الأربعاء 15 مايو 2024

إصابات بفقدان السمع وارتفاع الضغط.. ورش "النحاسين" صداع في رأس الأهالي

24-3-2017 | 20:30


يعاني أهالي شارع أمير الجيوش والمعروف بـ"النحاسين"، من الضجيج والضوضاء المستمرة بسبب ورش وتشكيل النحاس والألمونيوم والحديد والمنتشرة بحي باب الشعرية .

 

 

يقول عبد الله محمد، أحد سكان المباني الملاصقة لورش أمير الجيوش قائلا " احنا ليل نهار طرق .. والمشكلة أن مهما نشتكى ينتهي الأمر لمدة ما يقرب من ساعتين ويعود الأمر من جديد .. لحد ما بقى عندنا لامبالاة من الشكوى نفسها".

في السياق ذاته تقول "أم محمد"، 45 سنة، "بنتي راحت تقدم للعمل في الكول سنتر اترفضت بعد الكشف الطبي لقياس مدى قوة السمع لديها، وسألها الدكتور يابنتي انتي عايشة فين ؟ وعندما ردت عليه باب الشعرية رد قائلا: "ملكيش في الكول سنتر وابعدي عن الخبط والأصوات العالية لأنك تعانى من ضعف في السمع".

 

في سياق متصل يقول محمد محمود 30سنة،  " شارع أمير الجيوش من زمان معروف بشارع النحاسين وأصحاب الورش يحافظون على طابع الاسم بأحيائهم للصنعة واستمرارهم فيها، وصعب نستبعدهم".

أما الأسطى وحيد مختار السيد والشهير بعم "شحتة" أقدم عامل دقائق نحاس بشارع أمير الجيوش قائلا " عمري في المهنة 50 سنة بدأت فيها من عمر 10سنوات وكنت غاويها فمهنه دق النحاس تحتاج لصبر وطول بال .. لكن الشباب الجديد ما بيصبرش، ويوم الأحد أجازتنا وأجبرنا عليه، مبحبش أغيب يوم عن عملي والجيران لو فى يوم مدقناش بيسألونا مدقتوش ليه النهاردة .. خلاص اتعودوا علينا ".

 

تشويه الحضارة

 

يقول الطيب عبد الله مرشد سياحي، منذ أن تم تطوير شارع المعز زاد انجذاب السياح إليه وازداد عدد الزوار من مختلف بلدان العالم إذا فلابد من تطوير المنطقة ككل وبالفعل الورش لها مردود سيء على الآثار، خاصة وأن رش المياه ودق النحاس قد يؤدى إلى تعرض جدران الآثار للتصدع وفى عملي الإرشادي أجد أن السياح لديهم نوع من الفضول الشديد للتعرف على ما يوجد في كل شارع وحارة فمن الصعب أن أمررهم من شارع أمير الجيوش نظرا لتهالك الأثر وتحويله إلى مجمع قمامة.

من جانبه، يقول محمد عبد العزيز معاون وزير الآثار لشؤون الآثار الإسلامية والمشرف العام على مشروع التطوير للقاهرة القديمة، إن مشروع التطوير لم يقتصر على شارع المعز ولكنه جاء في المرحلة الأولى من التطوير ومشروع التطوير يتضمن عدة مراحل من ضمنها أمير الجيوش كما أننا نتعاون مع منظمات منها منظمة اليونسكو لتطوير القاهرة القديمة بأكملها وليس شارعين ولكن مع قيام الثورة أدى إلى تباطؤ في تكملة المشروع لنقص ميزانيه ولكننا مستمرين فيه.

وأكد أن ورش النحاسين داخل الشارع منها ورش تراثية لا يمكن نقلها إلى منطقة الحرفيين لأنها تحمل تاريخ الشارع، ومن وجهة نظري أن من الخطأ ما تضمنه المشروع من استبعاد ورش الصاغة وسوق الليمون، بالفعل جاءت شكاوى من المواطنين من ارتفاع الأصوات، لكن لو نظرنا نحو طبيعة القاهرة التاريخية فسنجدها تعرف بأنها مدينة حية.

أضرار صحية

قال الدكتور ياسر حسن رئيس قسم بحوث تلوث الهواء، إن من المفترض أن حي بابا الشعرية حي سكنى لكن تكثر فيه بالفعل ورش طرق النحاس والحديد، ما يؤدي إلى تطاير ذرات الأتربة وهنا نركز على طبيعة الأتربة المستنشقة التي تدخل جسم الإنسان من خلال جهاز التنفس فمع التعرض بشكل دائم يؤدى إلى تراكمها في خلايا الرئة، مشيرًا إلى أن من آثار الطرق على المعادن لفترات طويلة سواء على المواطنين المحيطين بالورش وعلى العاملين أنفسهم مايؤدى لما يعرف "بالصمم المهني " حيث يؤدى إلى ارتخاء فى طبلة الأذن مما يؤذى إلى ضعف السمع وينتج عن الأذن صوت أشبه بصوت "الصفارة"، مشيرًا إلى أنه من المفترض استبعاد هذه الورش من المناطق السكنية.

 

وتقول الدكتورة سلوى فاروق أستاذة الطب البيئي بالمركز القومي للبحوث، إن النحاس لا يندرج تحت المعادن المسببة للسرطان، وذلك طبقا للهيئة العالمية لأبحاث السرطان لكن نتيجة التعرض المستمر للذرات المتطايرة من دق وقطع النحاس و غيره من المعادن الثقيلة واختلاطها مع الهواء واستنشاقها إذا هنا يكون الخطر في التعرض عن طريق الاستنشاق أو التلامس بالجلد أو البلع بطريق غير مباشرة.

وأوضح أنه من المؤكد أن النحاس يوجد بداخل أجسامنا ولكن بنسب ضئيلة جدا ويحتاج الجسم للحصول عليه من الخضار والفاكهة لكن التعرض بصفة مستمرة لاستنشاق أتربة مختلطة ببعض من النحاس فيجعل الإنسان أكثر عرضة للخطر، و قد يؤدى لظهور حساسية بالجلد وعن طريق البلع يسبب مع التراكم المستمر إلى التهاب في جدار المعدة و ارتجاع.

واشارت إلى أنه اختلط بالنحاس عنصر الزرنيخ فمن المؤكد أن يسبب السرطان، ونفس الأثر قد يتعرض له المواطنون الذين تلتصق مساكنهم بالورش، مشيرة إلى أن نتيجة تعرض المواطنين بصفة مستمرة لأصوات عالية فكل ذلك يؤثر بالسلب على العصب السمعي وارتفاع الضغط وارتفاع معدل الدهون الثلاثية وانتشار حالات الاكتئاب، مشيرة إلى أنه من المفضل أن يكون الطرق في الورش بشكل متقطع وليس على فترات متواصلة لإعطاء فرصة لتقليل الضغط سواء على العامل نفسه أو السكان المحيطين.

    Dr.Radwa
    Egypt Air