شهدت المملكة العربية السعودية في الساعات المتأخرة من مساء الجمعة وساعات الصباح من يوم السبت عددا من القرارات التي تتعلق بوفاة جمال خاشقجي الذي أثار أزمة في الأيام الأخيرة، وقال النائب العام السعودي إن التحقيقات الأولية في موضوع المواطن جمال خاشقجي أظهرت وفاته، موضحا أن التحقيقات مستمرة مع الموقوفين على ذمة القضية والبالغ عددهم حتى الآن 18 شخصاً، جميعهم يحملون الجنسية السعودية.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) مساء اليوم الجمعة عن النائب العام قوله إن التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة العامة في موضوع اختفاء المواطن جمال بن أحمد خاشقجي، أظهرت أن المناقشات التي تمت بينه وبين الأشخاص الذين قابلوه أثناء تواجده في قنصلية المملكة العربية السعودية في اسطنبول أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي مع خاشقجي، مما أدى إلى وفاته.

وأكدت النيابة العامة السعودية أن تحقيقاتها مستمرة مع الموقوفين على ذمة هذه القضية، لافتة إلى أن عددهم حتى الآن 18 شخصاً جميعهم يحملون الجنسية السعودية، تمهيداً للوصول إلى كافة الحقائق وإعلانها، ومحاسبة جميع المتورطين في هذه القضية وتقديمهم للعدالة.

وأصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أمرا ملكيا بإعفاء أحمد بن حسن بن محمد عسيري نائب رئيس الاستخبارات العامة من منصبه، كما أصدر أمرا بإعفاء سعود بن عبدالله القحطاني المستشار بالديوان الملكي من منصبه، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس".

والقحطاني هو مستشار بالديوان الملكي السعودي بمرتبة وزير، والمشرف العام على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية بالديوان الملكي.

وأمر خادم الحرمين الشريفين بتشكيل لجنة وزارية برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية الأمير محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة وتحديث نظامها ولوائحها وتحديد صلاحياتها بشكل دقيق وتقييم الإجراءات والأساليب والصلاحيات المنظمة لعملها، والتسلسل الإداري والهرمي بما يكفل حسن سير العمل وتحديد المسؤوليات.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) مساء اليوم الجمعة أن اللجنة تضم في عضويتها، وزير الداخلية، والدكتور مساعد العيبان، والدكتور إبراهيم العساف، ورئيس الديوان الملكي ، ووزير الخارجية ، ورئيس الاستخبارات العامة، ورئيس أمن الدولة، على أن ترفع اللجنة نتائج أعمالهما خلال شهر.

وأوضحت أن القرار اتخذ بناء على ما رفعه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إلى خادم الحرمين الشريفين عن الحاجة الماسة والملحة لإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة، وأن المصلحة العامة تقتضي ضرورة تشكيل هذه اللجنة للقيام بذلك.

كما أعلنت المملكة العربية السعودية، مساء الجمعة، إعفاء عدد من ضباط المخابرات، وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس"، إن خادم الحرمين أصدر أيضا أمرا ملكيا أنهى خدمة مساعد رئيس الاستخبارات العامة لشؤون الاستخبارات اللواء الطيار محمد بن صالح الرميح، ومساعد رئيس الاستخبارات العامة للموارد البشرية اللواء عبدالله بن خليفة الشايع، ومدير الإدارة العامة للأمن والحماية برئاسة الاستخبارات العامة اللواء رشاد بن حامد المحمادي.

في هذا السياق، قال مصدر سعودي مسئول في تصريحات لوكالة "واس" السعودية، إن المملكة العربية السعودية اتخذت الإجراءات اللازمة لاستجلاء الحقيقة في موضوع الصحفي جمال خاشجقي، وتابع، أن المملكة تؤكد محاسبة جميع المتورطين وتقديمهم للعدالة.

وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية لوكالة الأنباء الرسمية السعودية "واس"، إن التوجيهات والقرارات، التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين، إثر الحدث الذي أودى بحياة الصحفي جمال خاشقجي، والتي شملت توجيه النائب العام، بالقيام بتحقيق لكشف ملابسات اختفاء المواطن جمال خاشقجي، وما تبع ذلك من التحفظ على المشتبه بهم لاستكمال التحقيقات، وتشكيل لجنة لمراجعة الإجراءات المتبعة في هذا الشأن، وما تضمنته هذه الخطوات من إعفاءات لعدد من المسؤولين في الجهاز المعني، تأتي استمرارا لنهج الدولة في ترسيخ أسس العدل، وفق شريعتنا السمحاء، ومحاسبة أي مقصر كائنا من كان، والتعامل مع أي تقصير أو خطأ خاصة إذا كان يمس ابنا من أبناء الوطن بشكل شامل وحازم، مهما كانت الظروف وبغض النظر عن أي اعتبارات.

وأكد المصدر أن الإجراءات سالفة الذكر وتعكس هذه الإجراءات حرص القيادة  على أمن وسلامة جميع أبناء هذا الوطن، كما تعكس عزمها على أن لا تقف هذه الإجراءات عند محاسبة المقصرين والمسؤولين المباشرين، لتشمل الإجراءات التصحيحية الكفيلة بمنع حصول مثل هذا الخطأ في المستقبل.

وأضاف المصدر أن حكومة المملكة تثمن التعاون المميز، الذي أبدته حكومة تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أرودغان التي ساهمت جهودها وتعاونها بشكل هام في مسار التحقيقات، بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

وثمنّت المملكة، حسمبا جاء في واس، المواقف "الحكيمة" للدول التي آثرت التروي وانتظار نتائج التحقيقات، والابتعاد عن التكهنات والمزاعم.

فيما علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم السبت، قائلا إن التفسير الذي أعلنته السعودية بشأن كيفية وفاة الصحفي جمال خاشقجي في قنصليتها باسطنبول موثوق به.

وأضاف ترامب للصحفيين إن ما أعلنته السعودية بشأن ملابسات وفاة خاشقجي "خطوة أولى جيدة". وأكد أنه يفضل ألا تتضمن أي عقوبات ضد الرياض إلغاء الطلبيات الدفاعية الكبيرة.

ووجه سعود القحطانى، مستشار الديوان الملكي السعودي، المعفى من مهام منصبه، الشكر للملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، وولى عهده الأمير محمد بن سلمان.

وقال القحطانى، "أتقدم بجزيل الشكر والعرفان لمقام مولاى خادم الحرمين الشريفين، وسمو سيدي ولى العهد الأمين، على الثقة الكبيرة التى أولوني إياها، ومنحى هذه الفرصة العظيمة للتشرف بخدمة وطنى طوال السنوات الماضية".

وأضاف القحطانى: " سأظل خادماً وفياً لبلادي طول الدهر، وسيبقى وطننا الغالي شامخاً بإذن الله تعالى".