شهدت وزارة البترول على مدار الاسبوع الماضي اجتماعات ومباحثات مع الشركات الأجنبية العاملة في مجال البحث والاستكشاف لتنشيط وتحفيز الشركات لزيادة الاستثمار في مجال الغاز والصناعات الكيماوية:
مصنع جديد لإنتاج البروبيلين
والبداية وقع المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية عقد رخصة إنشاء مصنع إنتاج البولي بروبيلين الجديد بين شركتي سيدي كرير للبتروكيماويات (سيدبك) وجريس الأمريكية ضمن مشروع زيادة الطاقة الإنتاجية بمجمع شركة سيدبك بالإسكندرية الذي تقدر استثماراته بحوالي 2ر1 مليار دولار؛ حيث تستهدف التوسعات إنتاج 500 ألف طن من مادة البروبيلين و450 ألف طن من مادة البولي بروبيلين.
وأوضح الوزير أن اختيار شركة جريس الأمريكية جاء انطلاقاً من كونها إحدى أكبر الشركات العالمية التي تمتلك تكنولوجيات متطورة لإقامة مثل هذه المشروعات بما يحقق خفضاً في تكلفة التشغيل ويرفع العائد الاقتصادى للمشروعات، مشيراً إلى أن مشروع البولي بروبيلين سيساهم في سد جانب من احتياج السوق المحلي من هذا المنتج، الذي يستخدم في العديد من الصناعات والمنتجات التي تدخل في الحياة اليومية منها المواسير والسجاد والمنسوجات الصناعية والألواح البلاستيكية وعبوات المواد الغذائية ومواد التعبئة والتغليف.
استمرار توصيل الغاز الطبيعي للمنازل
كما تفقد الوزير ومحافظ القاهرة أعمال المشروع القومي لتوصيل الغاز الطبيعي للمنازل بمناطق حدائق حلوان، إحدى مناطق الكثافة السكانية بمحافظة القاهرة، وشملت الجولة أعمال الحفر بالشوارع ومد الخطوط وتركيب الوصلات الخارجية والداخلية للوحدات السكنية.
وأكد الوزير أن المشروع القومى لتوصيل الغاز الطبيعي للمنازل وإحلاله محل البوتاجاز في المناطق الصالحة للتوصيل، الذي يشهد تكاتفاً بين جميع مؤسسات الدولة المعنية للإسراع بمعدلاته وزيادتها باستمرار أحد أذرع منظومة العدالة الاجتماعية التي تهتم الحكومة بتحقيقها في إطار سعيها الدائم لتحسين المستوى المعيشي.
وخلال الجولة استمع الوزير ومرافقوه إلى عدد من المواطنين أثناء إبرام التعاقدات الجديدة، الذين أبدوا رضاهم عن مبادرة تقسيط الغاز الطبيعي للمنازل التي يدخلها الغاز الطبيعي لأول مرة، وأن تقسيط تكلفة توصيل الغاز التي يتحملها المواطن بواقع ٣٠ جنيهاً شهرياً على فاتورة الاستهلاك دون مقدم أو فوائد لمدة ٦ سنوات، خفف كثيراً عليهم وحفزهم على الإسراع بالتعاقد للاستفادة بميزة الغاز الطبيعي كمصدر للوقود بمنازلهم بعد أن كانت تكلفة توصيله تشكل عبئاً عليهم.
وأشار الملا إلى أن مبادرة التوسع في أعمال توصيل الغاز الطبيعي للمنازل التي أقدمت عليها وزارة البترول بنظام تقسيط التكلفة على ٦ سنوات للمناطق التي تصل إليها الخدمة لأول مرة حققت مردوداً جيداً من حيث زيادة التعاقدات، ومن ثم زيادة عدد الوحدات السكنية التي تعمل بالغاز الطبيعي كوقود إلى أكثر من ٩ ملايين وحدة سكنية حتى الآن، مؤكداً التزام قطاع البترول بأعلى معايير الأمن والسلامة والصحة المهنية في تنفيذ المشروع.
تفقد الشبكة القومية لتداول الزيت الخام
كما أكد الوزير أهمية الدور الحيوي الذي تلعبه الشبكة القومية لنقل وتداول الزيت الخام والمنتجات البترولية في استقرار سوق المنتجات البترولية، موجها التحية للكوادر البترولية المشغلة للشبكة.
