الأحد 23 يونيو 2024

45 عاما على ملحمة «6 أكتوبر» الخالدة.. حرب أنهت أسطورة «الجيش الذي لا يقهر» وأعادت أرض الفيروز كاملة للسيادة المصرية

تحقيقات3-10-2018 | 17:13

45 عاما مرت على ملحمة النصر التي سطرها الجيش المصري لتحرير سيناء، ومحو آثار نكسة 1967، حيث نجح الجيش في تحطيم أسطورة "الجيش الذي لا يقهر" والساتر الترابي "خط بارليف" المنيع، وسجل بأحرف من نور أسطورة أخرى لانتصار مجيد لا تزال تتوارثه الأجيال، قلب موازين القوى وأبهر العالم، وتحتفل به مصر كل عام في السادس من أكتوبر.

سجلت حرب 6 أكتوبر عام 1973، مشاهدا ملحمية لعقيدة الجيش المصري القائمة على خيارين إما النصر أو الشهادة، وللبطولة الشعبية والاصطفاف العربي، فتحولت نكسة يونيو 1967 إلى انتصار مجيد يعجز العسكريون عن فك لغزه حتى هذا اليوم، لاستعادة وتحرير الأرض المسلوبة.

 

ما قبل الحرب

بعد نكسة عام 1967، واحتلال العدو الإسرائيلي لأرض سيناء، كان تحرير كامل أرض الفيروز خيارا لا بديل عنه، فبدأت عملية إعادة إعداد وتأهيل الجيش المصري ، وإجراء تغييرات جذرية في القيادة العسكرية حيث تولى الفريق أول محمد فوزي منصب القائد العام للقوات المسلحة والفريق عبد المنعم رياض رئاسة الأركان.

ثم بدأت حرب الاستنزاف في عام 1968، حيث نفذ الجيش مجموعة من العمليات العسكرية الناجحة كانت بدايتها عملية إغراق المدمرة إيلات وعملية رأس العش، واستمرت العمليات، وبعد وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتولي الرئيس الراحل أنور السادات المسئولية، أكد في مناسبات عديدة أنه لا خيار عن دخول الحرب.

وبعدها تم وضع خطط للهجوم على قوات الاحتلال الإسرائيلي وتطوير استراتيجياتها حتى الاتفاق على الخطة بدر، وقرر مجلس اتحاد الجمهوريات العربية الذي يضم مصر وسوريا في يناير 1973 تعيين الفريق أول أحمد إسماعيل علي قائداً عاما للقوات الاتحادية، حيث تم الاتفاق بعدها على تحديد أكتوبر موعدا للحرب.

 

لماذا أكتوبر؟

عملت هيئة عمليات القوات المسلحة منذ تكليف السادات للقوات المسلحة بالاستعداد للحرب في مؤتمر الجيزة في أكتوبر 1972، على تحديد أنسب التوقيتات للهجوم، حيث كانت هناك عوامل عديدة للاختيار منها الموقف العسكري الإسرائيلي وحالة القوات المصرية والمواصفات الفنية للقناة من حيث حالة المد والجزر وسرعة التيار واتجاهه والأحوال الجوية.

وحددت الدراسات عدة أشهر منها مايو وأغسطس وسبتمبر وأكتوبر، وكان أفضلها أكتوبر نظرا لحالة المناخ على الجبهتين المصرية والسورية، وأيضا لأن الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية التي تجذب لها أفراد الشعب تجرى فيه ، وبعد دراسة العطلات الرسمية في إسرائيل تم اختيار يوم الغفران 6 أكتوبر عام 1973، لأنه اليوم الوحيد في السنة الذي تتوقف فيه الإذاعة والتليفزيون عن البث.

 

استراتيجية العبور

كان عبور قناة السويس وتحطيم الساتر الترابي هو تحدي يواجه القوات، وجاءت الفكرة لتحطيم خط بارليف من المهندس باقي زكي يوسف، الذي اقترح استخدام مضخات المياه لفتح ثغرات في الساتر الترابي، وخصص لكل ثغرة 5 مضخات يمكنها إزاحة 1500 متر مكعب من الأتربة خلال ساعتين بعدد أفراد من 10 إلى 15 جندي وهو ما استندت خطة العبور بالفعل وبعدها إنشاء رؤوس الكباري وتسهيل عبور المشاة والمعدات والمركبات.

 

6 أكتوبر بداية الحرب

مع تمام الساعة الثانية من يوم السادس من أكتوبر لعام 1973، انطلقت الطائرات المصرية فنفذت أكثر من 200 طائرة حربية مصرية ضربة جوية على الأهداف الإسرائيلية بالضفة الشرقية للقناة، حيث استهدفت الطائرات المطارات ومراكز القيادة ومحطات الرادار والإعاقة الإلكترونية وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة.

وبعد عبور الطائرات المصرية بخمس دقائق بدأت المدفعية المصرية قصف التحصينات والأهداف الإسرائيلية الواقعة شرق القناة بشكل مكثف تحضيراً لعبور المشاة، ومع الساعة السادسة بدأت القوات في عبور الضفة الشرقية واستمر سلاح المهندسين في فتح الثغرات في الساتر الترابي لإتمام مرور الدبابات والمركبات البرية.

استمرت عمليات القتال منذ ذلك اليوم لنحو 18 يوما حتى صدور قرار من مجلس الأمن بوقف القتال، وتوقف القتال فعليا في 28 أكتوبر، وبدأت حينها مباحثات بين مصر وإسرائيل برعاية أمريكية عرفت حينها باسم "مباحثات الكيلو 101".

ونجحت هذه المباحثات في تثبيت وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وإمداد الجيش الثالث ومدينة السويس باحتياجاتها برعاية الولايات المتحدة، وبعدها أجريت مفاوضات بين السادات ووزير الخارجية الأمريكي آنذاك كيسنجر في القاهرة كانت نتيجتها وضع اتفاقية النقاط الست التي وافقت عليها مصر وإسرائيل، واستمرت المفاوضات حتى كللت بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل