السبت 23 نوفمبر 2024

أخبار

شيخ الأزهر: الهجرة النبوية تعلمنا أن الشباب هو الذي يصنع التغيير

  • 14-9-2018 | 17:43

طباعة

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة تعلمنا أن الشباب هو الذي يصنع التغيير.

وأضاف الطيب، في حديثه على الفضائية المصرية، أن ثبات النبي- صلى الله عليه وسلم- في الهجرة ليس ثباتًا بشريًا، فبحسب قوانين الطبيعة البشرية، لايمكن لبشر أن يصمد أمام هذه الأهوال، لكن الله- عز وجل- اصطفاه وهيأه لأن يتحمل ما يوحى إليه، وكثير من الذين يزعمون أنهم ينتمون للسلف يقولون إن النبي- صلى الله عليه وسلم- بشر فقط، والحقيقة أنه بشر، لكنه بشر يوحى إليه.

وتابع أن المسلمين هاجروا مرتين إلى الحبشة نتيجة لما تعرضوا له من الإيذاء والاضطهاد، وقد لاقوا هناك ترحيبًا وحمايةً من النجاشي، كانت محل ثناء من النبي- صلى الله عليه وسلم- لهذا الملك، وعندما توفي أخبر النبي- صلى الله عليه وسلم- الصحابة خبر وفاته في نفس اليوم، وقد كان هذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم، وقال "اليوم مات الملك الصالح" وصلى عليه صلاة الجنازة.

وبين شيخ الأزهر، أن الهجرة الأولى إلى الحبشة كانت في السنة الخامسة بعد بعثة النبي- صلى الله عليه وسلم- وفي السنة السابعة بعد البعثة فرض القرشيون الحصار على المسلمين، واستمر الحصار ثلاث سنوات حتى السنة العاشرة، وخلال هذه السنوات السنوات الثلاث أيضًا استمر التعذيب والمعاناة للمسلمين على قدم وساق.

وأوضح أن النبي- صلى الله عليه وسلم- خرج من مكة إلى الطائف، عندما علم أن المجتمع المكي ليس له فيه نصير، مشيرًا إلى أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان يأمل أن يكون أهل الطائف أكثر استجابة للدعوة، لأنها بلد أكثر حضارة وانفتاحًا من المجتمع المكي، لكن أمله خاب صلى الله عليه وسلم، حين تجهم أهل الطائف في وجهه الشريف.

وتابع فضيلة الإمام الأكبر، أن أهل الطائف جندوا سفهاءهم ليؤذوا النبي- صلى الله عليه وسلم- فرموه بالحجارة حتى أدميت قدمه الشريفة، ثم اتجه إلى حائط، وجاءه عداس، وهو الوحيد الذي استجاب له من أهل الطائف، وظل النبي- صلى الله عليه وسلم- يدعو هناك 26 يومًا، يبيت فيها في الحوائط والحدائق، ويعاني وهو صامد، حتى قال دعاءه المعروف: "آللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي.."، وهناك بشر لا يوحى إليه، وهناك فرق كبير بين الاثنين، فالذي لا يوحى إليه، يخطئ ويصيب، أما الذي لا يوحى إليه فلا.

وأضاف أنه صلى الله عليه وسلم، عندما أراد أن يرجع إلى مكة لم يستطع دخولها، إلا في جوار مشرك، وهو مطعم بن عدي، وهنا نعرف سبب حزن النبي- صلى الله عليه وسلم- على وفاة عمه أبي طالب، لأنه لو كان حيًا لما منعه أحد من دخول مكة، وقد وصل النبي- صلى الله عليه وسلم- إلى يقين أن الإسلام لن يثمر ثمرة مرجوة في مكة أو الطائف.

وأوضح الإمام الأكبر، أن النبي- صلى الله عليه وسلم- ذهب إلى أبي بكر وأخبره بأنه مأمور بالهجرة، وحدد له الوقت الذي سيخرج فيه إليه، وأمر سيدنا علي أن ينام مكانه، وخرج من بيته إلى بيت أبي بكر والقوم يتربصون به عند خروجه، إلا أنهم لم يروه، وهذا مظهر آخر من مظاهر الإعجاز، لا مجال فيه للتفسير الحسي، وسجل القرآن الكريم ذلك.

وبين فضيلة الشيخ الطيب، أن النبي- صلى الله عليه وسلم- خرج ولم يره أحد إلى أن وصل إلى أبي بكر ومن هناك تزودوا بالراحلة والزاد، وخرجوا متخفين، وأيده الله بمشرك من المشركين معه غنم يمشي بها خلفهم حتى يطمس الآثار، كما كانت السيدة أسماء بنت أبي بكر تحمل إليهم الزاد، وكان عبدالله بن أبي بكر يقوم بدور المخابرات، يبات الليل في مكة ويسمع ماذا يقولون وماذا يرصدون، ثم يذهب متخفيا إلى الغار في الصباح.

وبين الإمام الأكبر، أن المعجزات استمرت حتى دخل صلى الله عليه وسلم المدينة.

 

    الاكثر قراءة