استهل معهد التخطيط القومي نشاطه العلمي لبداية العام الأكاديمي
2018/ 2019 بعقد حلقة نقاشية تحت عنوان "الاستثمار والسياسات الصناعية
الجديدة" وذلك في إطار سلسلة الحلقات والندوات التي يعقدها المعهد لمناقشة
التقارير والدراسات حيث ناقشت الحلقة تقرير الاستثمار العالمي 2018 الصادر
عن منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.
وأوضح الدكتور علاء زهران، رئيس معهد التخطيط القومي أن التقرير تتضمن
ذكر عدد من أدوات السياسة الاستثمارية وطرق تحسين تأثير السياسة الصناعية
من خلال الاعتماد على أكثر تلك السياسات كفاءة وفعالية.
وحول توجهات وتوقعات الاستثمار أشار إلى أن التقرير أظهر انخفاضاً
في نشاط الاستثمار الأجنبي المباشر فى كافة القطاعات لتنخفض قيم صفقات
الاندماج والاستحواذ في قطاعات الإنتاج الأولية والصناعات التحويلية
والخدمية بعام 2017 مضيفاً إن الانخفاض الحاد في الاستثمار الأجنبي المباشر
على المستوى العالمي جاء متناقضاً مع اتجاه التدفقات الرأسمالية الأخرى
عبر الحدود مشيراً إلى أنه على الرغم من تلك التحديات يظل الاستثمار
الأجنبي المباشر أكبر مصدر تمويل خارجي لاقتصاد الدول النامية حيث يمثل
نسبة 39% من إجمالي التمويل لتلك الاقتصادات كمجموعة.
كما أشار زهران إلى الاتفاقيات التي تضمنها التقرير كنقطة تحول، موضحا أن
عدد الاتفاقيات الدولية للاستثمار التى تم ابرامها عام 2017 بلغ 18اتفاقية
وهو العدد الأقل منذ عام 1983، علاوة على ذلك ولأول مرة تجاوز عدد
الاتفاقيات التى أنهيت فعليا بصفة رسمية او بعدم تفعيلها، عدد الاتفاقيات
الجديدة التى تم عقدها.
وخلال الحلقة النقاشية تم تناول الحديث عن التباطؤ في معدل توسع الإنتاج
العالمي بالإضافة إلى حدوث ركود في سلاسل القيمة العالمية، حيث بلغت القيمة
المضافة الأجنبية أقصاها في الفترة من 2010-2012 بعد عقدين من التزايد
المتواصل، إلا أن البيانات عن سلاسل القيمة العالمية تظهر ان القيمة
المضافة الأجنبية قد انخفضت بنقطة مئوية إلى 30%من قيمة التجارة العالمية
عام 2017 .
وتناول التقرير أن دولا كثيرة استمرت في تعديل وتطوير سياستها لجذب
الاستثمار الأجنبي المباشر ففي عام 2017 تبنت 65 دولة على الأقل إجراءا
خاصا بسياسة الاستثمار منها 84% لصالح المستثمر وقد حررت هذه الإجراءات
شروط الدخول في عدد من الصناعات منها النقل والطاقة والصناعات التحويلية
كما أنها سرعت ويسرت إجراءات الاستثمار لتبسيط النواحي الإدارية وقدمت
حوافز للاستثمار وإنشاء مناطق اقتصادية خاصة.
كما أوضح التقرير أن عام 2017 شهد عددا متزايدا من الدول التي اتخذت موقفا
حذرا تجاه الاستثمار الأجنبي حيث عكس الكثير من القيود والإجراءات
التنظيمية أنواعا من القلق تجاه الأمن القومي وملكية الاجانب للأراضي
والموارد الطبيعية فبعض الدول التزمت الحذر تجاه سيطرة الأجانب على مشروعات
تخص الأصول الاستراتيجية والتكنولوجيا ومن ثم لجأت دول عديدة إلى إحكام
إجراءات فرز وتصنيف الاستثمارات وفقا لمعايير خاصة بهذه الأمور.