ووجه الوزير خلال الجولة التفقدية بمنطقة التبين التابعة لشركة أنابيب البترول، التي تمثل حلقة الوصل بين مناطق الوجه البحري والقاهرة والسويس وجنوب مصر بالإسراع بمشروعات تحديث وتطوير وزيادة أطوالها وفق أحدث النظم التقنية والفنية عالمياً في هذا المجال لمواكبة رؤية مصر لعام ٢٠٣٠ ومواجهة الزيادة المضطردة في الاستهلاك المحلى، فضلاً عن مواكبة المشروع القومي لتحويل مصر لمركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز والبترول في ظل الأهداف المنوط بقطاع البترول تحقيقها لخدمة الاقتصاد الوطني والمساهمة في خطط التنمية التي تتبناها الدولة.
واستمع الوزير ومرافقوه لشرح رئيس شركة أنابيب البترول حول المنطقة بدأه بالإشارة إلى جاهزية شبكة نقل وتداول الزيت الخام والمنتجات البترولية على مستوى مناطق أنابيب البترول والتي تصل أطوالها إلى ٦ آلاف كيلو متر وتقوم بتشغيلها ٦٤ محطة تدفيع.
وأشار الوزير إلى أن منطقة التبين تمتلك عدداً من خطوط الأنابيب الرئيسية تربطها بمناطق بني سويف والمنيا وأسيوط ومسطرد وجنوب حلوان وبدر، بالإضافة إلى عدد من الخطوط الفرعية تدعمها محطات تدفيع المنتجات و١٢ صهريجاً بطاقة استيعابية حوالي ١٣٠ ألف متر مكعب، ويقوم على تأمينها شبكة متميزة من خطوط المياه وأجهزة ومعدات السلامة والصحة المهنية.
مباحثات مع "بي بي" لمشروع حقل غازات ريفين
كما بحث الوزير مع برنارد لوني الرئيس التنفيذي لشركة بي بي للاستكشاف والإنتاج والمهندس هشام مكاوي الرئيس الإقليمي لشركة "بي بي" بشمال أفريقيا والوفد المرافق الموقف التنفيذي للمرحلة الثانية من مشروع تنمية حقول شمال الإسكندرية وغرب المتوسط لإنتاج الغاز من المياه العميقة بالبحر المتوسط؛ حيث تم استعراض موقف تنمية حقلي جيزة وفيوم المخطط وضع باكورة إنتاجهما على خريطة الإنتاج في نهاية العام الحالي بحوالي 400 مليون قدم مكعب غاز يومياً تزداد تدريجياً لتصل إلى 700 مليون قدم مكعب غاز يومياً، كما تم استعراض مشروع حقل غازات ريفين المخطط دخوله على الإنتاج في الربع الثالث من عام 2019 وتم استعراض موقف البئر الرابعة الذي سيتم وضعه على الإنتاج في مشروع حقل أتول والذي سيرفع الإنتاج من الحقل من 300 – 400 مليون قدم مكعب غاز.
وأكد الملا أهمية المتابعة المستمرة لمشروعات تنمية حقول الغاز في إطار استراتيجية الوزارة لسرعة الانتهاء منها والالتزام بالبرامج الزمنية الموضوعة لزيادة الإنتاج المحلى من الغاز الطبيعي.
الصين تسثمر في البترول لأول مرة
كما عقد الملا جلسة مباحثات مع وفد من شركة كويت إنرجي ووفد من مجموعة يونايتد إنرجي الصينية برئاسة الرئيس التنفيذى للمجموعة جو جونفينج؛ حيث تم بحث أنشطة المجموعة الصينية، التي تعد من كبريات المجموعات المتخصصة في مجال البحث والاستكشاف والإنتاج بآسيا، التي استحوذت مؤخراً على كافة أسهم شركة كويت إنرجي الأم بقيمة 900 مليون دولار.
وأعرب الملا خلال اللقاء عن ترحيبه بدخول المجموعة الصينية للاستثمار لأول مرة في مصر، التي أعربت عن رغبتها في المشاركة بالمزايدات العالمية التي يتم طرحها بمصر لما تتمتع به من إمكانات واعدة في صناعة البترول والغاز.
واختتم الوزير أجندة الأسبوع بعقد اجتماع اللجنة العليا لمشروع تطوير وتحديث قطاع البترول لمتابعة نتائج أعمال البرامج السبعة التي يشملها المشروع والتي تغطى كافة أنشطة صناعة البترول والغاز.
وأكد الملا أن المشروع يعمل على كافة المحاور لتحسين اقتصاديات الأنشطة.