تسعى الحكومة الفرنسية بدعم من الرئيس إيمانويل ماكرون إلى إدراج الخبز الفرنسى الشهير " الباجيت " ضمن قائمة التراث العالمي التي تتبناها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو )، مستهدفة تشجيع تعيين وحماية والحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي في جميع أنحاء العالم كونه ذو قيمة كبيرة للبشرية .
ويتجسد ذلك في اتفاقية دولية معروفة باسم "اتفاقية لحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي"، والتي اعتمدتها المنظمة فى عام ١٩٧٢ ، وهي الاتفاقية التي تعرف التراث العالمي بأنه معالم أو مناطق تقوم لجنة التراث العالمي في المنظمة بترشيحها ليتم إدراجها ضمن برنامج مواقع التراث العالمية التي تديره اليونسكو، وهذه المعالم قد تكون طبيعية، كالغابات وسلاسل الجبال، وقد تكون من صنع الإنسان، كالبنايات والمدن، وقد تكون مختلطة.
على غرار البيتزا والقهوة المدرجين فى القائمة، جاء السعي الفرنسي لضم الخبز الفرنسى الشهير لهما، حيث يمثل هذا النوع من الخبز التقليدي (الباجيت) جزءا من الهوية الفرنسية، ومن هنا يخشى الفرنسيون من اندثاره نظرا لانتشار أنواع الخبز الأخرى سهلة التحضير، وإدراجه في قائمة اليونسكو يحفظ لفرنسا حقها في ملكية أصله، بالإضافة إلى حصوله على اهتمام من المجتمع الدولي للتأكيد على الحفاظ عليه للأجيال القادمة، وتشترك جميع الدول الأعضاء في الاتفاقية، والبالغ عددها 189 دولة، في حماية والحفاظ كل ما هو مدرج ضمن قائمة التراث العالمى ، وتحصل الأشياء المدرجة في هذا البرنامج الذي يسمى ويصنف ويحافظ على المواقع ذات الأهمية الخاصة للجنس البشري، سواء كانت ثقافية أو طبيعية، تحصل بموجب هذه الاتفاقية على مساعدات مالية تحت شروط معينة.
"الباجيت" أو الخبز فرنسي الأصل، معروف بطعمه اللذيذ وحجمه الكبير وشكله اللولبي، ويعد أحد رموز فرنسا، وهو رمز له دلالات ومعان عديدة في العاصمة باريس ، شأنه فى ذلك شأن العديد من المنتجات الأخرى المميزة لفرنسا مثل العطور والجبن والنبيذ ، وعلى الرغم من أن هذا النوع من الخبز صنع في فرنسا، إلا أنه أصبح اليوم منتشرا ويت تناوله بكثرة في العديد من الدول الأخرى، خاصة دول المغرب العربي، وتحديدا في كل المغرب، الجزائر ، وتونس ، وليبيا ، كما أصبح له العديد من الأشكال إلا أنه لا زال يعتبر رمزا مهما من رموز فرنسا٠
ويستهلك الفرنسيون يوميا من هذا النوع من الخبز حوالي 30 مليون رغيف، وتشير إحصائيات منظمة الأغذية والزراعة ( الفاو )، إلى أن الجزائر هي الدولة الأكثر استهلاكا له بعد فرنسا، وذلك بمعدل يصل إلى 48.600. ألف باجيت يوميا، فيما يتم استهلاك الخبز الفرنسي بشكل ملحوظ في كل من تونس والمغرب لكن بنسب أقل من الجزائر وفرنسا ، ويرجع ذلك لعدة أسباب من أبرزها عدد سكان كل دولة على حدة.
موضوع إدراج "الخبز الفرنسى " أو "الباجيت " فى قائمة التراث العالمى يتطلب وقتا للحصول على موافقة اليونسكو على ذلك ، وفي الوقت الذي تتراجع فيه صناعته ، ومكوناته الدقيق والماء والخميرة و الزيت، ولا يتم استعمال البيض أو المشروبات الكحولية فيه ، ويتراوح عرض الخبزة الفرنسية العادية ما بين 5 و6 سنتيمتر، في حين يصل ارتفاعها ما بين 4 و5 سنتيمتر، فيما يتجاوز طولها 65 سنتيمترا ( أكثر من نصف متر )، يبلغ وزنها حوالي 250 جراما.