الأحد 30 يونيو 2024

من طباعتها ١٠ نسخ إلى إرسالها على “فيسبوك” حكايات «رسائل المعجزات»

23-3-2017 | 11:32

تقرير : اسراء فهمى

الدين.. كان حاضرا بشدة فى غالبية الرسائل التى بدأت تجد طريقها للمواقع الاجتماعية تلك، إلى جانب المطالبة بنقل تلك الرسائل، وهو ما دفع البعض للبحث عن جذور الأمر، ومحاولة الإجابة عن السؤال المعلق به.. وهو ما الاستفادة من وعية هذه الرسائل؟

ووفقا لتقارير اعلامية نشرت مطلع العام الماضى، فإن جريدة نيوز التى تصدر من تل أبيب نشرت تقريرا تحت عنوان: كيف نجعل الإسلام متزلزلاً ثم نسيطر عليه.. الفقيه الدينى فى اسرائيل (هنرى ليونز) قال بان لنا أعوان ومساعدون يعملون ليل نهار وبجدية منقطعة النظير لإضعاف الإسلام بين المسلمين باستخدام الواتس اب والفيسبوك.

الفقيه ذاته، أكمل: نحن نكتب بيانات باللغات العربية والتركية والهندية والفارسية وكل لغة يتكلم بها المسلمون فى جميع انحاء العالم وفى هذه الرسائل آيات قرآنية صحيحة وأحاديث نبوية صحيحة وأقوال لأئمة المسلمين صحيحة.. ولكننا نكتب فى آخر الرسائل إرسلها لعشرة من أصدقائك أو أكثر أو أقل ونقول: إذا أرسلت هذه الرسائل إلى هذا العدد فستحدث لك معجزة وسترى اليوم معجزة أو بعد ١٥ دقيقة أو أكثر أو أقل ونؤكد لهم بان هذا الأمر مجرب وأكيد.. وبعد مرور الفترة الزمنية التى حددناها سيرى المسلم إنه لم تحدث معه معجزة فسيعتبر إن ما قرأه عن الله وعن الرسول وعن الأئمة مجرد خرافات ولا يأتى منهم إلّا الخداع ولا ينتظر منهم إلّا السراب.

وقال: وهكذا وبمرور الوقت وتكرار هذه الرسائل سيضعف إيمانهم بالله والرسول والأئمة.. وبهذا نهزمهم فى دينهم ونزلزل عقيدتهم وبذلك نستطيع السيطرة عليهم. 

تجدر الإشارة هنا إلى أن ظاهرة «الرسائل الدينية» تلك لا يمكن التعامل معها كونها ظرهت بالتزامن مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعى، حيث أنها كانت حاضرة قبل هذا الأمر بسنوات طويلة، ولكن بصورة بدائية، فقد كان الأمر عبارة عن رسالة ورقية تتحدث عن فتاة رأت السيدة عائشة، فى منامها، وأن الأخيرة طالبتها بكتابة الرؤية تلك فى ورقة، وكتابة أدعية وآيات قرآنية، وتوزيعها على  ١٠ أشخاص، حتى تحدث لها معجزة، وأنها إذا تكاسلت وتجاهلت الأمر فستصيبها مصيبة، وكانت هناك شريحة من المجتمع تصدق هذا الأمر، وتمرر الورقة للآخرين خوفا من المصيبة وانتظارا لحدوث المعجزة.

من جهته، قال د. محمد  العشماوى، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف: مثل هذه الرسائل المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك،وتويتر ماهى إلا تسول للاعجاب واستجداء للنشر ، لايفعله واثق بنفسه ولا معتز بعلمه، ما يزيد الأمر خطورة احتواء تلك المنشورات والرسائل على آيات قرانية وأحاديث، فقد نص كثير من الفقهاء فى الدين على أنه يكره للبائع ان عند البيع قول  اذكر الله ، او صلى على رسول الله! ، لأنه إذا كان يأخذ لذلك زيادة فى الثمن فيكون كمن اشترى بايات الله ثمن قليلا.

 «د. العشماوى» تابع حديثه بقوله: هناك من لا حظ له من العلم وليس لديه حيلة، فحين تأتيه رسالة تقول له انشرها أو ارسلها لأصدقائك سوف تأخذ ثواب أو يتبدل حالك للأفضل، وإن عجزت عن نشرها فإن الشيطان هو من منعك، أو ستحل بك مصيبة، فيرسلها دون أن يدرى ما بها من حديث مكذوب، أو قصة وواقعة مختلقة او خطأ فى حكم فينتشر الجهل ويعظم الخطب ليصبح وزرا  !. ناهيك عن ان هذه الرسائل والمنشورات توقع المسلمين فى فخ ان من يرسلها ستحدث له معجزة فمن يرسلها ينتظر حدوث شئ ان يحدث ممكن يجعله يكذب تلك الايات القرانية فتكون طريق الى ضلال كثيرين.

«د. العشماوى» أنهى حديثه بقوله: انصح أهل العلم الا يصدقوا او يرسلوا مثل هذه الرسائل والمنشورات، وعليهم أيضا أن يحذروا عوام الناس الذين ينخدعون بتلك الرسائل التى تحمل طابع دينيا ظاهريا دون التأكد من صحته ومصدره.