الأربعاء 22 مايو 2024

بالصور.. "الهلال اليوم" تخترق عالم "دق الوشم"

24-3-2017 | 21:37

رسم الوشم هو أحد الصيحات والموضات المستحدثة التى فرضت نفسها على المجتمع المصرى خلال الأربع سنوات الماضية، حيث يقبل العديد من الشباب إلى رسم الوشم على أجزاء من أجسادهم ليواكبوا أخر الصيحات التى يشاهدوها بالخارج المتمثلة في الفنانين ولاعبي الكرة وهناك آخرون يقومون برسم الوشم لإخفاء تشوهات نجمت عن عمليات جراحية أو حروق جسدية ليحسنوا من مظهرهم ويحول هذا التشوه إلى شكل جمالي يلفت الأنظار داخل المجتمع.

بداية الرسم

بأحد المحال فى القاهرة بالتحديد بمنطقة المسرة يقف "أسامة فؤاد" ذو 42 عامًا يعمل بمهنة رسم الوشم منذ 12 عامًا حاملا ميكنة رسم الوشم على ذراع أحد الزبائن، والذي حدثنا قائلا "أنا اتعلمت رسم الوشم في أمريكا لما كنت شغال في محل كوافير وكنت بدرس المهنة دي، بس لفت نظري فكرة رسم "التاتو" وبدأت اشتغل فيها هناك بس فرصتي مكنتش كبيرة عشان المهنة منتشرة واللي بيشتغلوا فيها كتير"، لافتا إلى أن بداية عمله فى رسم التاتو بمصر كانت فى مدينة شرم الشيخ من ثم قام بفتح محله بالقاهرة بعد ثورة 25 يناير، ولقى إقبالًا كبيرًا لكونه من أوائل العاملين بتلك المهنة منذ ظهورها بمصر.

أدوات الوشم

ويوضح أنه يقوم باستيراد كافة المستلزمات والأدوات من أمريكا حيث إنها لا يتم تداولها داخل مصر ويقوم بجلبها من الخارج، وتتراوح سعر ميكنة الوشم من 20 ألف إلى 40 ألف جنيه، مشيرًا إلى أن الميكنة تعتمد على الأبر ذات الترخيص الصحي وأحبار يتم استيرادها من أمريكا خصيصًا لهذا الغرض، علاوة على كربون جسم يتم وضعه على المنطقة التي سيتم الرسم فيها.

المهارة والأسعار

وبالنسبة إلى المهارات المطلوبة للعمل في هذه المهنة وأسعار الوشم يفيد "أسامة" بأن المهنة لا تتطلب قدرات عالية فى الرسم، بينما تحتاج إلى التمكن من استخدام ميكنة الوشم بشكل دقيق واحترافي، حتى يخرج الوشم بشكل سليم دون أي أخطاء يمكن أن تشوة من شكل الرسم، وتتراوح أسعار الوشوم من 500 جنيه للرسمه صغيرة الحجم إلى 100 ألف جنيه للرسم على الجسد بالكامل وتستغرق من عامين إلى ثلاث أعوام لإنهاء الرسومات، مضيفًا أن أغلب زبائنه من الطبقات الراقية ذات القدرات المادية العالية، وأن أكثر الرسومات إقبالًا هي أشكال الجماجم و العقارب والورد أو تدوين أسماء أو بورتريهات على شكل زوجاتهم أو أبنائهم تعبيراً عن حبهم لهم، ويقوم قبل رسم الوشم بوضع بنج موضعي حتى لا يشعر الزبون بالألم أثناء الوشم، حيث يكون الألم مبرح بعض الأحيان على حسب وصفه.

