رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أصبح وحيدا ومنعزلا، في وقت يواصل فيه زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون تفاعلاته من خلال القنوات الدبلوماسية التي تمتد من سول إلى واشنطن.
وأوضحت الصحيفة - في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الإثنين- أن آبي لطالما أعرب عن رغبته في لقاء كيم و"كسر أجواء عدم الثقة المتبادل بين الجانبين"، ولكن شيئا لم يلوح في الأفق حتى الآن، بل إن العكس هو الذي يحدث في حقيقة الأمر.
وقالت الصحيفة إن منصات الإعلام لكوريا الشمالية أصبحت أقل انتقادا للولايات المتحدة هذا العام ، لكنها صعدت من حملتها لتشويه صورة اليابان، ولم تدخر أي فرصة لتذكير مواطنيها بمعاناة كوريا تحت الحكم الاستعماري الياباني في العقود التي سبقت الحرب العالمية الثانية.
وتقول وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية إن اليابان ليست أقل من "دولة مجرمة ارتكبت حربا شنيعة" يسكنها "برابرة الجزيرة" وتقودها "عصابة فاسدة" لم تفعل إلا الشر منذ أن تولوا السلطة، على حد تعبيراتها.
وأضافت الصحيفة أنه يبرز هنا تساؤل حول ما إذا كانت جميع تلك الأمور مهمة؟ فعلى أي الأحوال، كانت كوريا الشمالية تفعل المثل مع الولايات المتحدة وتمطرها بوابل من الانتقادات لعقود طويلة من الزمن.
غير أنها أوضحت أن الأحداث المتلاحقة في هذا العام سلطت الضوء على وضع اليابان الحرج في وقت يتم فيه قطع الصفقات المحتملة معها وتشكيل علاقات أخرى جديدة ، فيما قال كويشي ناكانو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة صوفيا في طوكيو:" إن هناك خطر حقيقي يتمثل في أن الزعيم الياباني سوف يتخلف عن الركب".
كما أشارت الصحيفة إلى أن وسائل الإعلام اليابانية اتخذت نهجا مشابها هذا الأسبوع، متبنية رد فعل هادئ حيال أجواء القمة التي عقدت بين كيم والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن مؤخرا.
بدورها، رسمت نيكي - وهي صحيفة مالية مؤثرة - "سيناريو أسوأ الحالات"، وفيه تتخلى كوريا الشمالية عن صواريخها الباليستية العابرة للقارات، لكنها تحتفظ بالصواريخ التي يمكن أن تستهدف اليابان.
وفي العام الماضي، وقفت اليابان جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة في الإصرار على ممارسة "أقصى قدر من الضغط" على كوريا الشمالية حتى تضطر الأخيرة إلى التخلي عن برنامجها للأسلحة النووية ، واليوم، فإن "الحد الأقصى من الضغط" هذا تفكك للغاية بعد أن خففت الصين وروسيا من حدة عقوباتهما على الشمال، وتحدثت كوريا الجنوبية صراحة عن تعاون اقتصادي مع جارتها الشمالية.
وأخيرا، عادت "واشنطن بوست" لتؤكد أن الحرب الإعلامية في كوريا الشمالية ضد واشنطن تلاشت بشكل كبير، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يعد يوصف ب"المختل عقليا" أو "المتهور"، وبدلا من ذلك يتم وصف اليابان بـ"العدو رقم 1" للشعب الكوري الشمالي.