تحل بعد غد الأربعاء
الذكري الـ ٣١ لميلاد مترو أنفاق القاهرة، وبدء تشغيله باعتباره أول نظام مترو متكامل
في أفريقيا
والعالم العربي، حيث تم افتتاح أول خط مترو أنفاق في مصر في مرحلته الأولي من الخط
الأول ( رمسيس / حلوان ) في يوم 26 سبتمبر من عام 1987 بطول 29 كيلو مترا، وبعد عامين
تم افتتاح المرحلة الثانية من المشروع ( رمسيس - المرج ) بطول 14 كيلومترا، ثم توالي
بعد ذلك افتتاح المراحل الأخرى من هذا المشروع القومي العملاق مكونة شبكة واسعة النطاق
ساهمت في تقديم حل جذري للعديد من المشاكل المرورية.
ويقوم المترو حاليا
بنقل ما يزيد علي 4 ملايين مواطن يوميا، ويوفر الخدمة للركاب حوالي 8 آلاف عامل موزعين
علي 35 محطة في الخط الأول، و20 محطة في الخط الثاني، و10 محطات في الخط الثالث .
ورغم بلوغه سن النضج
مازال مترو الأنفاق مشروعا قوميا يشار إليه بالبنان ومعلما حضاريا علي طريق التنمية
في مصر لما يقدمه من خدمة لنقل المواطنين وربط العاصمة ببعضها وتقليل التكدس المروري،
وتتزاوج تجربة المترو الناجحة في مصر مع مشروعات جديدة لا تقل أهمية عنه، وتعمل في
نفس مجال خدماته، حيث يولي الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتماما خاصا بمشاريع المواصلات
وتطوير وتجديد الطرق الصحراوية، وإنشاء طرق جديدة وتوسيعات لربط جميع محافظات مصر ببعضها
، مما يضمن سهولة التنقل وسلامة المواطنين.
وفي هذا الإطار،
وقع الرئيس السيسي مع نظيره الصيني تشي جين بينج اتفاقية تنفيذ "مشروع القطار
الكهربي" للربط بين مدينة العاشر من رمضان والعاصمة الإدارية الجديدة بمسافة تصل
إلي 68 كيلومترا ، منها 61 كيلومترا سطحيا، و6.1 كيلومتر علي كوبري، و700 متر نفقي
، وسوف يخدم هذا المشروع الجديد 340 ألف راكب يوميا، بتكلفة تصل إلي مليار و255 مليون
دولار، ويتكون من 11 محطة، ويهدف إلي خدمة التنمية في عدة مناطق سكنية وصناعية، وذلك
من خلال الربط بين مدن السلام، والعبور، والمستقبل، والشروق، وبدر، والروبيكي، والعاشر
من رمضان، وسيوفر القطار المكهرب 2.3 مليار جنيه سنويا من بند دعم الوقود ، وسيخفف
الضغط عن محور طريق الإسماعيلية.
وكما كان مترو أنفاق
القاهرة أول خط مترو يتم تسييره محليا وإقليميا في مصر والوطن العربي وقارة أفريقيا
قاطبة ، سيحتل هذا القطار نفس المكانة ، وسيكون أحد أهم وسائل المواصلات في مصر ، إلي
جانب مترو الأنفاق الذي يعمل في القاهرة فقط علي مدي نحو 20 ساعة يوميا ، حيث تبدأ
حركة قطاراته في الساعة 5 ونصف صباحا ، وتنتهي آخر رحلاته اليومية في الواحدة بعد منتصف
الليل.
فعلي مدي أكثر من
ثلاثة عقود، غدا مترو الأنفاق أكثر وسائل المواصلات سرعة في القاهرة المحروسة، والوسيلة
الأكثر شعبية لدي المصريين نظرا لسرعته ووصوله لمناطق مختلفة، بالإضافة لانتظام حركة
تقاطر قطاراته وتوافرها باستمرار دون توقف.
وشهد عيد ميلاده
الـ ٣١ اتساع شبكته لتشمل ثلاثة خطوط ، يمتد الأول منها من محطة المرج الجديدة حتي
محطة حلوان بجنوب القاهرة، علي مدي 35 محطة بمسافة حوالي 44 كيلومترا، ويبلغ طول النفق
4.5 كيلومتر، فيما يمتد الخط الثاني من محطة شبرا الخيمة في محافظة القليوبية إلي محطة
المنيب بمحافظة الجيزة بطول حوالي 19 كيلومترا شاملة 20 محطة، والخط الثالث الذي تم
تشغيل مرحلتين منه حتي الآن فيمتد من العتبة حتي محطة الأهرام بمصر الجديدة .
ومن المقرر إنشاء
الخط الرابع ليبدأ من حي الهرم ممتدا إلي مدخل مدينة 6 أكتوبر، والخط الخامس الذي من
المقرر له أن يمتد من (المعادي إلي التجمع) ويلتقي مع الخط الأول، والخط السادس الذي
من المقرر أن يمتد من الأميرية للتجمع .
وتعود فكرة إنشاء
مترو الأنفاق لعهد الملك فؤاد الأول، عندما أرسل إليه عامل مصلحة السكة الحديد المهندس
سيد عبد الواحد أول اقتراح لعمل المترو، ولكن اقتراحه تم تجاهله من قبل الملك ليغلق
ذلك الملف ويفتح مرة أخرى بعد نجاح ثورة يوليو وتولي الزعيم الراحل جمال عبد الناصر،
الذي طلب خبراء من فرنسا لإنشاء المترو، ووضع الخبراء الفرنسيون تصورا خاصا بإنشاء
شبكة من مترو الأنفاق تتكون من خطين: الأول بين باب اللوق وترعة الإسماعيلية بطول
12 كم، والثاني من بولاق أبو العلا إلي القلعة بطول 5 كم، حيث كانت تلك المناطق تمثل
آنذاك مواضع الزحام المتوقعة في المستقبل، ولم تكن الظروف الاقتصادية بعد حرب 1967
مناسبة لوضع مشروع مترو الأنفاق موضع الجد .
وفي 20 سبتمبر عام
1970 تم التصديق علي إنشاء هيئة مترو الأنفاق في عهد الرئيس الراحل أنور السادات ،
وتم تنفيذ المشروع وافتتاح مرحلته الأولي في عام 1987 ، وتتحرك جميع قطارات المترو
بطاقة التيار الكهربائي المستمر الذي يستمده من الأسلاك المعلقة والقضبان الحديدية،
والذي يصلها من محطة الضغط العالي في طرة وتغذي المسافة من حلوان حتي رمسيس ، وهناك
محطة أخري في رمسيس تغذي الخط الأول بالكامل من حلوان إلي المرج، وهناك محطات تحويل
احتياطية في كل محطة تعمل أوتوماتيكيا في حالة انقطاع التيار، وفي حالة الطوارئ تستخدم
بطاريات تكفي لمدة ساعتين .
وفي عام 2012 وقعت
مصر اتفاقا مع الاتحاد الأوروبي وفرنسا لتمويل بقيمة 940 مليون يورو لتمديد شبكة مترو
القاهرة، وبهذا التمويل تكون فرنسا قد دفعت نصف قيمة التزاماتها المالية لمصر في قمة
مبادرة دوفيل في فرنسا، والتمويل عبارة عن قرض مدته 25 عاما بنسبة فائدة تقل عن 2 %.