دبلوماسي: تعاون مصر وقبرص واليونان يخدم المصالح المشتركة وخاصة ملفات الطاقة

جمال بيومي: «قمة كريت» تفتح آفاقا جديدة للتعاون والتنسيق الثلاثي

دبلوماسي سابق: «قمة كريت» تستهدف مزيدا من الاستقرار في شرق المتوسط

 

ست قمم ثلاثية جمعت زعماء مصر وقبرص واليونان بدءا من خريف 2014 وحتى قمة كريت اليوم، شكلت أساس للتعاون بين الدول الثلاث في مجالات متعددة، والتي وصفها دبلوماسيون بأنها تفتح آفاقا جديدة للتعاون والتنسيق الثلاثي كما أنها تستهدف مزيدا من الاستقرار في شرق المتوسط، مؤكدين أن هذا التعاون يخدم المصالح المشتركة ولا سيما قطاع الطاقة والذي يعتبر واحد من أبرز مجالات التعاون بين هذه الدول.

والتقى الرئيس خلال زيارته إلى جزيرة كريت اليوم بنظيره القبرصي نيكوس أنستاسيادس، حيث شدد الرئيسان على ضرورة المضى قدماً في تنفيذ المشروعات المشتركة التى تم الاتفاق عليها فى إطار آلية التعاون الثلاثي، بما يساهم في جعل هذه الآلية نموذجاً يحتذى به للتنسيق والتشاور بين دول البحر المتوسط، ويعكس خصوصية العلاقات المصرية القبرصية.

كما التقى السيسي برئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، وعقد القادة الثلاثة القمة السادسة لهم في جزيرة كريت، حيث أكد الرئيس أن موضوعات التعاون الثلاثي والمشروعات المشتركة احتلت أولوية متقدمة خلال جلسة المباحثات الموسعة انطلاقاً من الحرص المتبادل على تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية، مؤكدا أن القمة الثلاثية ستمثل دائماً حصناً منيعاً فى مواجهة التحديات المتصاعدة.

 

المصالح المشتركة

السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، قال إن الانعقاد الدوري للقمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان مؤشر إيجابي على المتابعة على أعلى مستوى بين قادة الدول الثلاث لما تم الاتفاق عليه خلال القمم الماضية وبحث ما سيجري تنفيذه في المرحلة القادمة والمستجدات في المنطقة شرق المتوسط.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن القمة تبحث الأوضاع في شرق المتوسط والتعاون المشترك في مجال الطاقة وحقول الغاز وربط الغاز القبرصي واليوناني بمصر وتسييله في محطات التسييل المصرية وإعادة تصديره، مضيفا أن مصر لديها محطات للتسييل في إدكو ورأس البر وتسييل الغاز القبرصي واليوناني فيها يحقق لمصر قيمة مضافة.

وأكد حسن أن هناك أوجه أخرى للتعاون منها النقل البحري وقناة السويس باعتبار أن الدولتين ساحليتين ولهما سفن تمر بالمجرى الملاحي، وكذلك قضايا الهجرة غير الشرعية واللاجئين التي تؤرق الاتحاد الأوروبي وتعتبر قبرص واليونان مدخل المهاجرين إلى القارة، مضيفا أن الدول الثلاث تتفقان بشأن القضايا الإقليمية كالأزمة السورية والليبية وضرورة الحل السلمي.

وأضاف أن مواقف قبرص واليونان تتطابق مع الدول العربية بشأن القضية الفلسطينية وحل الدولتين، مؤكدا أن التبادل التجاري والسياحي والتعاون الثقافي والتعليمي ومكافحة الإرهاب والتعاون في تأمين حقول الغاز في البحر المتوسط كلها قضايا لها محل من النقاش على مائدة قمة كريت اليوم.

وأشار عضو المجلس المصري للشئون الخارجية إلى أن التعاون الثلاثي هو آلية إيجابية للغاية يخدم المصالح المشتركة الاقتصادية بين هذه الدول ويخدم مصر بطريقة غير مباشرة عند مناقشة أي من قضايا داخل الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن تنفيذ اتفاق ربط الغاز القبرصي مع مصر وتحقيقه مع اليونان أيضا يمثل بداية جديدة للتعاون الثلاثي.

 

فتح آفاق جديدة للتعاون

ومن جانبه، قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن قمة كريت هي الانعقاد السادس للقمم المصرية اليونانية القبرصية مما يؤكد أن قادة الدول الثلاث يحرصون على المتابعة عن قرب لكافة الاتفاقيات القائمة وأهمها اكتشافات الغاز والبترول في شرق المتوسط، مضيفا أن العلاقات بين مصر والدولتين قبرص واليونان قديمة وتاريخية.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن اليونان لها تواجد قديم في مصر وجالية كبيرة وكذلك قبرص منذ استقلالها عن بريطانيا العظمى كان لمصر دورها في مساندة قبرص للحصول على استقلالها وكذلك ساندت قبرص مصر في كافة القضايا، مضيفا أن مصر وقعت اتفاقيات للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي ما يعني أن التجارة الحرة مع الدولتين تمر دون عوائق جمركية أو غير جمركية مما يعظم حركة التجارة.

وأكد بيومي القمة السادسة التي عقدت اليوم تفتح الآفاق لمزيد من التعاون وأبواب جديدة للتنسيق في مكافحة الجرائم المنظمة كالهجرة غير المشروعة والإرهاب وغسيل الأموال، مضيفا أن قبرص واليونان من المؤيدين للقضايا العربية.

وأشار إلى أن الجالية المصرية في اليونان كبيرة تعمل في صناعة المنسوجات والنقل البحري واليونان ترحب بالعمالة المصرية المدربة والمؤهلة كما ترحب مصر بعودة الاستثمارات اليونانية في مجالات القطن وغيرها وكذلك محور قناة السويس، مضيفا أن المطلوب من المستوى تحت الرئاسي من الوزراء والمسئولين ورجال الأعمال أن يتابعوا الأبواب التي تفتح أمام الصادرات المصرية والاستثمارات الأجنبية.

 

المزيد من الاستقرار

وقال السفير ناجي الغطريفي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان يخدم مصالح هذه الدول في شرق المتوسط ويساعد على خلق مزيد من الاستقرار والأمن في تلك المنطقة، مضيفا أن قمة كريت اليوم تفتح مجالات للتعاون ومواجهة التحديات في شرق البحر المتوسط.

وأكد في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد توليه الحكم خطى نحو تعميق العلاقات مع كافة الأطراف الدولية وبينهم قبرص واليونان، مضيفا أن التعاون الثلاثي له أكثر من جانب فهناك تعاون اقتصادي في قطاع الطاقة وحقول الغاز بعد الاكتشافات في شرق المتوسط أبرزها حقل ظهر.

وأضاف الغطريفي أن التعاون له أيضا بعد إستراتيجي بما يحمي مصالح تلك الدول ومواجهة أي تحديات أو تدخلات غير مرغوب فيها، مؤكدا أن التعاون الاقتصادي ولا سيما في مجال الغاز والطاقة نتج عنه مؤخرا ربط الغاز القبرصي بمحطات التسييل في مصر ومرتقب مزيد من التعاون.