كانت التنمية المستدامة هي القضية الأولى
التي تطرق إليها خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في مشاركته الثالثة في فعاليات الجمعية
العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ71، في سبتمبر عام 2016، قائلا إن مصر أطلقت مرحلة
جديدة لتحقيق التنمية المستدامة بأبعادها البيئة والاجتماعية والاقتصادية باعتمادها
لأجندة التنمية 2030، ووثيقة أديس أبابا لتمويل التنمية العام الماضي.
وأوضح خلالها أن :"تطلع الشعوب خاصة
النامية لمستوى حياة لائق هو مسئولية رئيسية نتحملها كقادة وضعت الشعوب ثقتها فينا،
وحملتنا هذه المسئولية وفاء للمبادئ الإنسانية التى تقود مساعينا".
وتطرق إلى الوضع الداخلي في مصر، فأوضح
أن شعب مصر استطاع أن يفرض إرادته لتحقيق الاستقرار وحماية الدولة ومؤسساتها بل وتحصين
المجتمع من التشرذم والانزلاق نحو الفوضى؛ فأقر دستوراً جديداً يحمى الحقوق والحريات،
مما سمح للمرأة بالفوز بعدد غير مسبوق من مقاعد مجلس النواب، ووسع تمثيل الشباب في
المجلس.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أكد أن مصر تمضي
مصر بثبات في تنفيذ خطة طموحة للإصلاح الاقتصادي تراعي البعد الاجتماعي ومتطلبات الحياة
الكريمة للشعب المصري، كما تنفذ مشروعات قومية عملاقة لتوسيع شبكة الطرق وإنشاء محطات
الطاقة الكهربائية والمتجددة وتطوير البنية التحتية والقدرات التصنيعية وتوسيع الرقعة
الزراعية.
وأكد السيسي، موقف مصر من الأزمة السورية،
قائلا إن نزيف الدم في سوريا وغياب الأفق السياسي أمر لم يعد مقبولا استمراره. فالمطلوب
واضح، وقف فوري وشامل لكل الأعمال العدائية في جميع أنحاء سورية، يمهد لحل سياسي يحقن
الدماء ويحفظ وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية ومؤسسات دولتها، كما تطرق لاستقبال مصر
لنصف مليون لاجئ سوري.
وعن القضية الفلسطينية، أكد مساعي مصر الحثيثة
لتحريك العملية السلمية، وصولاً لتسوية نهائية وسلام دائم وعادل قائم على حل الدولتين،
وأن يد السلام ما زالت ممدودة عبر مبادرة السلام العربية، وتشدد على ضرورة العمل على
اتخاذ خطوات بناءة لإنهاء الاستيطان الإسرائيلي وبدء مفاوضات الوضع النهائي، مع التوقف
عن الأعمال التي تضر بالتراث العربي في القدس الشريف.
وأضاف السيسي في هذا الشأن التجربة أن المصرية
تجربة رائعة ومتفردة ويمكن تكرارها مرة أخرى لحل القضية الفلسطينية وإنشاء دولة فلسطينية
بجانب دولة إسرائيلية .. تحقق الأمن والأمان للفلسطينيين وتحقق الأمن والأمان الإسرائيليين.
وعن ليبيا، تطرق إلى جهود مصر باستضافة
اجتماعات للأشقاء الليبيين لتسهيل تنفيذ اتفاق الصخيرات، وتشكيل حكومة وحدة وطنية ممثلة
لكل الليبيين، ومصادقة مجلس النواب عليها، لتتفرغ لإعادة الإعمار، ويتفرغ الجيش الليبي
لمواجهة الإرهاب، مطالبا بسرعة رفع حظر السلاح المفروض على تسليح الجيش الليبي. وأكد
أنه لا مكان للإرهاب وللميليشيات في ليبيا،وأنه آن الأوان أن تُستعاد مؤسسات الدولة
الليبية.
وبشأن اليمن، أكد أن مصر لا تدخر جهداً
لدعم وحدة اليمن وسلامته الإقليمية وعودة حكومته الشرعية، مشيرا إلى رفض مصر للتدخل
الأجنبي في الشئون العربية، وأشدد على الالتزام بحسن الجوار، مؤكداً على تضامن مصر
مع الدول العربية في مواجهة أي تدخلات خارجية في ضوء ارتباط الأمن القومي العربي بما
فيه أمن الخليج العربي بأمن مصر.
وأوضح السيسي في خطابه موقف مصر من القضايا
في القارة الأفريقية، فشدد على دعم الحكومة الصومالية وتهدئة الأوضاع في بوروندي، وكذلك
طالب بالعمل في إطار حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية لجنوب السودان بشكل يعيد الاستقرار
إلى جوبا.
وعن ملف الإرهاب، أكد السيسي دعوة مصر لاتخاذ
المجتمع الدولي كافة التدابير للحيلولة دون استغلال الإرهاب للتقدم المعلوماتي والتكنولوجي
الذي ساهم في إضفاء أبعادٍ خطيرة على ظاهرة الإرهاب والتطرف الفكري جعلها أكثر تفشياً
فى عالم اليوم، والعمل من أجل وقف بث القنوات والمواقع الالكترونية التي تُحرض على
العنف والتطرف.
كلمة الرئيس السيسي أمام الجمعية العامة
للأمم المتحدة 20-9-2016