البحارة والوشم

ويتابع رسام الوشم حديثه قائلاً "أغلب اللي بيجوا من الشباب، وفي ناس كبيرة فى السن بتطلب ترسم على ذراعها، وفي أصحاب الاحتياجات الخاصة بيرسموا الأشكال اللى بيختروها، وأنا عليا التنفيذ وابسط الزبون بالرسمة اللى يطلبها من الصور اللى بعرضها عليه"، موضحًا أن قصة التاتو نشأت من خلال البحارة حيث كانوا يقوموا بالرسم على أجسادهم أسماء أبنائهم وصور زوجاتهم حتى لاينسوهم ولا تغفل عن ذاكرتهم ومن هنا ظهرت فكرة رسم الوشم وانتشرت فى أوروبا وفى الوطن العربي خلال السنوات الماضية.

مراعاة التعقيم

ويؤكد "أسامة" أنه يستخدم جهاز لتعقيم الأدوات ويقوم بتغير الإبر حتى لا يصاب الزبائن بالإمراض مراعيًا كافة السبل الوقائية والصحية، مشيراً إلى أن المهنة فى انتشار كبير ولكن لا يراعي البعض الجوانب الوقائية مما يعرض الزبون للأمراض كفيرس "سي" أو أمراض أخرى يصعب علاجها نتيجة التلوث الذي ينتج عن الإهمال واستخدام أحبار غير صحية وعدم تغير ابر الرسم والمختلطة بدماء الزبائن.

نقابة لرسمي الوشم

وطالب الرسام بإنشاء نقابة لرسامي الوشم، حتى يقوموا بالإشراف على محال رسم الوشم ومنحهم تصريح ورخصة لمزاولة المهنة تحت إشراف وزارة الصحة، لكون تلك المهنة غير مرخصة أو معترف بها حتى الآن من قبل الدولة، وهذا الأمر يعرض الكثيرون من محبي رسم الوشم إلى خطورة الإصابة بالأمراض لعدم وجود رقابة صحية على مزاولي تلك المهنة.

تجربة جديدة

وعلى أحد المقاعد داخل محل الوشم تجلس "مارينا فوزي" صاحبة الـ17 عامًا بعد أن انتهت من وشم يديها متأمله شكل الرسمة الجديدة، وأضافت تجربتها الأولى فى رسم الوشم بأنها جيدة وغير مالوفة، وإنها لم تشعر بالألم أثناء رسم الوشم لحقنها ببنج موضعي لمنع الشعور بالألم، لافته إلى أن الهدف وراء رسم "التاتو" هو التغير و خوض تجربة جيدة تعد من احدث صيحات الموضة التى يقبل عليها العديد من الشباب، للتعبير عن سماتهم الشخصية من خلال شكل الوشم المرسوم.

الجانب الطبي

ومن الناحية الطبية حذرت نقابة الأطباء الفرنسيين للأمراض الجلدية، من أضرار رسم الوشم المؤقت والدائم "المعروف بالتاتو" على صحة الإنسان، كما أكدت على أن إزالته تتطلب الرجوع إلى طبيب متخصص.

وأشارت مجلة "لونوفيل أوبسرفاتور" الفرنسية الأسبوعية إلى أن الوشم يتكون من مواد سامة مثل الكوبالت والألمونيوم والكروم والنحاس والنيكل والزئبق.

ويفيد البيان الصادر عن نقابة الأطباء الفرنسيين، إن المخاطر التي يتعرض لها الأفراد خلال رسم الوشم لا يمكن تجاهلها، حيث أن أغلب المواد المستخدمة مسرطنة؛ لأنها تستطيع اختراق سطح الجلد، ولتعرضها للإشاعة فوق البنفسجية قبل استخدامها.

ويوصى المتخصصون بتوخي الحذر أثناء إزالة الوشم لاجتناب الأضرار الناجمة عنه، حيث إنه من المعروف إن الحساسية تعد من الأضرار الأكثر شيوعا بعد إزالة الوشم، فضلا عن الحكة والتورم والتقرحات التي تصيب الجلد، وينصح الأطباء باستخدام الستيرويدات الموضعية لمعالجة آثار الوشم.