اعتبر خبراء اقتصاديون أن زيارة الرئيس
رستم مينيخانوف رئيس جمهورية تتارستان الروسية، إلى مصر اليوم تخدم التبادل
التجاري والاقتصادي بين البلدين في شتى المجالات، مؤكدين أن التعاون المصري مع دول
الشرق وآسيا يحمل تنوعا استراتيجيا في الخدمات والتعاون وفرص الاستثمار بعيدا عن الإخطبوط
الغربي الذي يصيبه التخبط في القرارات،
لافتين إلى أن سبل التعاون بين الجانبين ستضم صناعة السيارات والطائرات وصناعة
تكرير البترول واستخراج الطاقة، فضلا عن التبادل الديني خاصة وإنها دولة مسلمة تتعاون
مع الأزهر الشريف.
وبدأ رستم مينيخانوف رئيس جمهورية تتارستان
الروسية، زيارة رسميا اليوم إلى مصر التقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لبحث تعزيز
التعاون المشترك ودعم العلاقات الثنائية بين البلدين.
ومن المقرر أن يشارك رئيس تتارستان، والوفد
المرافق له في أعمال الاتحاد العام للغرف التجارية، غدا الإثنين" منتدى مصر- تتارستان
آفاق التعاون الثنائى إلى الإقليمى"، والذى يبحث تعزيز وتنشيط التبادل التجارى
والعلاقات الاستثمارية بين البلدين.
تحول مصري نحو الاقتصاد الأسيوي
الدكتور محمد الشوادفي، عميد كلية التجارة
جامعة الزقازيق والخبير الاقتصادي، أكد أن اتجاه مصر إلى زيادة التعاون مع دول الشرق
والاتحادات الروسية مهم للغاية ويعتبر تحولا مصريا نحو الاقتصاد الآسيوي، في ظل الاضطرابات
التي يشهدها المجتمع الغربي والتخبط في الإدارة الأمريكية، لافتا إلى أن دول الشرق
غنية وتتمتع بثروات زراعية ومعدنية ونفطية مهمة للغاية.
وأضاف عميد كلية التجارة جامعة الزقازيق
لـ«الهلال اليوم» أن زيارة رئيس تتارستان رستم مينيخانوف إلى مصر يمكن الاستفادة منها
في مجال التبادل التجاري وجذب الاستثمارات إلى مصر، مؤكدا أن روسيا كانت القوى العظمى
في العالم لما تمتلكه من ثروات بشرية وطبيعية وعسكرية قبل تفكك الاتحاد السوفيتي، مشيرا
إلى أن أغلب الاتحادية بروسيا تتمنى التعاون وزيادة الاستثمار في المنطقة.
وقال "الشوادفي" إن تلك الدول
تسعى للاستثمار في مصر والبحث عن فرص جديدة تعمق بها تواجدها في منطقة الشرق الأوسط،
مشيرا إلى أن تلك الدول الصغيرة غنية جدا وتمتلك ثروات كبيرة يمكن لمصر الدفع بشركات
للاستثمار هناك.
زيادة التعاون مع دول الشرق
وقال أبو بكر الديب الخبير الاقتصادي، إن
زيارة رئيس تتارستان إلى مصر يعزز التعاون التجاري بين البلدين، مع سعي القاهرة لزيادة
التعاون مع دول الشرق، مشيرا إلى أن الوفد الرئاسي سيشارك في أعمال الاتحاد العام للغرف
التجارية، غدا، والذي يحمل شعار منتدى
"مصر- تتارستان.. آفاق التعاون الثنائي إلى الإقليمي"، يعزز التبادل التجاري
والاستثماري بين البلدين.
وأكد أن تتارستان تسعى للاستفادة من الخبرات
المصرية في عمليات تكرير المواد البترولية، لما تمتلكه من مخزون نفطي كبير يتخطى مليار
طن، مشيرا إلى أنه اللقاءات ستبحث التعاون المشترك في مجال السياحة لأن معظم الدول
الشرقية تبحث عن الدفء والشمس الساطعة مثل مصر، وهذه الدول سوف تستأنف رحلاتها السياحية
بشكل كبير مع استئناف روسيا وخاصة أنها دول تابعة لها.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن أكبر تعاون
سيكون في مجال الطاقة وخاصة أنها تحتل المركز السادس الاتحادات الروسية إنتاجا للنفط.
ثروة نفطية هائلة
وشدد الدكتور عادل عامر الخبير الاقتصادي،
على ضرورة زيادة التعاون مع الدول الأسيوية وخاصة دول الشرق والاتحادات الروسية التي
تتمتع بمميزات مختلفة ومتكاملة، مشيرا إلى أن أغلبها دول إسلامية وتستعين بالأزهر الشريف
لتطوير مناهجهم وخطابهم الديني وتعليم أبنائهم، بما يعد أحد القوى الناعمة لترابط الشعبين.
وأضاف الخبير الاقتصادي لـ«الهلال اليوم»،
أن زيارة رستم مينيخانوف رئيس جمهورية تتارستان الروسية إلى مصر مهمة وستتناول التعاون التجاري والصناعي، مؤكدا
أن تلك الدولة متقدمة في مجال تصنيع السيارات والطائرات والبتروكيماويات والتي تستخدم
في الزراعة.
وأشار إلى أنها تتطلع إلى الاستفادة من
مصر في خبراتها في مجال الطاقة فضلا عن التعاون الديني بين البلدين، لافتا إلى أن الأزهر
الشريف يلعب دورا محوريا في ذلك من خلال تأهيل العلماء والأئمة.
وأوضح أن تتارستان تتمتع بثورة نفطية هائلة
وضخمة ومتقدمة في مجال الطاقة والتصنيع ويمكن الاستفادة من خبراتها، فضلا عن التوسع
التجاري وزيادة فرص الاستثمار بين الجانبين في مختلف المجالات.