قال الدكتور أحمد أبوزيد الباحث في إدارة الأزمات والأمن الاقليمي، أن خطاب الرئيس السيسي أكثر الخطابات مصارحة ومكاشفة، ونبه إلى خطورة تراجع دور ومصداقية منظومة الأمم المتحدة ذاتها، في ظل ما يتعرض له النظام العالمي الذي استقر منذ نهاية الحرب الباردة، من مظاهر السيولة والتحلل.

وأكد "أبوزيد"  في تصريح خاص أن من يتابع خطابات الرئيس عبدالفتاح السيسي على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الخمس سنوات التي شارك فيها، يلاحظ مدى اتساق الخطاب السياسي للقيادة المصرية، ووعيه ونضج محتواه بالقضايا العالمية، معتبرا أن أهم ما يميز الخطابات الرئاسية في المحافل الدولية، هو تعبيرها الصادق عن إرادة الشعب المصري وتطلعاته، فلا انفصال بين الارادة الشعبية والخطاب السياسي للقيادة.

وأوضح الباحث في الأمن الاقليمي، أن مصر هذه المرة ليست تقدم للعالم فكرة او صورة عن الأوضاع داخلها كما فعلت في العام 2014 الذي أعقب إزاحة الإخوان، بل تخاطب شواغل العالم ومشكلاته، وتطرح لها الحلول والأدوات الناجزة، وتحدد لمصر دورها وموقعها في هذه التحركات، حيث أشار الرئيس إلى النموذج المصري في مكافحة الإرهاب وخبرتها في هذا المجال على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا، ولفت إلى أهمية العملية الشاملة سيناء 2018، كما تحدث عن الاتجار في البشر والهجرة غير الشرعية، فضلا عن حسم الجدل حول الكثير من الأزمات، فأكد أنه لا مجال إلا للحل السياسي في سوريا، وتوحيد الجيش الليبي، وعدم إضاعة الوقت في أي مفاوضات تخرج دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، مؤكدا أن الرئيس السيسي بذلك قد وضع العالم أمام مسؤولياته.

ولفت أبو زيد إلى أن هذا الخطاب كرر التأكيد على أهمية تبني منظور شامل في مكافحة الإرهاب، فضلا عن دلالة وأهمية ترديد عبارة "تحيا مصر" خلال الخطاب أمام العالم أجمع، وخاصة القوى المناوئة والحاقدة على مصر.