الأحد 23 يونيو 2024

عبدالله حسن: اتفاقية كامب ديفيد فرضت واقعا جديدا على إسرائيل

أخبار22-9-2018 | 11:06

أكد وكيل أول الهيئة الوطنية للصحافة، عبدالله حسن، أن اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 فرضت واقعا جديدا عاشته إسرائيل بعد هزيمة ساحقة على أيدي القوات المصرية على امتداد قناة السويس وعلى أيدي القوات السورية في هضبة الجولان عام 1973م.


جاء ذلك في مقاله المنشور بمجلة (الأهرام العربي) بمناسبة مرور أربعين عاما على توقيع الرئيس الراحل أنور السادات على اتفاقية كامب ديفيد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجين برعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، التي استردت مصر بموجبها شبه جزيرة سيناء بالكامل بعد زوال الاحتلال الإسرائيلي عنها والذي استمر 11 عاما منذ نكسة 1967.


وقال إن هذا التاريخ يذكرنا بأن الاتفاقية أثارت جدلا كبيرا في مختلف الأوساط السياسية والشعبية في مصر والعالم العربي، لأنها جاءت بعد مفاوضات شاقة ومضنية مع الإسرائيليين، لم يكن في الإمكان أن يتخيل أحد أن تنسحب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 67 وتزيل المستوطنات التي أقامتها للمستوطنين اليهود الذين هاجروا إليها من الدول الأوروبية والعربية على أمل أن تكون موطنا جديدا لهم تفرضه قوة الاحتلال الإسرائيلي.


وأضاف" إن الاتفاقية جاءت أيضا بعد الهزيمة الساحقة للإسرائيليين، حيث حققت القوات المسلحة المصرية والسورية نصرا كبيرا وبطولات رائعة، بينما ذاقت إسرائيل مرارة الهزيمة بعد حالة الغرور التي عاشتها بعد النكسة وتغنت بأن الجيش الإسرائيلي لا يقهر وأن سلاح طيرانها له اليد الطولى في المنطقة يرتع فيها كما يشاء.


وأشار إلى الخديعة الكبرى التي تعرضت لها إسرائيل وعملية الخداع الإستراتيجي التي أدارها الرئيس السادات بنفسه، لتحقيق عنصر المفاجأة واقتحام القوات المصرية قناة السويس، واختراق الطائرات المصرية حاجز الصوت على ارتفاع منخفض لتقصف مواقع القيادة والسيطرة التي أقامتها إسرائيل فى قلب سيناء لإحكام السيطرة عليها، وتم اختيار يوم السبت السادس من أكتوبر الموافق يوم «كيبور» وهو أحد أيام الأعياد الإسرائيلية الذي تعطل فيه المصالح عن العمل، لتبدأ فيه العمليات العسكرية على الجبهتين المصرية والسورية.


وأضاف أنه بعد أن وضعت الحرب أوزارها بدأت مفاوضات الكيلو 101 في أول لقاء مباشر بين القيادات العسكرية المصرية والإسرائيلية، وتم توقيع اتفاقيتي فك الاشتباك الأولى والثانية واللتين تنسحب بموجبهما إسرائيل من بعض المواقع فى سيناء شرق قناة السويس، واتخذ الرئيس السادات عام 1975 قرارا بإعادة افتتاح قناة السويس واختار يوم 5 يونيو، ليكون عيدا لافتتاح القناة بدلا من ذكرى النكسة، ثم عادت حالة اللاسلم واللاحرب على امتداد جبهة قناة السويس انتظارا للتحرك السياسي الدولي، لتنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 242 الخاص بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي العربية المحتلة عام 67، وطال الانتظار دون جدوى وكانت المحاولات الإسرائيلية والأمريكية تستهدف إضاعة الوقت لإجهاض نتائج حرب أكتوبر ومحو آثار الانتصار العظيم الذي تحقق في حرب أكتوبر.


وتابع أنه في نوفمبر عام 1977 اتخذ الرئيس السادات قرارا شجاعا آخر بالذهاب إلى إسرائيل في عقر دارهم وهو المنتصر في الحرب، ليطالب بالسلام العادل والشامل وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، ليعم السلام في المنطقة بعد الحروب الدامية التي شهدتها وراح ضحيتها آلاف الأبرياء، وكان خطابه في الكنيست الإسرائيلي رسالة ليس للإسرائيليين فقط، وإنما رسالة للعالم أجمع.