يعد التأمين الصحى هو الملاذ الآمن لمحدودى الدخل والطبقات المتوسطة للعلاج والحصول على الدواء بدعم من الدولة، وهذا هو الهدف من إنشائه، حيث يتوافد إليه كل المواطنين مستحقى التأمين ليجدوا الرعاية الكاملة بناءً على القيمة التأمينية التى يتم استقطاعها من رواتبهم بمبالغ رمزية، ولكن تلك الصورة لا تعكسها العديد من مراكز التأمين الصحى لوجود خلل فى المنظومة الصحية، مما يزيد من معاناة المرضى الذين يحتاجون إلى الرعاية الكاملة وبمستوى يليق بآدميتهم فى الحياة.
مرارة الانتظار
داخل مبنى التأمين الصحى بمنطقة الهرم قامت "الهلال اليوم" بجولة ميدانية رصدت الأوضاع بالداخل، حيث يتوافد العديد من المرضى من كبار السن ومختلف الأعمار إلى العيادات الخارجية للكشف على حالتهم الصحية، وأمام عيادات الباطنة والروماتيزم يجلس العشرات من المواطنين فى انتظار دورهم فى الكشف بعد ساعات طويلة من انتظار الأطباء، ومن ضمن هؤلاء المرضى الحاج "مختار عمر" ذو الستين عاماً يعانى من الروماتيزم، والذى حدثنا قائلا: "أنا بقالى 3 ساعات قاعد مستنى الكشف وأنا صحتى مش مستحملة ومفيش حاجة بتتغير والأسلوب زى ما هو زى ما يكون بنيجى نشحت"، لافتاً إلى أن هناك بعض الأطباء تسرع فى عملية الكشف دون التأخر على المرضى، وهناك آخرون لا يراعون حالة المواطن الصحية.
سوء المعاملة
فيما اشتكت "وفاء عطا" مدرسة من سوء معاملة الممرضات للمرضى حيث يتحدثون معهم بطريقة غير لائقة، دون مراعاة السن أو الحالة الصحية دون رادع أو رقيب داخل التأمين، بالرغم من تقديم العديد من الشكاوى إلى مدير التأمين دون جدوى.
ميزانية التأمين الصحي
ووفقاً للإحصائيات الرسمية تبلغ ميزانية التأمين الصحى إلى 8.2 مليار جنيه، ينفق منها 1.2 مليار جنيه على العلاج، و7 مليارات على أجور العاملين بالتأمين الصحى بالجمهورية .
شح الدواء
وأمام أحد الصيدليات يصطف العشرات فى تكدس شديد للحصول على الأدوية التى يدونها الأطباء وفقاً لحالتهم المرضية، حيث يقف "فؤاد فوزي" ذو 65 عاماً متعجب من نقص بعض أدوية الروماتيزم التى يحاول أن يحصل عليها منذ 5 أشهر دون فائدة بالرغم من توجه إلى صيدلية طلية هذه الفترة والذى حدثنا قائلاً: "مش كل الأدوية بلاقيها وبقف على الشباك أتحايل على الصيدلى يصرفه لى، وفى أدوية بروح أجبها من الصيدلية بسعر مدعم بس برده سعرها غالى عليا، ولما أكلم الصيدلى يشفولى إيه المشكلة يقولى الدواء ناقص وروح اشتكى لمدير التأمين"، موضحاً أنه فى احتياج شديد إلى هذا الدواء ليخخف عنه حدة المرض الذى يعانى منه.
أزمة نقص الدواء بالتأمين
ووفقاً لتصريحات إعلامية لأحد مديرى مركز الحق فى الدواء فإن تكلفة توريد الدواء للتأمين الصحى تبلغ نصف ميزانية الصحة وهى حوالى 1.5٪ من الموازنة العامة للدولة، ويتم توجيه ذلك المبلغ إلى دعم ميزانية العلاج بالتأمين الصحى لتصل إلى 3 % من الموازنة، وترجع أزمة نقص الأدوية بالتأمين إلى زيادة سعر الدولار حيث يتم الحصوال على الدواء من خلال طريقتين، أولهما تحرير سعر الدواء مع تحمل الشركات لتكلفة توفير الدواء بالتأمين الصحى.
تدخين أمام العيادات
وأمام إحدى عيادات الأشعة يقوم أحد المواطنين بالتدخين فى مخالفة صريحة دون وجود مانع أو رقيب، بالرغم من وجود العديد من اللافتات التى تشير بخطورة التدخين أمام العيادات، وسط مرأى ومسمع الممرضات والأطباء دون التحرك لمنعه من التدخين حتى لا يؤثر على صحة المرضى داخل العيادات التى تحتاج إلى جو معقم دون أى ملوثات.
مخالفات صريحة بالمعامل
وتم رصد عدد من الأطباء يتناولون الإفطار ويحتسون الشاى داخل معمل تحليل الدم، دون مراعاة السبل التعقيمية والوقائية، فى مخالفة صريحة للوائح المنظمة داخل المؤسسات العلاجية.