الرقمي للمدفوعات والمتحصلات الحكومية.
وعرضت وزيرة التخطيط جهود الوزارة في إعداد خريطة متكاملة لتطوير الخدمات الحكومية تمثلت في إطلاق منصة تبادل البيانات الحكومية، والانتهاء من ربط 21 جهة حكومية بتلك المنصة مما أدى إلى ترشيد الإنفاق وإتاحة العديد من الخدمات الحكومية للمواطنين، وكذلك إطلاق تطبيق خدمات المحمول (خدمات مصر) بعدد 31 خدمة حكومية والعمل على إتاحة الدفع الإلكتروني لتلك الخدمات.. كما عرض وزير الداخلية مستجدات مشروع تطوير بطاقة الرقم القومي ذات الشريحة الذكية.
وفي ضوء المناقشات التي دارت خلال اجتماع المجلس، وافق المجلس على إحالة "مشروع قانون تنظيم وسائل الدفع غير النقدي" إلى مجلس الوزراء لاتخاذ الإجراءات الدستورية اللازمة بشأن العرض علي مجلس النواب، ووافق أيضا على الاعتماد على منظومة دفع ذات علامة تجارية وطنية في المدفوعات الحكومية وأعمال صرف الدعم في صورتيه العينية والنقدية، مع الاستعانة بالخدمات الاستشارية اللازمة لتنفيذ المشروع، وقرر أيضا مد العمل بقرار إعفاء المواطنين من المصروفات الخاصة بفتح حساب لخدمات الهاتف المحمول، وخفض المصروفات الخاصة بخدمات الدفع من خلال الهاتف المحمول بنسبة 50% حتى نهاية مارس 2019.
وافتتح الرئيس السيسي مشروعات محاور النيل والطرق والكبارى المنفذة بواسطة الهيئة العامة للطرق والكبارى وإدارة المهندسين العسكريين ، حيث قام الرئيس عبر الفيديو كونفرانس بافتتاح محور طما العلوى على النيل، وكوبرى قوص بمحافظة قنا وكوبرى تقاطع محور التعمير مع طريق سيدى كرير مطار برج العرب، وكوبرى بلطيم على الطريق الدولى الساحلى والطريق الأوسط بشرم الشيخ، وكوبرى الفردان الشمالى بالإسماعيلية والطريق الدائرى الأوسطى من بلبيس حتى تقاطعه مع طريق القاهرة السويس، كما شهد الرئيس افتتاح المرحلة الأخيرة من الطريق الدائرى الإقليمى (القوس الشمالى الغربي).
وتوجه الرئيس بالشكر لوزارة النقل والحكومة والقوات المسلحة على الافتتاحات.
وفيما يخص الطرق القديمة داخل المحافظات ، أكد الرئيس أهمية تشكيل لجنة لمراجعة شبكة الطرق الموجودة فى الدولة وتكلفة رفع كفاءتها من وزارات الإسكان والنقل والهيئة الهندسية للقوات المسلحة وهيئة الرقابة الإدارية، حتى يتم تحقيق نقلة فى حياة المواطنين.وأشار إلى أنه سيتم افتتاح المزيد من المشروعات خلال الأيام المقبلة، متوجها بالشكر لكل الجهات المشاركة فى تنفيذ المشروعات ، مؤكدا أن هذه المشروعات هي نتاج جهود دولة بالكامل من أبناء مصر.
وقام الرئيس بجولة تفقدية على محور الخطاطبة يرافقه المهندس مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء والفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربى وعدد من الوزراء والمحافظين وكبار قادة القوات المسلحة.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، والدكتور تامر عصام نائب وزير الصحة والسكان لشئون الدواء، واللواء مصطفى أبو حطب مدير المركز الطبي العالمي، واللواء بهاء الدين زيدان مدير مجمع الجلاء الطبي، حيث وجه الرئيس السيسي بالمضي قدما في إجراءات وخطوات حزمة إطلاق المشروع القومي للتأمين الصحي الشامل، وسرعة الانتهاء من الاستعدادات الخاصة بالبدء في المشروع.
كما وجه الرئيس بالاستفادة من الخبرات العالمية فيما يخص تنفيذ مشروع جمع وتصنيع البلازما في مصر، ليتم تنفيذه وفقا لأعلى المواصفات القياسية العلمية، وبما يساهم في امتلاك القدرة والتكنولوجيا لتحقيق الاكتفاء الذاتي على مستوى الدولة، وفى ذات السياق وجه بتوفير أحدث الأجهزة الطبية لمراكز نقل الدم، فضلا عن العمل على نشر ثقافة التبرع الطوعي بالدم من خلال برامج إعلامية لتوعية المواطنين.
