أجرى وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني أيمن الصفدي اليوم الثلاثاء محادثات مع نظيره اللبناني جبران باسيل، ركزت على سبل تعميق التعاون الثنائي، وبحثت أيضا المستجدات الإقليمية، خصوصا تلك المرتبطة بالقضية الفلسطينية وجهود توفير الدعم اللازم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأنروا) والأزمة السورية وموضوع اللاجئين السوريين وقضايا إقليمية ودولية أخرى ذات اهتمام مشترك.
وذكر بيان للخارجية الأردنية اليوم أن الوزيرين أكدا - خلال لقائهما في وزارة الخارجية بعمان - عزم البلدين اتخاذ خطوات عملية تسهم في توسعة التعاون الاقتصادي والسياحي وزيادة التبادل التجاري.
وقال الصفدي - في تصريحات صحافية مشتركة - إن الاجتماع وفر فرصة لبحث عديد قضايا ثنائية وإقليمية وعكس متانة العلاقات الأخوية التي يحرص الأردن ولبنان على فتح آفاق أوسع لها.
وقال إنه بحث مع نظيره اللبناني عقد اجتماع للجنة المشتركة العليا للاتفاق على آليات زيادة التعاون والارتقاء بالعلاقات إلى المستويات المتقدمة التي يريدها البلدان.
وأضاف أنه بحث مع باسيل القضية الفلسطينية. وأكد أن تحقيق السلام الشامل شرطه زوال الإحتلال وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو للعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ولفت إلى النجاح الذي حققه المؤتمر الدولي الذي نظمته المملكة برعاية مشتركة مع السويد وألمانيا واليابان والإتحاد الأوروبي وتركيا ودعا إليه لبنان، والذي أعاد تأكيد دعم المجتمع الدولي لاستمرار الوكالة بالقيام بدورها إزاء اللاجئين وفق تكليفها الأممي، وجمع تبرعات إضافية بقيمة 122 مليون دولار ما خفض العجز المالي لهذا العام إلى حوالي 60 مليون.
لكنه قال إن النجاح الذي تحقق هذا العام يمثل خطوة أولى في جهد مستمر لضمان تمويل مستدام للوكالة، وبحيث لا يواجه 500 ألف طالب لاجئي سؤال إذا ما كانوا سيذهبون للمدارس العام القادم أم لا.
وشدد على أن (أنروا) مرتبطة بقضية اللاجئين التي يجب أن تحل وفق قرارات الشرعية الدولية، وخصوصا القرار 194 ومبادرة السلام العربية وبما يضمن حق اللاجئين في العودة والتعويض.
وأكد وزير الخارجية الأردني ضرورة تكاتف الجهود للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية يحفظ وحدة سوريا وتماسكها ويقبله السوريون ويعيد لسوريا أمنها ودورها ركيزة من ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة، ويوفر الظروف التي تتيح عودة اللاجئين.
وقال الصفدي إن الأردن - الذي يستضيف مليونا وثلاثمائة ألف مواطن سوري - يعيش 10% منهم فقط في مخيمات اللاجئين ومنح تصاريح عمل لحوالي مئة ألف منهم يشجع العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم.
وفي ما يتعلق بمعبر (جابر/نصيب)، قال وزير الخارجية الأردني إن المملكة تريد حدودا مفتوحة وأن لجانا فنية تبحث الترتيبات والإجراءات اللازمة لإعادة فتح الحدود. وقال إن الحدود ستفتح حين تنهي اللجان عملها وتتوافق على هذه الإجراءات والترتيبات وبما يخدم مصالح البلدين الشقيقين ويحميها.
وكان الصفدي لفت إلى أن الأردن لم يغلق الحدود مع سوريا وأن الحدود أغلقت نتيجة فقدان سيطرة الحكومة السورية عليها. وأشاد الصفدي بالعلاقات الأخوية التي ترتبط الأردن ولبنان وأشاد بمستوى التعاون بين البلدين.
من جانبه، قال باسيل إنه يزور المملكة لتسليم دعوة إلى الملك عبدالله الثاني من أخيه الرئيس اللبناني ميشيل عون لحضور القمة الإقتصادية العربية في بيروت بداية العام القادم.
وأشاد باسيل بالعلاقات الأردنية اللبنانية التي قال إنه بحث سبل تطويرها خصوصا في المجالات الإقتصادية والتجارية مع الصفدي. وقال إنه يأمل بإعادة فتح معبر نصيب لتعود الحركة البشرية والتجارية بين الأردن عبر سوريا.
والتقى باسيل مع الصفدي في التأكيد على حل سياسي للأزمة السورية يقبله السوريون، مؤكدا أن الأردن ولبنان معنيان بتحقيق الاستقرار والسلام على حدودهما في سوريا ويشجعان التوصل إليهما. وقال إن عودة "النازحين" السوريين إلى بلدهم يحصل بالتوازي مع تحقيق الاستقرار.
وأكد باسيل أهمية استمرار المجتمع الدولي بدعم الأنروا وشدد على حق اللاجئين بالعودة. واتفق الوزيران على استمرار التشاور والتنسيق بما يحقق المصلحة العليا للبلدين.