أعلن رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، أن عملية تشكيل الحكومة الجديدة، ينتظر أن تنتهي ويتم إنجازها بالكامل خلال فترة تتراوح ما بين أسبوع و10 أيام، وعلى نحو مرض للبنانيين، مؤكدًا عدم وجود أي ضغوط خارجية، من قريب أو من بعيد، تعرقل تشكيل الحكومة، وأن أي حديث بخلاف هذا، لا أساس له من الصحة.
وقال الحريري، في حديث تلفزيوني مساءً لقناة (إم تي في) اللبنانية، إن أزمة تأخر تشكيل الحكومة ومشكلتها الأساسية، تتمثل في أن عملية التأليف تأتي عقب انتخابات نيابية تجرى للمرة الأولى منذ نحو 9 سنوات، ومن ثم يريد كل فريق سياسي، في إطار الطموح السياسي، أن يحصل على حجم أكبر من بقية الفرق والقوى السياسية.
وأضاف أن الجميع خرج رابحا بشكل أو بآخر من الانتخابات النيابية الأخيرة التي أجريت في شهر مايو الماضي، لافتا في ذات الوقت إلى أنه منذ أن أقر قانون الانتخاب وفقا للنظام النسبي، وكان يعلم أنه سيخسر نسبة من مقاعد تياره السياسي في المجلس النيابي، ورغم هذا مضى في عملية إقرار القانون حرصا على المصلحة العامة للبنان.
وأكد الحريري أنه لا يمانع أن يتم إسناد حقيبة وزارة الصحة إلى حزب الله أو أي فريق سياسي آخر، منوها في ذات الوقت إلى أن حزب الله موضع تركيز كبير في هذا التوقيت، وأنه إذا استلم الحزب أي وزارة محملة بقروض من البنك الدولي أو ممولة من المؤسسات الدولية، فهناك إمكانية كبيرة جدا أن تقف كافة المساعدات الدولية لتلك الوزارات.
وشدد على أن عملية تشكيل الحكومة، تقتضي من جميع القوى السياسية دون استثناء التضحية السياسية، بما فيهم رئيس الجمهورية ميشال عون، سواء بمنصب نائب رئيس الحكومة أو في ما يتعلق بحجم حصته الوزارية داخل الحكومة، مؤكدا أن الحديث الذي دار بينه وبين الرئيس عون بالأمس كان بناء وإيجابيا.
وأشار إلى أنه لن يسمح بأن يقود حكومة يقوم فيها فريق سياسي بالتربص أو استهداف فريق آخر، مشددا على أنه يضع نصب عينيه العمل لمصلحة المواطن اللبناني والدولة.
ولفت الحريري، إلى أنه غير مطروح نهائيا تشكيل حكومة أكثرية نيابية، أو تشكيل حكومة أمر واقع.. مشيرا إلى أن سيجري اتصالات ولقاءات مكثفة مع كافة القوى السياسية في غضون الأيام القليلة المقبلة، لإنجاز تشكيل حكومة وفاق وطني تحمي لبنان.
وأضاف أنه والرئيس ميشال عون بينهما حالة من التفاهم الكبير على ضرورة حل موضوع تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، خاصة وأن وضع الاقتصاد لا يتحمل الخلافات اللبنانية الداخلية الراهنة، مؤكدا أن الاقتصاد اللبناني "في وضع صعب للغاية".