وشدد الرئيس على الاستمرار فى تبنى استراتيجية الحد من ظهور قوائم انتظار جديدة لمرضى التدخلات الجراحية العاجلة، وذلك بالتوازي مع الجهود الحالية للقضاء على قوائم الانتظار.ووجه بزيادة عدد الوحدات الطبية المتنقلة، بما يساهم في توفير الخدمات الطبية في المناطق النائية والأكثر احتياجا، والعمل على تطوير تلك الوحدات ورفع كفاءتها من خلال توفير أحدث الأجهزة والمستلزمات الطبية، وتوفير مختلف التخصصات بها.
ووجه الرئيس كذلك بالعمل على القضاء على فيروس "سى" في مصر وخفض الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية، من خلال الكشف المبكر عن تلك الأمراض وعلاجها في أسرع وقت بمختلف وحدات ومستشفيات الجمهورية، وذلك من خلال الحملة القومية التي ستنطلق في بداية شهر أكتوبر القادم على مستوي الجمهورية.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا مع الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، حيث وجه بمواصلة بذل أقصى الجهد لزيادة معدلات عبور السفن في قناة السويس، بما يؤدي لزيادة العائدات من العملات الأجنبية، مشددا على اتباع سياسة تسويقية مرنة في التعامل مع الخطوط الملاحية.
كما وجه الرئيس بتسهيل أعمال المستثمرين في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والعمل على تذليل العقبات أمام الاستثمار وتوفير سبل النجاح، وكذا تطوير البنية التحتية وسرعة الانتهاء من ترفيق المناطق الصناعية الجاري إنشاؤها بحيث تتضمن كافة أنواع المرافق والخدمات.
ووجه أيضا بدراسة أسعار الخدمات الملاحية المقدمة في الموانئ المصرية بهدف زيادة تنافسيتها في المنطقة، وكذا دراسة أنسب السبل لاستخدام وتشغيل الأرصفة البحرية الجديدة بميناء شرق بورسعيد لضمان الحصول على أعلى عائدات ممكنة لصالح الدولة.
كما وجه بضغط الجدول الزمني لسرعة الانتهاء من أعمال الحفر والتكريك ببحيرة المنزلة، بحيث تصبح بحيرة صديقة للبيئة وآمنة، مشددا على تأمين حياة المواطنين المقيمين في المنطقة وكذلك زيادة حجم الثروة السمكية في البحيرة، بما يعود بالنفع على قاطني محافظات بورسعيد والدقهلية ودمياط والشرقية.ووجه كذلك هيئة قناة السويس بتصنيع 100 مركب صيد مجهزة على أعلى مستوى ووفقا لأفضل المواصفات والتقنيات الفنية، لتوفير فرص عمل للشباب بالمحافظات الساحلية تعزيزا للتنمية المجتمعية.
وأشاد الرئيس بمجهودات العاملين بهيئة قناة السويس والمنطقة الاقتصادية للقناة وتفانيهم في العمل، مؤكدا أهمية مواصلة العمل بأقصى جهد وأعلى قدر من الكفاءة، تعزيزا لجهود الدولة في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
واختتم الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بعقد اجتماع حضره الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد معيط وزير المالية، وجه الرئيس خلاله بالاستمرار في جهود إنهاء وفض المنازعات الضريبية بما يساهم في زيادة الثقة لدى الممولين والمستثمرين، فضلا عن الحفاظ على حقوق الدولة ومواردها.
كما وجه الرئيس بضرورة الالتزام بتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي لتحقيق الأهداف المرجوة، وبما يحافظ على التزايد المستمر في تحسن المؤشرات الاقتصادية وزيادة ثقة المجتمع الدولي في قدرة الاقتصاد المصري على النمو، بما يساهم في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمساعدة في تحقيق التنمية المنشودة.
ووجه الرئيس أيضا بدراسة أفكار جديدة لزيادة عائدات الدولة وخفض المديونية وعجز الموازنة، ومنها التوسع في تطبيق النظم الالكترونية الحديثة لإدارة التدفقات المالية بما يساهم في عملية الإصلاح المالي ورفع كفاءة إدارة الإنفاق العام وتعظيم موارد الدولة، كما وجه بضرورة العمل على سرعة تسوية المديونيات الحكومية بما يساهم في زيادة النشاط الاقتصادي ورفع معدلات النمو وزيادة فرص العمل.
وشدد الرئيس السيسي على سرعة البدء في إعادة هيكلة مصلحة الضرائب وتطويرها وفق تخطيط استراتيجي متكامل يلتزم بمعايير الجدارة والحوكمة، بحيث تتمكن من تأدية مهامهما بالمرونة والسرعة في اتخاذ القرارات وتقديم الخدمات الميسرة للمواطنين خاصة أصحاب الأعمال والمنشآت الصغيرة ومتناهية الصغر، مع ضمان حقوق الدولة.