أكد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة، أن إنجاز تشكيل الحكومة اللبنانية يتطلب من الجميع "الترفع عن الأمور الصغيرة والتقاسمات والمحاصصات".. مشيرا إلى أن هذه الأمور تأتي جميعها على حساب الدولة، وعلى حساب المصالح الحقيقية للمواطنين اللبنانيين.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها السنيورة للصحفيين عقب لقائه رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر، لإطلاعه على نتائج الزيارة التي قام بها مجلس العلاقات العربية والدولية، إلى الفاتيكان في روما.
وأشار إلى أنه يجب أن يدرك الجميع أن حجم المشكلات والمخاطر التي يواجهها لبنان، كبير للغاية، وهو ما يستدعي بالضرورة إيجاد حل سريع لمسألة تأليف الحكومة.
وقال إن اللقاء مع المطران مطر كان مناسبة للتأكيد على الدفاع عن وثيقة الوفاق الوطني (اتفاق الطائف) والتمسك به، مشددا على أن هذا الاتفاق هو الذي جمع اللبنانيين وتمكنوا من خلاله من إنهاء الحرب اللبنانية الأهلية والبدء بإعادة بناء لبنان ودولته.
وأكد أن الانقلاب على هذا العقد (اتفاق الطائف) سيمثل قفزة نحو "المجهول الذي نعلم تبعاته" وهذا ليس من مصلحة أحد، وهو ما يقتضي تطبيق الاتفاق بكامله، مؤكدا أنه بعد أن تهدأ وتطمئن النفوس هناك مجال كبير لأي تحسين قد يتم التوافق عليه بشأن هذا الاتفاق.
وأشار إلى أن الإصلاحات التي يتطلبها لبنان أكبر بكثير من موضوع تشكيل الحكومة، لافتا إلى أن المشكلات التي يجب على اللبنانيين أن يقوموا بمواجهتها تشمل المواضيع الحياتية والمعيشية والاقتصادية والمالية، وهي جميعا كبيرة للغاية، وأن الأوضاع التي آل إليها حال الدولة خطيرة جدا، بموازاة انحسار في مستوى ثقة الناس بدولتهم وبالسياسيين اللبنانيين.
ودعا إلى الالتزام بإعادة الاعتبار والاحترام للدستور والقوانين والدولة، واحترام اعتبارات الكفاءة والجدارة لدى الأشخاص الذين يتولون المسئولية في مناصب الدولة اللبنانية، ومحاسبتهم على أساس أدائهم وليس على أساس انتمائهم لهذا الطرف أو ذاك، حتى يمكن معالجة المشكلات الكبيرة التي تواجه لبنان.